وُلد الهدى فالكائنات ضياء.. تنداح الأحرف جزلى.. هو ميلاد ابن عبدالله.. ويقف الزمان والمكان مشدوهاً لعظمة المناسبة.. إنها ذكرى مولد خير الأنام رسولنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. آلاف النفوس الشريفة المحبة لسيد الخلق (ص) ضاقت بها الباحة الجنوبية لقاعة الصداقة مساء الاثنين الماضي في احتفالية غارقة في الأدب الصوفي (المديح)، تقدم ركبها وزير الثقافة الاتحادية السموأل خلف الله القريش ورعاها إمام أهل الخرطوم الوالي د. عبد الرحمن الخضر ونفذها قطاع المهرجانات والاحتفالات الجماهيرية بقناة ساهور الفضائية وإذاعة الكوثر بمشروع التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم. وجاء مهرجان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام متَّشحاً ثوب العالمية؛ ففي الليلة المضاءة بعبق سيد المرسلين وخاتم النبيين وأشواق المحبين، مدح لأول مرة بالسودان المادح المصري حمادة هلال الذي ترك له الناس مقاعدهم وتحلقوا حوله وهو يردد (محمد نبينا). أما (خدام النبي) كما يحلو أن يتسمَّى بذلك محمود عبد العزيز فقد أشعل الحضور حباً في الرسول، حتى اضطرت الشرطة لإعادة الهدوء إلى الليلة في خواتيمها. وكان أولاد حاج الماحي ملوك المدح النبوي في السودان قد افتتحوا الليلة بالروائع الخالدة.. ونادر خضر وضع سقفاً بمدحة (خير الأنام) للفاتح حمدتو والماحي سليمان.. والمادحة نجود محمد عجب المعروفة عالمياً قدمت مدحة لخالد المصطفى لحنها الهادي الجبل. وجاءت مشاركة المادح البحريني أبو ذر الحلوجي الذي حيا الجمهور بمدحة قوية تفاعل معها على الإيقاع الخليجي، وتوالت المشاركات عبر أبو بكر ومختار من نيجيريا بمدحة (تمسكنا بحبه)، ومن تايلاند زكريا دروبي. أما جمعية الإرشاد الإسلامية الصومالية التي مدحت باللغة الصومالية مدحة (الله - الله) جعلت الجالية الصومالية تحتل واجهة المسرح الفخم تعبيراً عن سرورها بمشاركة حسام علي من جيبوتي. فيما نجح المادحون الصينيون ليانق دري - نيجيقا نوك وآخرون اختاروا أسماء عربية من فوق المسرح ليصبحوا (علي وعيسى وتوفيق) نجحوا في استلهام مشاعر الحضور بمدحة صينية فيها من العربية (صلى الله عليه وسلم). وكانت مجموعة نهضة العلماء بقيادة عبد السلام الأندونيسية في مصاف العالمية بمدحتها العربية (صلِّ يا ذا الجلال.. على نبي الكمال) فيما حوى برنامج الحفل مشاركة خالد الصحافة ومعتز صباحي اللذين غادرت «الأهرام اليوم» قبل أن يقدما وصلتهما قبيل منتصف الليل بعشر دقائق. { مشاهدات من الليلة { محمود عبد العزيز قدم مدحة (أهاجر ليك زي صفوان) من كلمات خالد المصطفى ولحنها بنفسه وهي بمثابة أول لحن له منذ أن عرف الغناء والموسيقى والمديح وهو يلبس (المرقوعة). { محمود كرم والي الخرطوم ومدير قناة ساهور عبد الله الطاهر والمطرب المصري حماده هلال بشهادات تقديرية حملت كل شهادة إحدى مدحاته لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم. { وزير الثقافة عانق مادحي أندونيسيا حباً في الرسول (ص). { حمادة هلال قال ل (الأهرام اليوم) في تصريح خاص إنه يحب المديح لأنه من أسرة دينية وهذه أول زيارة له للسودان وأنه سعيد بهذا الجمهور المدهش وقرر أن يعود قريباً ليحيي حفلاً تاريخياً بالخرطوم.