أشارت تقارير إعلامية إلى سماع أصوات إطلاق نار أمس «الجمعة» بالقرب من مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي الحصين في طرابلس. وقال سكان إنهم شاهدوا قناصة على أسطح البنايات وبركاً من الدماء في الشوارع، وفقاً لرويترز. وذكرت الوكالة أنه لم يتبين بعد السبب الذي من أجله اندلع إطلاق النار المتصل من البنادق الآلية الذي ترددت أصداؤه في مركز العاصمة لنحو 20 دقيقة ثم توقف قرب الفجر. وسمعت أيضاً أصوات صياح أو هتاف. وقال أحد سكان العاصمة الليبية: كانت هناك برك من الدماء في الشوارع. لن تجد شيئاً الآن. لقد قامت عربات الإطفاء بتنظيفها بخراطيم المياه. من جهة أخرى قالت مجلة دير شبيجل الألمانية الجمعة إن الزعيم الليبي معمر القذافي كلّف رئيس استخباراته أبو زيد عمر دوردة بالبحث عن مكان وجود وزير الخارجية الليبي الهارب، موسى كوسا بلندن وتصفيته هناك. وحسب موقع «روسيا اليوم»، قالت المجلة الألمانية إن هروب وزير الخارجية الليبي موسى كوسا شكّل هزيمة نفسية للعقيد معمر القذافي وضربة قاسية لنظامه. ونقلت المجلة عن دوائر في المعارضة الليبية قولها إن العقيد القذافي أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته. وذكرت دير شبيجل أن الغرب يتوقع أن يحصل من كوسا المقرّب بشدة من القذافي على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي، فيما تبقى بعض التساؤلات بخصوص ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيمنح حق اللجوء السياسي فوق أراضيه لشخص متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وماذا سيقدم الغرب مقابل المعلومات التي سيحصل عليها من كوسا؟ وأكدت دير شبيجل أن ملابسات هروب كوسا لم يتضح منها إلا سفره يوم الإثنين الماضي لأسباب خاصة إلى تونس ثم مغادرته منها إلى لندن يوم الأربعاء، حيث هبطت طائرته في مطار فان برو، وهو مطار صغير يقع جنوب غرب لندن ومخصص للطائرات الخاصة وليس لخطوط الطيران العادية. في السياق ذاته قال رئيس اتحاد الصحفيين الأجانب في بريطانيا حسني الإمام إن انشقاق موسى كوسا ضربة قاصمة لنظام العقيد القذافي. مضيفاً أن ما جرى يوضح أن الناس المحيطين بالقذافي يقفزون من سفينة غارقة، وهذا ما تحاول أن تستثمره بريطانيا في الفترة الحالية. وأشار إلى وجود تسريبات عديدة حول أن الدائرة المحيطة بالقذافي وحتى أنجاله يفكرون في مغادرة البلاد والحصول على ملجأ آمن.