الأخ الأستاذ الهندي هو من نقل إلى مسامعنا نبأ دخول الدكتور محمد الهاشمي الحامدي، الإعلامي التونسي المقيم ببريطانيا، إلى مونديال الرئاسة التونسية، بحيث تجمعه علاقة جيدة بصاحب أطروحة «المستقلة الإعلامية» فلقد كان «تلفزيون المستقلة» بمثابة إحدى المحطات الإعلامية التي رفدت تجربة الأخ رئيس التحرير، فلقد مر الأخ الهندي يوماً من هناك.. والهاشمي قصة نجاح لم تنفد نسختها الأصلية بعد من ذاكرة الأسواق، قصة يحتاج أن يتعلم منها الآخرون، القاعدون الجالسون على «أرصفة الانتظار» العاطلون من أي همة تطلع وابتكار ومشروع و.. و.. كان الطالب التونسي محمد الهاشمي الحامدي في تاريخ دراسته وطالبيته الأولى ينتمى إلى الحركة الإسلامية التونسية التي يديرها الشيخ راشد الغنوشي والتي انتهت الآن إلى حزب النهضة و.. فلما أصبحت هذه الجماعة مطاردة من قبل النظام التونسي السابق كانت الخيارات المتاحة بين أفرادها محدودة جداً، خياران لا ثالث لهما، السجن أو التشريد، فاختار الطالب الهاشمي الاحتماء بإخوانه السودانيين فحل ضيفاً على السودان وطالباً بجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، بالمناسبة هي ذات الجامعة التي تخرج فيها الإعلامي الأردني الأمهر وضاح خنفر والذي يدير الآن شبكة قناة الجزيرة القطرية. وفي مذكرات الأستاذ الأكاديمي حسن مكي، مدير جامعة أفريقيا العالمية ذكر بأنه هو من أخذ الطالب التونسي محمد الهاشمي الحامدي من الخرطوم إلى لندن لأول مرة، وربما أن البروفيسور حسن مكي هو الذي قدم الحامدي لمجلة العالم الإيرانية الأصل والتي كانت تصدر من لندن. ومشهودة علاقة البروف حسن مكي بالثورة الإيرانية ففي ذات المذكرات (قصتي مع الحركة الإسلامية) والتي نشرت بمجلة الملتقى السودانية والتي كانت يديرها الراحل عبد المنعم قطبي، يرحمه الله رحمة واسعة، فقد ذكر الدكتور حسن مكي أنه كان رسول شيخ حسن الترابي لمرشد الثورة الإيرانية الضخم الخميني يومئذ و.. و.. المهم في الأمر أننا قرأنا لأول وهلة كتابات ومساهمات الأستاذ الهاشمي في مجلة العالم اللندنية التي كانت تصلنا بانتظام في الخرطوم، كنا يومئذ نقرأ بصخب مجلات العالم والدستور والمسلمون والمجلة، فضلاً عن صحف الشرق الأوسط والحياة والصحف المصرية، وبدا أن الأستاذ الحامدي قد عمل لأول وهلة محرراً صغيراً بقسم الشؤون الإسلامية بمجلة العالم و.. و... لم يمض وقت طويل حتى وأطلت علينا جريدة المستقلة الدولية من لندن ويرأس تحريرها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي ثم تلتها «مجلة الدبلوماسي» قبل أن ينتهي الحامدي إلى تأسيس قناة المستقلة الفضائية، ففي فترة وجيزة أصبح الهاشمي واحداً من أميز القامات العربية الإعلامية بالمهجر. كتب الأخ الأستاذ عادل الباز يوماً بأنه في إحدى زياراته إلى العاصمة البريطانية لندن حرص على أن يقف على الإمكانات المادية التي ينطلق منها الهاشمي وهو يدير حوارات عالمية عن الحضارات والأديان والشعوب، فضلاً عن وسائله الإعلامية المتعددة، قال الباز: «لقد وجدت كل ما يملك الهاشمي لا يتعدى جهاز فاكس وكمبيوتر وامرأة صالحة»، المرأة التي أشار لها الأخ الهندي في مقاله الأسبوعي «زبيدة» والتي ربما ورثت «قصر قرطاج» و.. و... وربما استقى الأخ الهاشمي رحلته من قصة سيدنا موسى عليه السلام الذي خرج خائفاً يترقب ثم عاد وهو يمتلك النبوة والملك، فالهاشمي الذي خرج صغيراً طريداً ملاحقاً ها هو اليوم يعود إلى التاريخ والوطن بدرجة رئيس جمهورية محتمل. أخي الأستاذ محمد الفاتح أحمد مستشار التحرير ومدير مكتب قناة المستقلة بالخرطوم أرجو أن تنقل تحياتنا ودعواتنا وأشواقنا وزهونا إلى رجل قصر قرطاج المفترض.. مخرج.. أهدى رحلة الهاشمي من محطة الطالب المطارد إلى قمة المرشح الرئاسي لكل شاب ينتظر عربة ركشة لتقله من شارع فرعي لشارع آخر موغل في الفرعية والافتراع..