استضاف منتدى السرد والنقد بمباني المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون كل من الأستاذ والناقد التشكيلي محمد حسين الفكي والدكتور محمد مصطفى الأمين لتقديم أوراق نقدية حول رواية (ملكة الشمس والجان) لسيف الدين حسن بابكر، فيما أدار الجلسة الأستاذ محمد الجيلاني. الأستاذ محمد حسين الفكي قال في ورقته إن الكاتب سيف الدين حسن أتخذ من البيئة الطبيعية والثقافية والتاريخية إطاراً مرجعياً لروايته (ملكة الشمس والجان)، وأضاف أنها مستوحاة من عمل تشكيلي أثري يمثل النموذج الأعلى لمرجعية الرواية وصياغتها وزواياها المتعددة، وتدور أحداثها في منطقة مروي، لذلك جاء اهتمامنا بها من هذا الجانب ومن واقع أن التاريخ بأشكاله المختلفة يمكن أن يوحي بكثير من الأعمال الفنية، كما أن العمل الفني يمكن أن يكون حقلاً لتحليل الوقائع التاريخية وترميم ما انطمس منه، وهنا يكون امتداده في الزمان مثلما هو متجزر في المكان ويعتقد أنه وبأسلوب الاسترجاع أن الكاتب قارب بين الواقع والأسطورة، وبين الماضي والحاضر في مسرح واحد، ويرى الأستاذ محمد حسين الفكي أن الرواية السودانية لم تستلهم شخصياتها من التميز المكاني وحده أو الواقع وإنما من الزماني أيضاً حين ارتفعت منه الأسطورة عبر التاريخ والتراث المتجسد في حكاية شعبية مروية أو أثر مادي مثل الرسم أو التمثال كما في هذه الرواية، وأكد أن الرواية السودانية عموماً قد وجهت جل اهتمامها بالريف، ومن هنا نالت اهتماماً خاصاً ليس لعمق ارتباطها موضوعياً بالريف الى درجة التوحد التاريخي نشأة وامتداداً وحسب وإنما نجدها بالإضافة الى ما سبق ترسم للريف السوداني صورة مميزة فيها الكثير من الحنين الى الماضي، وهذا ما جسدته رواية »ملكة الشمس والجان« وقال لعل الظاهرة الملفتة للنظر أن أجمل الأعمال الإبداعية السودانية هي تلك الأعمال التي تم إنتاجها خارج الوطن، مؤكداً أن للحنين والمكان أدوار عظيمة تتداعى في بلاد الغربة. أما الدكتور محمد مصطفى الأمين قدم في ورقته النقدية قراءة سينمائية لرواية »ملكة الشمس والجان« وتطرق الى الفرق بين الإبداع والتذوق والنقد والتحليل والنظرية ويرى أنها مفاهيم نحتاج للشرح والتوضيح، وقال إن مشكلة المناهج تكمن في أساليب الكتابة بين الواقعي والخيالي والتداخل بينهما، وقال إن هذه الرواية استطاعت أن تثير القارئ بشكل كبير لقراءتها من خلال العنوان الذي يمثل عتبة من عتبات النص، ومن ناحية أخرى أشار الى تصنيفها وتساءل هل هي قصة طويلة أم رواية قصيرة ولكنه يرى أنها أقرب الى الرواية من خلال النظر لبنيتها وأحداثها وشخصياتها، وذكر أن هذه الرواية فيها فنتازيا ولا تخلو من الواقعية السحرية. وعن الشخصيات في رواية »ملكة الشمس والجان« لسيف الدين حسن بابكر قال الدكتور محمد مصطفى الأمين إنها شخصيات أسطورية وهي أقرب الى الشخصيات النمطية مثل شخصية يوسف الدرويش وشخصية بابو وأكد أن هذه الأسماء مأخوذة من البيئة السودانية، مشيراً الى تطورات هذه الشخصيات وأبعادها الاجتماعية والخيالية، وأما من ناحية الأسلوب فيرى أن الكاتب سيف الدين استخدم الأقوال الشعبية والشعر الشعبي مما أضفى على الرواية الكثير من القوة والجمال.