واحدة من مشاكلنا العويصة أننا كثيراً ما نجامل، حتى لو كانت هذه المجاملة ضد قناعاتنا، لكننا نمشّيها باعتبار أنها نوع من السلوك الاجتماعي الذي تعودنا عليه، للحد الذي قد يجعل بعضهم يمتدح عينك المكحّلة وهي في الواقع عين عوراء لا ترى، لكن في ظني الكبير أن المجاملة ما إن تمس العمل العام أو حقوق الآخرين حتى تدخل في باب العيب والمنقصة، ولعل هذه المجاملات هي وحدها التي تدخل بعض من توكل إليهم الاختيارات كلجان، في (كستبانة) كما حدث مع اللجنة التي أوكل إليها اختيار أسماء الفنانين لأماسي بحري، والشيء الطبيعي والمفترض أن كل فنان يقعد في بيته وينتظر أن تأتيه الدعوة، لكن بالمقابل يفترض في اللجنة نفسها أن تكون غاية في الشفافية والسرية حتى لا تتسرب أسماء بعينها إلى الملأ فيحدث ما يحدث من تصريحات، ويفترض في اللجنة أن تكون عقلانية في اختياراتها حتى نقتنع نحن بأنها لم تجامل زيد أو عبيد، ودعوني أضرب مثلاً على ذلك بريماز ميرغني، التي وعلى حد تصريحاتها يبدو أن الدعوة قد وصلتها للمشاركة، وسبق لذات الريماز أن شاركت في ليلة الواعدين أو نجوم الغد في أماسي أم در، فأية ريشة على رأسها تجعلها الأكثر تميزاً لتفصل لها ليلة كاملة في أماسي بحري؟ وأي ثقل جماهيري تمتلكه؟ وعليكم الله سمعتوا زول قال فنانو ريماز ميرغني؟ التي لم أسمع لها لا في حفل عام ولا لقاء تلفزيوني عملاً واحداً متميزاً خاصاً ولا حتى غير متميز، دعوني بصدق أقول للإخوة في اللجنة إن مثل هذه الاختيارات هي التي تثير حفيظة الفنانين وتجعلهم يفقدون أعصابهم ويشعرون بالظلم والغبن والحنق، رغم قناعتي بأن الفنان الذي يحترم جمهوره يمكن أن ينظم حفلاً يخصه في أي مسرح من مسارح العاصمة ويجعل الدخول إليه بمبالغ رمزية، وليجعل رهانه على شعبيته وحب الناس له، ولو كنت محله كنت سأختار أية ليلة تصادف أماسي بحري وأعلن عن حفلي وأشوف الناس بتمشي على وين!! في كل الأحوال نطالب اللجنة التي حملتها وزارة الثقافة ووزيرها المسؤولية عن الاختيارات؛ نطالبها بكشف الحقائق كاملة حتى لا تكون القضية كل يحكي عنها من الزاوية التي تظهره بمظهر المظلوم والمجني عليه، من وجهة نظره، طالما أن الرأي العام يصله رأس الكلام إن كان من بعض الفنانين أو بعض الصحفيين أو حتى أعضاء اللجنة نفسها، وحتى يحدث ذلك أقول للأخ الوزير إنه ما من سبب واحد منطقي يطرح خيار تأجيل أماسي بحري التي لم تعد أطرافها فقط المسرح والفنان ولكن للجمهور حق أصيل في قيامها باعتبار أنه الترمومتر الذي يقيس نجاحها ارتفاعاً وانخفاضاً. كلمة عزيزة دائماً أقول للأخوات المذيعات أو مقدمات البرامج ممن ألتقيهن إن أهم عامل في معادلة نجوميتهن هي التلقائية والخفة والرشاقة، وبالتأكيد لا أقصد أن تقوم الواحدة وتعمل لينا عرض باليه على الهواء مباشرة، ولكنني أقصد خفة الروح ورشاقة المفردة والتعبير ودائماً أضرب مثالاً على ذلك بمذيعة ال (إم بي سي) لجين عمران، التي تقدم برنامج (صباح الخير يا عرب) ولجين طوال البرنامج تجلس خالفة كراع فوق كراع لكن رغم ذلك نشعر أنها كالفراشة التي تملأ الأستديو جمالاً ونضارة وحضوراً، تتعامل مع كل المواضيع التي تطرحها بفهم كامل وتجاوب مع ضيفها في تمازج وهارموني يجعلك لا تغفل أذنك عن الموضوع المطروح لأنها ببساطة تطرح كل ما يطرأ على ذهنك من أسئلة وكأنها قارئة للأذهان وما يدور فيها، لذلك أتمنى أن نشهد مقدمات البرامج لدينا بذات الروح وذات الألق وإن كنت أظن أن نسرين سوركتي وتسابيح خاطر قد اقتربتا كثيراً من مقصدي وأرجو أن تساعدهما فضائيتاهما بإنتاج برامج تبرز الطاقات التي تحملانها لتنطلق من دواخلهما كل كوامن الإبداع. كلمة أعز لا يستطيع أحد أن يجرؤ ويقول إنني وكل من كتب عن هنادي سليمان أنه قد جاملها لأنه هنادي بالبلدي كده (بحقها) لذلك تمنيت لقاء السحاب بينها والقدير الجزلي وقد كان وبذات الثقة أتمنى لو أنني أشاهدها في نشرة العاشرة مع أماني عبد الرحمن السيد رغم أن المقارنة بينهما تبدو كمن يضع المصارع (جون سينا) مع عم محمود جارنا ضعيف البنية على حلبة واحدة، لكن من يقنع عم محمود؟ أقصد من يقنع أماني!!