كشفت الحكومة عن اعتراف إسرائيل بتنفيذ غارات جوية على الأراضي السودانية، واستهداف طائرة مجهولة لعربة سوناتا موديل 2006 ملاكي، بصواريخ مجهولة، مما أدى إلى مقتل شخصين، وجدت جثتاهما متفحمتين داخل السيارة، في منطقة كلانيب (14) كلم من بورتسودان، على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المطار. وعدت الحكومة الضربة الإسرائيلية على بورتسودان مخططاً لاستهداف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب - بحسب تعبير وزير الخارجية علي كرتي، وأعلنت الحكومة السودانية عن احتفاظ السودان بكامل حقه في الرد على الاعتداء على أراضيه، في حين طوقت السلطات الأمنية بولاية البحر الأحمر موقع الحادث، الذي استهدف عربة صالون صغيرة مساء أمس بالطريق القومي قرب بورتسودان، وعلمت (الأهرام اليوم) أن الشخصين اللذين قتلا في الحادثة سودانيان، وأن فريقاً من المباحث الجنائية يقوم بمسح للموقع لكشف أي بقايا لمتفجرات أخرى جراء القذيفة الصاروخية، وقالت مصادر إن الطائرة من طراز «أباتشي» الذي تعودت إسرائيل استخدامه في مثل هذه الجرائم. وعثرت فرقة المهندسين على ذخائر غير منفجرة، موجودة بأربعة مواقع، في وسط مكان الحادث، أبرزها في شارع الأسفلت، وشرعت فوراً في العمل على إبطال مفعولها دون أن يؤثر ذلك على حركة المرور السريع، التي انسابت بشكل طبيعي، بينما شرعت فرق وزارة التخطيط العمراني في الإشراف على انسياب حركة المرور وتسهيل مهمة فرق المهندسين العاملة بالموقع. من جهته، كشف وزير الخارجية عن امتلاك الحكومة لمعلومات تؤكد قيام إسرائيل بتنفيذ الهجوم، حتى قبل أن تعلن اعترافها به، وقال إن هذا أمر لم يتم في الخفاء بل في العلن، ووصف العدوان بالسافر، وقطع بأن لدى الحكومة «أدلة شبه قاطعة منذ أمس الأول بأن الهجوم نفذته إسرائيل»، ونفى كرتي في تصريحات صحفية أمس (الأربعاء) علم الحكومة بالأسباب، وقال إنه لا يعرف السبب وراء الهجوم، واستدرك: «إسرائيل تسرب مزاعم بأن السودان يدعم حركات مصنفة بأنها إرهابية»، وأكد كرتي أن صاحب السيارة مواطن عادي ليست له علاقة بالإسلاميين أو الحكومة، نافياً علمه بالشخص الآخر الذي وجد مع سائق السيارة، وجزم الوزير بتنفيذ إسرائيل للهجوم لكون أنها استهدفت مواطنين فلسطينيين وقصفت غزة قبل يومين، وقال إن الدليل القاطع على الهجوم اعتراف إسرائيل بارتكابه، وتساءل «كيف يتسنى لنا أن نعرف أن هذا المواطن له أية علاقة بمسألة يمكن أن تهم إسرائيل؟»، وأضاف: «لا أعرف لماذا استهدف مواطن سوداني يقود سيارته من المطار إلى منزله داخل مدينة بورتسودان».