انسجام مابين والي جنوب كردفان أحمد هارون ونائبه عبدالعزيز آدم الحلو، حالة تناغم ولائي مابين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية افتقدتها الخرطوم وجوبا في الطريق إلى دفع مستحقات اتفاقية السلام الشامل. ماهو سر العلاقة بين الرجلين اللذين يخوضان وبرفقتهما تلفون كوكو معركة انتخابية مؤجلة منذ عام كامل؟ سؤال تجيب عنه الجبال التي اتخذتها قبائل المنطقة ملاذا آمنا تصد به عن نفسها الهجمات، وعند السفوح تزرع محصولاتها التي تقيها شر الحاجة الى الناس. هكذا بدأت مدن الولاية تريد الامن والاستقرار والتنمية وتبحث عن نصيبها من الدخل القومي وتترقب نتائج الانتخابات، من يكسب هذه الجولة؟ المؤتمر الوطني كان أول حزب يدشن حملته الانتخابية من إستاد كادقلي، وحرص على أن يلفت الأنظار بإمكانياته الكبيرة التي يتمتع بها، فوضع صورة أحمد هارون فوق كل الأشجار – رمزه الانتخابي - ومعها علم السودان، وجاء بالفنانين ورموز القبائل والمنشقين عن الحركة الشعبية والمعتمدين، بل حتى ولاية شمال كردفان كانت حاضرة يوم الإثنين الماضي، في مقابل غياب حتى «الثلاثاء» للافتات الدعائية لمرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي عبدالعزيز الحلو وتلفون كوكو المرشح المستقل، لكن علم الحركة كان موجوداً في الطرقات وأسطح القطاطي في انتظار الملصقات الانتخابية للمرشحين. يقول الأمين العام لمجلس حكماء جنوب كردفان آدم الفكي قبل بدء حملة المؤتمر الوطني الانتخابية إن تأجيل الانتخابات كان لهدف كبير وهو عدم عودة الحرب مرة أخرى، ويرى أن إعلان النتيجة بفوز أحد الفريقين لا يبعث بالقلق من تفجر أعمال العنف، ويضيف بالقول ل(الاهرام اليوم): «هنالك حوار مستفيض تم خلال المرحلة السابقة أفضى للتوافق، وتأخر أمد الانتخابات أدى إلى امتصاص كثير جداً من العوالق في النفوس، وتجاوز الآثار السالبة من الحرب». وتوقع الفكي فوز المؤتمر الوطني بالانتخابات لأنه عمل للسلام وضحى من أجله – بحسب حديثه – وكذلك عمل للتنمية، ويتابع: «نحن ولاية خاصة، لأنها تجاور (5) ولايات من السودان الجنوبي الجديد، بها منطقة أبيي وملفها المعروف، وبها قضية المشورة الشعبية وإطارها المعروف، وبها قوات الجيش الشعبي الموجود في منطقة «جاو» وما له وما عليه، وفيها الكثير من التداخلات، ولكن في تقديرنا إن تقديم الكثير من التنازلات من جميع الأطراف لاحتواء الملفات العالقة سيساعد كثير جداً في إيجاد حلول إيجابية». ويعتمد معتمد الرئاسة بجنوب كردفان إبراهيم بابكر على قراءة سياسية بأن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية سيقبلان نتيجة الانتخابات وتسود بينهما حالة الانسجام، ويضيف ل(الاهرام اليوم): «قد نتخوف من بعض أخوانا – كررها مرتين – وبعض قيادات الحركة الشعبية شريكنا في الحكم أن لا يقبلوا النتيجة إن لم تكن في صالحهم». وكانت الأحزاب السياسية المعارضة قد توعدت في ندوة بدار الحركة الشعبية بالمقرن تحدث فيها فاروق أبوعيسى وياسر عرمان وكمال عمر وصديق يوسف بنقل زكام كادقلي إذا عطست في الانتخابات للخرطوم، لكن إبراهيم يواصل قوله: «الحديث الذي ينطلق على عواهنه من ياسر عرمان بالنسبة لنا لا قيمة له، ونحن سنتراضى على أي نتيجة وحريصون على السلام، وهنالك اتصالات سياسية مع الحركة الشعبية ولدينا أرضية مشتركة واتفاق مع بعضنا البعض على أن ندير أمرنا بالحسنى». وفي إستاد كادقلي.. كانت رايات المؤتمر الوطني وصور أحمد هارون على بالونات طائرة في فضاء الإستاد ومن تحتها يصعد هتاف شباب المؤتمر الوطني المؤيد له – وهو مستلهم من الثورات الشعبيية «الشعب يريد أحمد هارون، وفوز مضمون أحمد هارون»، وقال حازم يعقوب رئيس الهيئة الشعبية لدعم المرشح لمنصب الوالي إن هذه المعركة محسومة منذ شهور عديدة بفوز مولانا أحمد هارون بعد الإنجازات التنموية التي حققها، وفوزه لن يكون بكثير عناء والصناديق ستؤكد لكم مانقول». غنى الفنانون عبدالرحمن عبدالله وجمال فرفور وعبدالقادر سالم وعلي اللحو، وأعلن رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد منير شيخ الدين دعمه لأحمد هارون ووقوفه معه في الانتخابات. وكذلك تحدث باسم الحزب الاتحادي أحمد بلال عثمان معلناً التأييد، كما أعلن عبدالرحمن جبارة دنقس انسلاخه من الحركة الشعبية وانضمامه للمؤتمر الوطني، وأشار والي شمال كردفان معتصم ميرغني إلى تسخير إمكانيات المؤتمر الوطني بولايته لصالح الحزب بجنوب كردفان. تجاوب الجمهور مع الفنان عبدالرحمن عبدالله ونزل أحمد هارون من المنصة وحيا المؤيدين له، وعلى الايقاع قال الفنان: «يانافع سيب الزول وصلنا معاك للحول، مولانا سرب سربه خت الجبال غربه». كان عيسى بشرى يمسك بيد أحمد هارون، سر المسيرية وأشواقهم لعودة ولاية غرب كردفان مثل أحلام الحوزامة، في الانتخابات كل المطالب تظهر وكذلك كانت حاضرة قضية أبيي في خطاب أحمد هارون الذي كرر الحمدلله ثلاث مرات وهو يقول: «نبدأ حملة المؤتمر الوطني اليوم، حملة البشارة والأمل والنصر المؤزر». رأى هارون في حملته الانتخابية نهاية لأدوات الصراع المسلح وقال: «عندما أجلنا الانتخابات كان لوعينا، ما نحن الحزب البفوز عشان الفارس الثاني تنحى، لذلك نريدها معركة انتخابية حرة ونزيهة وسلمية ونكتسحها مية بالمية». من جانبه قال مساعد الرئيس نافع علي نافع إن أبيي لن تكون ثمناً لإرضاء أمريكا أو الحركة الشعبية. وأضاف: «إن أحزاب الشتات في الخرطوم جمعوا كيدهم لانتخابات جنوب كردفان باسم المهمشين والسودان الجديد وكل ما أوتوا من مكر، ولكن نقول لهم إن الله خير الماكرين. وأضاف أن برنامج المؤتمر الوطني بجنوب كردفان مسؤولية المشير عمر حسن أحمد البشير وأي عضو بالمؤتمر الوطني، وقال (نحن لسنا أحزاب أفراد أو جماعات، بل حزب فكرة ورأي وعهد وإنجاز). ووجه نافع رسالة للحركة الشعبية بالجنوب بأن تتولى أمرها في الجنوب وترفع يدها عن الشمال، وقال إن جنوب كردفان بينها وبين ادعاءات الحركة الشعبية برزخ ولا تلتقيان، ووجه رسالة ترحيب بالحركة الشعبية بجنوب كردفان: (مرحباً بكم مناكفين أحرار وشرفاء من أجل معركة نظيفة، وستلتقي أيدينا بأيديكم من أجل جنوب كردفان وليس من أجل أوهام الغربيين). وأضاف (نقول للذين يسعون للفتنة بالسودان باسم المهمشين إن برنامجكم هذا حرر له السودانيون شهادة الفشل والوفاة لأنه برنامج يدعو لسودان عنصري وجهوي يفرق بين الناس على أساس الجغرافيا، حتى أهل الجنوب حكموا عليه بالفشل لأنه برنامج لا يقود لوحدة الجنوب ناهيك عن الشمال). على صعيد المنافس الآخر في الانتخابات «الحركة الشعبية» قال عضو لجنة دعم الانتخابات للحركة الشعبية بجنوب كردفان عبدالله تية ل(الاهرام اليوم) إن الحركة وضعت برنامجاً متكاملاً لتدشين حملتها الانتخابية يوم الخميس القادم بخطاب لنائب رئيسها ورئيس المجلس التشريعي للجنوب جميس واني وبحضور الفريق عبدالعزيز الحلو في إستاد كادقلي، وقال: (وجود صور أحمد هارون لا يعني أن الحركة الشعبية ليست لديها تحضيرات للانتخابات، سترون يوم الخميس حملتنا الدعائية في كل القرى والأرياف). وتوقع فوز الحلو بمنصب والي جنوب كردفان بالإضافة للمرشحين الآخرين لقناعة الجماهير في برنامجهم بحسب قوله.