{ الديمقراطي الحقيقي لا يتعاطف ولا يتحالف إلا مع الديمقراطيين، ولقد يقال إن وينستون تشرشل وكليمنت أتلي، رئيسي الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، التي انتهت عام 1945م؛ تحالفا مع طاغية يُعد من أساطين الطغاة في كل العصور وهو الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين. { وذلك صحيح، وتحالف معه خلال تلك الحرب ديمقراطيان آخران هما الرئيسان الأمريكيان فرانكلين روزفلت وهاري ترومان. {وذلك صحيح أيضا،ً وكان من أهم الأسباب التي جعلت الزعماء الديمقراطيين الأربعة: تشرشل وأتلي وروزفلت وترومان، يتحالفون مع الديكتاتور ستالين خلال الحرب العالمية الثانية أنه كان هناك خلال تلك الفترة من هو أكثر طغياناً وخطورةً وهو أدولف هتلر الذي كان يحكم بلداً قوياً مهماً مؤثراً هو ألمانيا وكان قد اجتاح بآلته العسكرية الجبارة بعض الدول الأوروبية وغزا الاتحاد السوفيتي وقصف بريطانيا وأرهقها بالغارات الجوية واحتل فرنسا. { لقد تحالف القادة الديمقراطيون الأربعة مع أهون الشرَّين واستطاعوا جميعاً أن يخلِّصوا الجنس البشري من هتلر وفظاعاته وعنصرياته. { والعقيد القذافي ديكتاتور ما في ذلك شك وفي العالم العربي طغاة مثله - وإن بأداء أكثر معقولية! - وهناك مِن المواطنين العرب مَن يعتقدون أن الشمولية أنسب وأفضل للأمة العربية من الديمقراطية وهناك في نفس الوقت مواطنون عاديون ومثقفون عرب وأفارقة يرون أن الديمقراطية هي الحل. { ومن المستحيل أن يشعر أي فرد من هذه الفئة الأخيرة بأي قدر من التعاطف مع العقيد القذافي مهما تكن درجة المأزق الذي يعيشه في مواجهة الشعب الليبي. { إن الوساطة بين الشعب والديكتاتور، خاصةً الذي من عينة معمر القذافي، لا تجوز، الذي يجوز والذي ينبغي هو التأييد المطلق للشعب والإصرار على رحيل الطاغية الذي لم يقتصر أذاه وضرره على ليبيا وحدهما وإنما شملا دولاً أخرى منها السودان. { وقال صاحبي: كنت أحترم الرئيس الفنزويلي «تشافيز» وكانت تعجبني تحدياته - وإن كانت لفظية - للولايات المتحدةالأمريكية، وكنت أتصوره ثائراً والثائر لا يملك في كل الأوقات سوى أن ينحاز للشعب، للجماهير، للشارع الهادر العظيم الطامح إلى إزالة الطغيان وإلغاء الاستئثار العائلي بأموال البلد وإقامة المجتمع الحر. { لكن الرئيس الفنزويلي خذل معجبيه وجاء في بعض المأثورات السودانية «شبهينا واتلاقينا»..!!