احتجب عز الكلام أمس بسبب ألم الضرس الذي فاجأ صاحبته، ولا أدري إن كانت لآلام الضرس علاقة بفوران الدم الذي أصابني وأنا أتابع الحركة النشطة لقادة الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان! ودعوني أتجاوز بالحديث أي إشارات أوجهها لهؤلاء لأن أجندتهم اتعرفت وأقنعتهم انكشفت، وهم لا يهمونني في كثير أو قليل، لأقول لحكومتنا الهمامة ولقياديي المؤتمر الوطني إن ما يحدث من (انبراشة) ل(فلول) الحركة هو (تفريط) في حق الوطن سيحاسبكم عليه التاريخ وستحاسبكم عليه الأجيال، ولا أظن أن حديث الست ربيكا في استاد كادوقلي أقل تعدياً واستهدافاً وتجاوزاً عن طائرتي الأباتشي اللتين استهدفنا مواطنين سودانيين داخل حدود مدينة سودانية. ودعوني أسال الأخوة في حكومتنا الهمامة حتى متى ستظلوا تتعاملون بسياسة الظرافة وحسن النية مع حركة تؤكد كل صباح أنها تستهدف وحدة السودان وأمنه، وأنها لم تكتف بالتهام جزءه الجنوبي؛ ولكن يسيل لعابها إلى ولاياته الغربية وهي تعزف لحناً نشازاً عن العنصرية والعرق الإفريقي وهذه (الترهات) التي تغرس بها أرض الأحلام التي لا وجود لها إلا في مخيلاتهم، ولا يهمهم أن تتحقق طالما أنهم قبضوا الثمن بدري وأمنوا حياتهم ومستقبل أولادهم الذين يدرسون في أعرق الجماعات الأمريكية والكينية. أظنها المرة الثانية التي أوجه فيها حديثاً للحكومة وللمؤتمر الوطني الممسكين بزمام القيادة والمتقدمين الصفوف رضى البعض أم أبوا، إن التساهل مع الحركة الشعبية بهذه الطريقة لا علاقة له بالمواثيق ولا القوانين إنه اللعب على المكشوف، ولا أظن أن أحداً سيدخل في رأسه أن الحركة الشعبية بأجندتها - ما ظهر منها وما بطن - هي حزب سوداني يعمل لخير هذا البلد وأهله، فيا جماعة الخير «البرقص ما بغطي دقنه»، أنتم تستمدون قوتكم وشرعيتكم من الشعب السوداني وهو العنصر الذي لا يستطيع بوجوده أحد أن يضربكم على بطونكم، فاوقفوا هذا المد للحركة الشعبية وقصقصوا ريشها المنفوش لأننا وبصراحة شبعنا استفزازاً ولوماً ومؤامرات، ولن نقبل بأن يقطع شبر من هذا البلد بسبب النوايا الحسنة وضحك الاجتماعات الذي يعقبه الضرب تحت الحزام!! كلمة عزيزة لفت نظري كلمة (وصلت) التي وردت في سياق حديث رئيس لجنة الحسبة والمظالم في البرلمان، حيث قال إن عدد الملفات التي (وصلت) للبرلمان هي (65) ملفاً تباينت بين التزوير وخيانة الأمانة. ولا أدري إن كان الرقم خمسة وستون رقماً هيناً ونحن نتحدث عن الدولة الإسلامية المحكومة بشرع الله، وفي الخاطر والقلوب قصص عن الصحابة الكرام وأولهم الصديق أبو بكر الذي قيل إنه يوم أن توفاه الله لم يكن بداره إلا إناء فارغ. فقال الفاروق عمر: «تعب من جاء بعدك يا أبو بكر». وعمر رضى الله عنه قيل إنه كان يكتب على ضوء شمعة بعضاً من شؤون المسلمين، وجاءه ولده ليحدثه فأطفأ الشمعة وقال له: «إن جئت تحدثني في شأن من شؤون المسلمين فسأدع الشمعة مضيئة، أما إن جئت في شأن خاص فهذا مال المسلمين وهم أولى به». لذلك فيا أخي دكتور الفاتح إن ملفاً واحداً من الفساد ليس أمراً هيناً وسهلاً طالما أنه ينتقص من مال المساكين والغلابة وهم أحق به، لكنني لازلت معلقة في كلمة (وصلت) وماذا عن الذي لم يصل بكرعينه؛ شكوى من أحد أو اتهام، أليس من حق المواطنين أن يطالبوا بإزالة علامات الاستفهام حول ما تراه أعينهم من بعض الذين كانوا ركاباً ل(11 خ) وهذه يعرفها الغلابة وممارسو رياضة الكداري! وهم الآن يركبون الدبل كاب ويسكنون القصور الشاهقة.. نعم الخمسة وستون رقماً ليس هيناً لكن الخوف مما خفي وما خفي كان أعظم! كلمة أعز والأخبار تحمل إلينا فوز الأستاذ علي مهدي، بجائزة ثقافية عالمية وقبلها جوائز أخرى، أبارك أولاً للرجل، لكن ثمة سؤال من يرشح لهذه الجوائز التي لا نسمع إلا بنتائجها.. فقط مجرد سؤال برئ ولوجه الله تعالى!!