{ في وقت حساس وظروف معيشية ضاغطة يشق عليَّ أن أسمع أن أحداً ما قد سُرّح من عمله أو وظيفته التي يأكل منها عيش. فإن كان الأمر قاسٍ ومحزن بالنسبة للشخص فما بالكم ب(ستمائة) موظف حته واحدة هم مجموع المتعاونين الذين تم إنهاء خدماتهم بعد أن مُنحوا رواتبهم التي تأخرت وانتظروها أكثر من خمسة أشهر وفجأةً مُنحت لهم ومعها خطابات إنهاء الخدمة. ودعوني قبل أن استرسل في معاناة شخص فقد مورد رزقه حتى لو كان هذا المورد هو واحد من تلاتة أو أربعة موارد (يكابس) فيها من أجل أن يوفر احتياجاته، وأعتقد أن هذا ليس سبباً كافياً لأن نبلع تبرير أحد القيادات بالتلفزيون المستفزة بأن معظم هؤلاء المتعاونين يعملون في مؤسسات أخرى. دعوني قبل أن استرسل في الفعل أو ردته أبدي استغرابي واستعجابي من العدد نفسه؛ إذ كيف أن الفضائية السودانية، التي هي ليست وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بحثاً وتجارب واستكشافاً للفضاء، وهي ليست معملاً أو مختبراً للأبحاث النووية، كيف لا وهي الفضائية ذات البرامج المحدودة والأفكار المكررة والبرمجة التي لم تتغير ولم تتطور، كيف لها أن تستوعب من أصله هذا العدد الكبير للمتعاونين، إلى جانب موظفيها الأساسيين؟ والسؤال المهم ماذا كان يفعل هؤلاء؟ وماذا كانوا يقدموا؟ وما هو الأثر أو البصمة التي تركوها في التلفزيون ولمسها المشاهد تبرر استيعابهم بهذا الرقم الخرافي؟ ولنفترض أن الستمائة مبدعون وخلاقون فلماذا لم تعمل إدارة التلفزيون على استثمار مواهبهم وقدراتهم في عمل حقيقي يتلمسه المشاهد السوداني لعله يكون مبرراً لاستيعابهم؟ وهل التلفزيون كان فعلياً في حاجة إلى هذا العدد أم أن الاستيعاب والفهم لمنظومة المتعاونين تم بطريقة (الكوسه) أو المجاملة دون النظر إلى الحاجة والفاقد الذي يحتاج التلفزيون أن يسده بشريحة المتعاونين. أعتقد أن (الستمائة) الذين تم فصلهم هم أكبر إدانة لإدارة التلفزيون بالتخبط والعشوائية في الاستيعاب وفي الفصل؟ وبالتالي من حقنا أن نشيل هم، فإن كان التلفزيون بالستمائة المتعاونين الذين هم بالضرورة أو يخيل إليَّ ذلك هم إضافة لهم (كان ده حاله) حيكون حاله كيف بعد خروج هؤلاء من حوشه..!! إما إن انبري لي (فصيح) وقال إن ذهاب هؤلاء لن يؤثر على أداء الفضائية، حأكون أفصح منه وأقول ليه أمّال استوعبتوهم من البداية على أساس شنو ولشنو؟ { في كل الأحوال أظن أن إدارة التلفزيون إن أرادت أن تصلح خطأها الأول باستيعاب وظائف لا وجود لها، فهي تصلحه بخطأ أكبر بأن تقطع أرزاق العباد وتطلق شرارة في وقت يحاصر فيه الحريق بلداناً عربية كثيرة بسبب أفعال من هذه الشاكلة، يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار. كلمة عزيزة { مع كامل احترامي للفنانين الذين يمدحون المصطفى عليه الصلاة والسلام، إلا أنني وبصدق أرى أن المديح بجوِّه الروحاني الذي يعمِّقه ضرب الطار وتحلق المادحين بجلاليبهم والتصوف الذي ترسمه ملامحهم، هو شعور تسلبه الآلات الموسيقية ومفاتيح آلة الأورغن خاصةً وأن مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس كلمات فقط ولكنه جو وشعور وحالة لمشهد ينبغي أن يحافظ على تفرده وشكله التقليدي. كلمة أعز { آخر نكتة سمعتها أن أحدهم سأل الرئيس المخلوع مبارك وصاحبه في السكة القذافي عن أغنياتهما المفضلة فقالا إنها أغنية ندى القلعة سمح العلم» وخاصة البيت الذي يقول «يا الإنترنت سويتا فينا»..!!