كشفت تقارير أمس وجود اتصالات دبلوماسية مكثفة بين مسؤولين سابقين في النظام الليبي والإدارة الأميركية للاتفاق على خروج آمن للقذافي إلى زيمبابوي أو فنزويلا، ويبدو أن الاتفاق قد اقترب من نهايته خاصة في ظل الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه كل المدن الليبية بلا استثناء إضافة إلى النقص في خدمات الحياة اليومية، حيث بدأ يشكو منه الجميع. ولفتت المصادر إلى أن الحصار آخذ في التصعيد والتضييق على النظام الليبي بما يؤشر إلى الدعوة للحل والخروج من الوضع الراهن وإلا فسيكون البديل ضياع ليبيا إلى الأبد. كما قالت مصادر ليبية رسمية ل»الشرق الأوسط« إن القذافي يفرض حظرا، منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضده، على سفر كبار مسؤولي الحكومة الليبية إلى الخارج، خوفا من أن يستقيلوا من مناصبهم، أو يعلنوا انشقاقهم عن نظام حكمه. وكشفت المصادر المقربة من العقيد القذافي أنه أصيب بصدمة عنيفة وحالة من الوجوم بعدما تم إبلاغه بنبأ انشقاق موسى كوسا، وزير الخارجية، وانتقاله إلى لندن بعدما حصل على ضمانات أميركية وبريطانية باعتباره شاهد ملك ضد نظام القذافي. وقالت مجلة «دير شبيجل» أن القذافي كلّف رئيس استخباراته أبو زيد عمر دوردة البحث عن مكان وجود وزير الخارجية الليبي الهارب موسى كوسا بلندن وتصفيته هناك. وأضافت المجلة الالمانية أن هروب وزير الخارجية الليبي موسى كوسا شكّل هزيمة نفسية للعقيد معمر القذافي وضربة قاسية لنظامه. وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية أمس إن حكومة ديفد كاميرون أعلنت أنها في اتصال مع عشرة مسؤولين كبار في نظام القذافي لاحتمال انشقاقهم، وهذا بعد الوصول المثير لوزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا وإعلان انشقاقه. وذكرت الصحيفة إن قدرة نظام القذافي على وقف تداعي تماسكه تبدو محدودة، لأن الحكومة البريطانية تتصل بالفعل مع عشرة مسؤولين، كما أن دبلوماسيين ليبيين في الأممالمتحدة قالوا إنهم يتوقعون مزيدا من الانشقاقات بعد ورود أنباء عن انشقاق مسؤول كبير في السفارة الليبية بلندن. وكانت حدة شائعات الانشقاق قد زادت بعد تأكيد انشقاق علي عبد السلام التريكي الذي شغل وزارة الخارجية كما تولى مقعد ليبيا في الأممالمتحدة، احتجاجا على استخدام قوات الأمن الليبية الرصاص ضد المتظاهرين المدنيين. وأضافت الصحيفة إنه رغم التكذيب الرسمي فإن شائعات تروج في طرابلس إضافة إلى تقرير لقناة الجزيرة تحدثت عن احتمال انشقاق أبو زيد عمر دوردة رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية، ومحمد الزاوي سكرتير مؤتمر الشعب العام، وعبد اللطيف العبيدي نائب وزير الخارجية، وشكري غانم وزير النفط، لكن غانم أبلغ رويترز أنه لم يهرب وأنه في مكتبه بطرابلس. وقال الثوار إن دوردة أُرسل لتصفية موسى كوسا، لكنه بدلا من ذلك قرر الانضمام إلى مجموعة من المسؤولين الليبيين في مطار جربة بتونس حيث كانوا يخططون للانشقاق. وكشفت مقربون من الزعيم الليبي، لشبكة (سي ان ان) إن القذافي لم يستبعد بشكل كامل بعد التوصل إلى حل سياسي مع الثوار لإنهاء الأزمة الدائرة حالياً، مضيفين أن الحل قد يتضمن قيام القذافي بنقل سلطاته إلى أشخاص من الدائرة المقربة منه، مع الإشارة إلى أن نجله، سيف الإسلام «سيلعب دوراً مهماً في هذا الأمر.» وذكر أولئك المقربون أن الزعيم الليبي يعتقد بأن الوقت مازال متاحاً للحوار مع المعارضة، ولكنه يرغب في إنهاء الصراع المسلح قبل أن ينتقل الحديث إلى الحل السلمي، مع إشارتهم إلى وجود ما وصفوه ب»إدراك متزايد لدى النظام» بوجوب قيام «الحرس القديم» بتسليم مناصبهم لجيل جديد من القادة. وشدد المقربون من القذافي على أن الزعيم الليبي متأكد من قدرته على مواجهة أي محاولة لإزاحته عن السلطة بالقوة.