حفظك الله وأبنائك وزوجك وأهل بيتك. سلام من الله عليك مع تحياتي لك وأمنياتي لك ولأفراد أسرتك وزملاء مهنتك بموفور الصحة والعافية. لقد ظللت ومنذ صدور أهرامكم الشامخ «الأهرام اليوم» أتابع هذا القلم الجرئ وأجد فيه سكناً وسكينة «هذا والله ثلاثا» كما أتابع منها أعمدة كثيرة حتى الكلمات المتقاطعة التي أعيب عليها أنها تظهر أحياناً كثيرة مليئة بالأخطاء في المربعات المسكّنة. الإشادة بالأستاذ الهندي، أختي العزيزة التي ذيّلتها بالأبيات التي دونتها في مفكرتي هي في واقع الأمر أقل القليل، فالهندي عز الدين رجل بمعنى الكلمة ونرجو له دوام الصحة والعافية والسداد وإليك أختي العزيزة. الذين يعرفون الأخ والعم والصديق المرحوم الشريف زين العابدين الهندي، رحمه الله مع الخالدين، يعرفون فيه أنه قارئ جيّد حد الامتياز للمستقبل وغالباً، بل ودائماً، ما تصيب نبوءته ولعل نبوءته بانقلاب الإنقاذ خير شاهد، وغيرها وغيرها.. فقد قال لي مرة عن الأستاذ الهندي «إن هذا الابن حقنا عديل ووالده اتحادي قح ولكن اختطفه منا من اختطفه، ولكن بذرتنا لن تذهب سدى فهذا أينما ذهب نفع فهو وطني». وساعتها أجزم أنه كان لا يعرف الأستاذ شخصياً وإنما يقرأ له وسأل عنه وخبره وظل طوال حياته «رحمه الله» يشيد به بل وفي مرة قال لي أريد من شبابنا أن يصلوا إلى مرحلة شباب الجبهجية وأن يأخذوا منهم مثل ما أخذوا منا. ومن ساعتها ظل الأستاذ في قلبي، فنبوءة الشريف الطاهر، رحمه الله، لا تكذب. وإليك عزيزتي تجربة شخصية جداً.. إبان توليه نيابة رئاسة تحرير «آخر لحظة» وعموده المقروء الذي أحسب أنه قد أوصل «آخر لحظة» ساعتها الريادة بل وجمع لها من الكوادر والأقلام ربنا يجعله في ميزان حسانه. وتجربتي أن حاولت في مرة الانتحار يأساً من الحياة كلها بعد أن أُغلقت كل الأبواب في وجهي، فأنا أعاني المرض والفقر والمشاكل الأسرية بل وبدأت في التفكير في الوسيلة صعقاً بالكهرباء أم السم أم الانتحار بسلاح وأمام القصر الجمهوري وهذا قبل أن يُفكر البوعزيزي، كان ذلك في سنة 2008م، ولكن كان هنالك باب من عند الله وباب الهندي عز الدين أن نشر مأساتي وكتب فيها (العم غفر الله له)، وصدقيني هذه الكلمة وحدها جعلتني أفكر في عقوبة الله والعذاب السرمدي في القبر والآخرة، حمانا الله وإياكم، فله إن شاء الله الثواب والله أصدق الصادقين «ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً» وأنني لأشهد أن هذا الأستاذ من عباد الله الصالحين. الأستاذة داليا، إن القبول لك من الكثيرين وللأستاذ هو نعمة من الله عزّ وجلّ تستوجب الشكر والحمد وأسأله عزّ وجلّ أن يديمها عليكم وللأستاذة مشاعر أيضاً نصيب، فأرجو لها التوفيق. كما وأرجو لزوجك الذي لا أعرفه زهير عبدالفضيل تحياتي وأشد على يديه مثنى وثلاث ورباع لوقوفه معك وتقبلك وصبره عليك حتى يأتينا هذا الاندياح والأريج. فالنساء دائماً سليطات كيف وهن كاتبات؟. مع محبتي في الله ومودتي لكم عبدالهادي إبراهيم خالد الأراك { تلويح: شكراً للعم «عبدالهادي» ونرجو أن نظل دائماً عند حُسن ظن الجميع بإذن الله.