كشفت أسرة الشهيد الملازم أول طيار عصام علي آدم، الذي استشهد في حادث سقوط طائرة عمودية تتبع للقوات المسلحة بمطار الخرطوم منتصف الأسبوع الماضي؛ كشفت تفاصيل الأيام الأخيرة من حياته والتي كان يخطط فيها لسفر والدته لأداء العمرة وزواجه. وقالت عمة الشهيد «رحاب آدم» بأنها مقيمة في السعودية، وقد اتصل عليها قبل أيام من استشهاده كعادته دائماً للاطمئنان عليها وأخبرها بأنه سيرافق والدته لأداء العمرة وأن تكون جاهزة للعودة معهم لإكمال مراسم زواجه، وأنها كانت تنتظر قدومهما ولكنها عادت بعد وفاته، وكشفت «رحاب» بأنه سبق وأن نجا من حادث تحطم طائرة بغرب السودان وقد تم منحه وسام الشجاعة لأنه انقذ رفقاءه في الحادث، مشيرة إلى أنه أكبر البيت وله (6) أشقاء وكان طيباً ويعامل الناس بحب، وقد أثبتت ذلك وفاته التي بكى فيها الكبير والصغير. وواصلت شقيقته «شهد» ل (لأهرام اليوم) ان شقيقها كان يريد الزواج خلال العام الحالي وبدأ يجهز فعلاً لزواجه باعداد المنزل والأثاث، موضحة بأنه كان يدرس هندسة مدنية وعندما تم قبوله في كلية الطيران قدم استقالته من الجامعة لأنها رغبته، وأنه بعد الحادث الأول حاولوا اثناءه من مواصلة العمل والعودة للجامعة، ولكنه رفض ورد بأن: (الموت واحد وموت لموت أخير شهيد). وقبل اسبوع من وفاته شارك أحد أصدقائه في زواجه ببورتسودان وقد أحضر لها كتاب أذكار وعطراً، وعندما أطلعت عليه بعد وفاته وجدته يطوي طرف ورقة فيها (دعاء المتوفي)، موضحة أن الصحيفة كلها لا تكفي للكتابة عن صفاته، وأشارت بأنه متدين يوقف عربته غير عابئ بمن بداخلها لأداء الصلاة إذا دخلت عليه في مشوار وأنها زارته أثناء رقاده بالعناية المكثفة، وأشار عليها أن تفتح له سورة (ياسين) من الموبايل وفعلاً وضعته على أذنه ثم انصرفت منه إلى المسجد ليجيئها الخبر بأنه توفي، وواصلت في الدعاء بأن يلهمهم الله الصبر، موضحة بان والده قد اتصل عليه قبل الحادث ولم يرد عليه وكان لحظتها في الطائرة حتى انه عندما شاهد والدنا يدمع تحامل على آلامه وابتسم لوالده، واضافت زوجة عمه بانه عندما اتصل زملاؤه بوالدته واخبروها بأنه مصاب جزعت واخذت تسأل المتصلين ان يخبروها إذا أصابه مكروه، ولكن ردوا عليها بأنها اصابة بسيطة وقد اصطحبتها للمستشفى وعندما شاهدته جاء لوالدته صبر غريب ثم جلست تدعو له وأكد أحد اقربائهم بانه لأول مرة يشاهد صبرا مثل صبر والدته وهم يعرفون حبها الشديد لابنها «عصام»، وقد طلبت من المشيعين أن يذهبوا لصلاة الظهر ثم يعودوا وأصرت أن تبقى بجوار جثمانه، وانها قابلت الناس وطلبت منهم ألا يبكوا معها لأنه شهيد وكانت تسير خلف الجثمان وهي تردد: (عافية منك). وكشف زميل الشهيد الذي كان يرافقه بالطائرة بأن الشهيد قد فداه عندما حطم زجاج الطائرة وألقى به إلى الخارج ليحترق أثناء نجاته.. وقدمت الأسرة شكرها لزملائه ورؤسائه ورئيس الجمهورية وأعضاء حكومته وكل من واساهم في الفقيد.