توعد تنظيم القاعدة في بيان نشر يوم أمس (الجمعة)، على شبكة الإنترنت بالانتقام لمقتل زعيمه أسامة بن لادن، وأكد أن «دماءه أغلى من أن تذهب سدى». وأكد التنظيم في البيان مقتل زعيمه أسامة بن لادن، وقال إنه سيذيع قريباً تسجيلاً صوتياً ألقاه بن لادن قبل أسبوع من مقتله. وقال التنظيم: «أبى الشيخ أن يرحل عن هذه الدنيا قبل أن يشارك أمته الإسلامية أفراحها بثوراتها التي انتفضت بها في وجه الظلم والظالمين وسجل لها رحمه الله كلمة صوتية قبل مقتله بأسبوع واحد ضمنها تهنئة ونصائح وتوجيهات سننشرها قريباً بإذن الله». وجاء في البيان أن دماء بن لادن «ستبقى بإذن الله تعالى لعنة تطارد الأمريكان وعملاءهم وتلاحقهم خارج وداخل بلادهم، وعما قريب تنقلب أفراحهم أحزاناً وتختلط دماؤهم بدموعهم». وأضاف: «إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نعاهد الله سبحانه - ونسأله العون والتأييد والتثبيت - على المضي على طريق الجهاد الذي سار عليه قادتنا وعلى رأسهم الشيخ أسامة». وواصل البيان: «إننا ندعو شعبنا المسلم في باكستان الذين قتل الشيخ أسامة على أرضهم أن يهبوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم الخونة واللصوص ممن باعوا كل شيء لأعداء الأمة واستخفوا بمشاعر هذا الشعب الكريم المجاهد وأن ينتفضوا انتفاضة قوية عامة لتطهير بلادهم من رجس الأمريكان الذين عاثوا فيها فساداً». وفي الخرطوم ترحم خطباء عدد من المساجد في صلاة «الجمعة» أمس على زعيم القاعدة أسامة بن لادن، واعتبر الأمين المساعد للعلاقات والمجتمع الأهلي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمين عام المركز العالمي للوسطية، إمام وخطيب مسجد مجمع النور الإسلامي؛ د. عصام أحمد البشير، إلقاء جثمان زعيم القاعدة أسامة بن لادن في البحر إهانة لمليار ونصف المليار مسلم في العالم، وتساءل عن مزاعم إقامة طقوس الشريعة من قبل من ألقوا بالجثمان في البحر ومدى علاقتهم بها. وترحم د. عصام خلال خطبة الجمعة على بن لادن بقوله: «نسأل الله أن يتقبل فقيدنا ويتغمده بواسع رحمته وينزله منزلاً مباركاً ومكاناً علياً»، وعلق علي ما ورد حول قتله أعزل، بأن ذلك يتعارض مع القانون الدولي، ويؤكد خرق أمريكا للقانون، وقال إن بن لادن وافقه البعض وخالفه كثيرون في منهجه، وأكد أن أية أمة مسلمة لا تأخذ بقوة الإسلام والسلاح لحماية هويتها وثرواتها ستكون نهباً للغطرسة الغربية، وأوضح أن مقاومة أي مغتصب للأرض واجب شرعي على كل قادر. وشن عصام انتقادات حادة على أمريكا والغرب، وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة خرقت كل القوانين بحجة حرب الإرهاب وأرادت تسخير المنظومة العالمية لصالحها وجعلت من نفسها مجلس الأمن والشرطة والقاضي والخصم، وتساءل: «من ألقى بمليون أفريقي في البحر وقتل (10) ملايين من الصينيين وألقي القنابل من (334) طائرة على اليابان؟ وأباد الهنود الحمر وقتل آلاف الصوماليين واللبنانيين وقتل العراقيين والأفغان؟»، وقال إن أمريكا تستحق جائزة نوبل في الحرب.