أطلقت السلطات مساء أمس (الاثنين) سراح الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي؛ د. حسن عبد الله الترابي، بعد اعتقال استمر (104) أيام، ووصل الترابي حوالي التاسعة مساء أمس في سيارة (نيسان) إلى منزله بضاحية المنشية وكان في استقباله قيادات الحزب وقوى المعارضة، وأفراد أسرته، وبدا الأمين العام بصحة جيدة وهو يهم بالدخول إلى منزله وسط التهليل والتكبير. ووصف مساعد الأمين العام للحزب؛ إبراهيم السنوسي، إطلاق سراح زعيم الحزب بأنها ليلة سعيدة وأردف: "بن لادن في الجنة والترابي حر طليق". وأرجع الترابي في تصريحات صحفية، إطلاق سراحه إلى ما سمّاه دراما الإعلام وما يحدث في الخارج، وقال للصحفيين إن "دراما الإعلام تعمل مشاكل جواهم وزلزالاً في البلد وإن بعضهم يقولون إن السجن قد يثير الآخرين من ورائهم"، وأضاف أن ظروف اعتقاله كانت أفضل من بقية معتقلي (الشعبي) الذين وصف أوضاعهم بالسيئة، واستبعد أن تكون عملية إطلاق سراحه تمت نتيجة أي حوار بينه وحزب المؤتمر الوطني أو لها علاقة بموت زعيم تنظيم القاعدة، لكنه وصف أسامة بن لادن ب "المجاهد". وقال إنه حزين لموته مثل غالب المسلمين في العالم، ويحسبه شهيداً. وتحفظ على بعض اجتهادات بن لادن واعتبر حوار (الشعبي) و(الوطني) بنهر النيل حواراً يدور بين أفراد وليس بين حزبين، وسخر من الذين أرجعوا إطلاق سراحه إلى ذلك الحوار، وعلق: "أنا لست من نهر النيل"، واستطرد: "إن خلاف الحزبين في مبادئ أساسية في نظام الحكم والشورى والحرية". ورداً على سؤال (الأهرام اليوم) حول اعتقاله بتهمة الإعداد لمخطط تخريبي يستهدف اغتيال شخصيات، تساءل: "لو كان عندهم مخطط للتخريب فلماذا لم يخرجوه"، وأردف: "أنا لا أغتال أشخاصاً وإنما أغتال نظماً"، وعلق الترابي على إقالة "قوش" بقوله إن السلطان لا يريد لأحد أن ينافسه في السلطات، وأضاف أنه قد يعفو عن المفسدين ولعل "قوش" تطلع للقوة الاقتصادية والأمنية، وزاد أن المستشارية الأمنية ليست لها ميزانية، واستبعد حدوث مفاصلة أخرى في المؤتمر الوطني وقال: "من العسير عليهم أن يخرجوا من (الوطني) فقلوبهم معنا وجيوبهم هناك وأصلابهم لا تفارق المقاعد"، وقال الأمين العام ل(الشعبي) إن الثورة هذه المرة ستكون أشد من أكتوبر وإن الانتفاضة ستكون خطيرة على السودان الذي وصفه بالملتهب إقليمياً وقبلياً.