بصراحة شديدة أبحث معكم وعندكم عن إجابة لسؤال يحيرني ويهمني كثيراً لأن الإجابة عليه إن سألتموني أنا فهي محبطة وغير متفائلة على الإطلاق والسؤال هو: هل بالفعل الصحافة هي السلطة الرابعة؟ وهل يجد ما نكتب ونكشف صدى عند المسؤولين؟ أم أنهم يتعاملون معنا بسياسة (أضان الحامل طرشة)؟ أنا شخصياً أشعر أن هذا هو ما يحدث بالضبط بدلالة شواهد كثيرة دعوني أكشف عنها واحدة وراء واحدة، فعندما طالبنا السيد وزير الزراعة بأن يكشف النقاب عن حقيقة مزارع تسمين العجول بولاية النيل الأبيض، ما اشتغل بما كتبنا شغلة، وهو يمكن عنده حق لأنه عائز يكفي على (الخبر مجور) كما ينطقها الصعايدة في مصر، لكن ما هي الخطوات التي اتخذها البرلمان لفتح هذا الملف وتوضيح الحقائق فيه؟ بل ما هو شكل المساءلة التي وجهها الحزب الحاكم لأحد وزرائه من المنسوبين إليه وهو الأخ المتعافي حول هذا الموضوع الذي تحوم حوله شبهة استغلال للمنصب وللمال العام؟ دي واحدة. الثانية ورغم ما ظلت تكتبه الصحافة ولا أحسب أنها قد اتفقت على أمر كما اتفقت على الفشل الذريع للسيد محمد حاتم سليمان مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، لكنه رغم ذلك لا زال في موقعه وكأن ما يكتب لا قيمة له عند وزارة الإعلام أو أجهزة الرئاسة المعنية. أقول ليكم الثالثة، لم يفتح الله على أحد من وزارة السياحة أو من الهيئة العامة للآثار بأن يوضح رأيه حول ما أثرناه عن المتحف القومي الذي صار هو نفسه آيلاً للإحالة إلى متحف يضمه طالما أنه آيل للسقوط وحاله يغني عن سؤاله، أليس من حقي بعد هذه النماذج القليلة من كثير أن يقل إيماني بدور الصحافة أو النظرة التي ينظر بها المسؤولون إليها؟ أعتقد أنه ليس كافياً أن ترفع الرقابة عن الصحف ويضع المسؤولون سماعات للأذن لا يسمعون من خلالها إلا النغمات التي تروق لهم وفي ذات الوقت تبعد عنهم أي محاولات لإيصال صوت صرير الأقلام إليهم، وعلى فكرة هذه الأقلام هي صادقة لأنها تتحدث بنبض الشارع ومعاناة الناس ومجرد الاستجابة لما تكتب هو ليس استجابة للصحفي فلان أو الكاتب علان ولكنها استجابة لأصوات الناس المغلوبة على أمرها التي (بُحت) من غير أن تجد استجابة فهل بعد هذا الكلام يستطيع أحد أن يقنعني بأن الصحافة سلطة تاسعة خليك من رابعة القريبة دي!! كلمة عزيزة في غمرة ضجيج مزعج يصدره بعض الفنانين تجاه تجارب الفنانين الشباب مما منحنا شعوراً بأن ثمة حرباً خفية تدور بلا هوادة، أسعدني جداً أن أستمع أمس الأول لآراء الفنان الكبير سيف الجامعة من خلال السهرة التي ضمتنا في أستديو النيل الأزرق برفقة السيد وزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله ولعلي التقطت وفسرت سريعاً منافسة بذلك أي حاسوب ياباني آخر موديل؛ فسرت حديثه الجميل عن الفنانين الشباب واعترافه بأن عوامل المحبة مفقودة بين جيلين وأنه كجيل وسط يحاول ما استطاع أن يقرب الشقة ما بين الفنانين الكبار والشباب منهم، ولعلي قد تلمست صدق حديثه وهو يدافع بصدق عن ما اعتبره البعض تجاوزاً بدر من بعض الفنانين الشباب في أماسي أم در وهم يظهرون بلووك فيه بعض من الغرابة. في العموم أنا سعيدة بأن يكون سيف الجامعة وهو من قيادات اتحاد المهن الموسيقية بهذه الرحابة في الصدر والاتساع في الفهم والأهم شعوره العالي بأن الفن مجتمع للحب والمشاعر النبيلة وليس الكره وإبداء مشاعر الغيرة والبغضاء. كلمة أعز أعتقد أن استمرارية بعض الأشخاص في مناصبهم لفترة طويلة جعلتهم يظنون أن لا أحد يفهم أحسن منهم وليس لهم شبيه لذلك أنا وبشدة أقف مع اقتراح التغيير والتبديل ليس لأن كل حركة معاها بركة ولكن لأن كل حركة حتكشف حركات.