«صوّب مأجور ما بندقيته على صدر الجابر فأرداه قتيلاً». هذه هي القصة الخبرية الكاملة لاستشهاد واحد من الصحفيين العرب. هل قلت غير العرب؟ لن استطيع ذلك. لقد شاءت أقدارنا السياسية البائسة أن نكون «تختة» ل«دون كيشوت» جديد تعامى عن عدوه الحقيقي، فجعل من الزميل علي حسن الجابر، المصور بقناة الجزيرة، هدفاً يداري فيه بؤسه وجبنه وهوانه على الناس، فلم يستكثر عليه محتويات بندقية كاملة من الرصاص، شجَّ بها رأسه وقدَّ بها صدره، ثم ادخر ما تبقى من عتاده العسكري ليوزعه على شعبه «طلقة، طلقة، في كل شبر وكل بيت، وكل دار حتى تصير ليبيا نار.. ولهب» ليبرَّ بذلك عهده المجنون، ويحقق مجده الأخرق، فبئس أفكار الطغاة. لكن أبداً لن تطفئ طلقاته ومروحياته الحربية نوراً حمله الشعب الليبي ووزعه الجابر عبر «فوهة» كاميرا وزعه ليضيء به دهاليز وظلمات عاشت فيها الأمة العربية الملكومة سنين عدداً. شهيدنا الجابر هذه هي صحيفة «الأهرام اليوم» تقف متقدمة مع جميع الصحف السودانية ومكتب الجزيرة بالخرطوم لتنعيك شهيداً للحق والاستنارة. والكل يرى فيك حزنه الخاص، وفجيعته المقيمة، كان بالأمس يقف بالخرطوم ثلة من طلاب الحق، يطالبون باسمك ورسمك وقف الاعتداء على حَمَلة النور وتفعيل القانون الذي يصون للإنسان كرامته، وللإعلام حريته التي يهد بها أنظمة الرجس المستبدة بشعوبها، التي تحاول خنق الحقيقة في زمن ما عاد فيه ممكناً تحقيق هذا الهدف.