{ غياب المهنية في الصحف الرياضية يجعل كل الأشياء ممكنة.. وبالتالي يكون من الطبيعي أن يختل ميزان التعامل مع القضايا خاصة المهمة والمصيرية على شاكلة الأحداث التي صاحبت ختام الموسم التنافسي الماضي في ختام الدوري ونهائي الكأس.. { ينسى معظم الكتاب مهمتهم الأساسية والمتمثلة في الإصلاح وتوجيه النقد بعيداً عن الغرض والمرض والعياذ بالله.. ونجدهم ينجرفون مع عواطفهم، بلا وعي، ويمارسون شتى أنواع التعصب الذي يفوق تعصب الجماهير بمراحل..!! { وبعيداً عن السموم التي ينشرونها في أعمدتهم نجد أن تلوين الأخبار وفبركتها صار من الثوابت في العمل الصحفي.. وبالتأكيد تسير الفبركة في اتجاه دعم موقف الفريق الذي يشجعه رئيس تحرير الصحيفة الرياضية..!! { وتسبب ذلك الوضع المزري في زيادة حجم مأساتنا الكروية.. وللدرجة التي وضعت فيها الصحف الرياضية بصمة التعصب بوضوح على القراء الذين ينقادون دون أن يشعروا خلف الأهواء.. وهم بذلك يهرولون نحو الصحفي الأكثر تعصباً بحثاً عن الكلام المعسول الذي يريحهم ولو إلى حين..!! { ولعل الأسلوب الغريب، الذي ذكرناه، أبعد المنطق من حساباتنا وتحول الموضوع، موضوع الصحافة الرسالية، إلى بث للسموم فمن يملك ناصية نشر الفتن والمناداة بكل الطرق للعصبية إنما هو الكاتب الرقم والحقيقة فإنه الكاتب الوهم..!! { انحدرت الألفاظ لدرجة سحيقة، وتوارت المعاني السامية للمهنة خلف خزعبلات البعض وهذيانهم ودعوتهم المستمرة للفرقة والشتات.. والمضحك أنهم، أي المشجعين الذين يكتبون على صفحات الصحف، سريعاً ما يرتدون ثوب الوقار والوطنية خلال الساعات التي تسبق مباراة مهمة للمنتخب..!! { ونتابعهم يتقمصون شخصية الصحافي المثالي الذي يدعو الناس لنبذ التعصب ويطالبهم بالوقوف خلف الوطن.. وهم بذلك لا يدرون أن فاقد الشيء لا ولن يعطيه.. لكن ثقتهم في الذاكرة الخربة للمشجعين هي التي تدفعهم للقيام بذلك العرض المؤقت..!! { إننا بالجد نتعجب للزملاء الذين يُوصف بعضهم بالوقار، والخبرة ويتفردون بالمكانة المرموقة، وتنفتح أمامهم الأبواب، كل الأبواب، بينما هم في الأصل لا يملكون ولا واحدة من صفات الصحافي..!! { ويجهلون أبجديات الرسالة، ولا يعرفون قيمة القلم الذي أقسم به رب العالمين.. وهم بلا شك لا يخافون المولى عز وجل، ويتوهمون أن مسيرتهم الظافرة، الحالية، ستحميهم مع العلم أنهم لو تأملوا لما ساروا على نهجهم الحالي..!! { يكابرون.. يكذبون كما يبدلون ملابسهم.. يبيعون الوهم مقابل ابتياع الشهرة الكاذبة.. يدعون المعرفة ويلوثون بكتاباتهم الهدامة عقول المتابعين..!! { نسأل الله أن يحمي كرتنا السودانية من أمثال هواة الفتنة وإشعال نيران التعصب بين الرياضيين وعاشقي الكرة الذين لا ذنب لهم سوى أن قدرهم هو الذي جعلهم يرتبطون بالمجنونة.. ووجدوا من يساعدهم على ممارسة الجنون بكل فنونه.