رثى خطباء صلاة الجمعة أمس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأدى مئات المصلون في مساجد الخرطوم صلاة الغائب على روحه، وتبارى أئمة المساجد في التذكير بمآثر بن لادن وأياديه البيضاء على السودان، قبل ان يكيل خطيبان انتقادات لاذعة لتغطية صحف الخرطوم لاخبار مقتل بن لادن، بينما استنكر آخر دهشة حزب الوسط الإسلامي بقيادة يوسف الكودة من فتوى نائب رئيس هيئة علماء السودان ، التي قال فيها «إن موت بن لادن لا يسر إلا كافراً». ادى مصلون صلاة الغائب على روح زعيم تنظيم القاعدة عقب صلاة الجمعة امس بكل من مسجد الخرطوم الكبير، مسجد القوني بالكدرو، مسجد المعمورة ومسجد خاتم المرسلين بحي جبرة، وغيرهم. وطالب خطيب مسجد المعمورة بروفسيور عباس محجوب بتسمية مطار بورتسودان الذي انشأته احدى شركات الراحل باسم «مطار بن لادن» تخليدا لذكراه. وأبدى خطيب مسجد خاتم المرسلين بجبرة الشيخ علاء الدين الزاكي استغرابه من سعادة من قال إنهم ينتمون للإسلام بمقتل «الشيخ المجاهد أسامة بن لادن على يد أعداء الله ورسوله» ، وقال: «ليس الغريب أن يقتل بن لادن، ولكن الغريب ان يفرح من ينتمون للمسلمين بمقتله» ، مضيفا إن كل مسلم عليه ان يحزن لذلك، واعاب تحريف بعض الصحف لحديث الشيخ عبدالحي يوسف عن بن لادن لدى مخاطبته صلاة الغائب على بن لادن بميدان المولد بالخرطوم، واصفا ذلك ب»المصيبة الكبرى». كما استنكر خطيب جامع الخرطوم الكبير، الاحاديث التي ساقتها الدوائر الغربية حول رفض عدد من الدول الإسلامية استقبال جثمان بن لادن قبل رميه في عرض البحر، نافيا استشارتهم لاي من تلك الدول، واعتبر ان ما قاموا به ليس فيه شئ من الانسانية التي يدعيها الغرب «حتى لا يكون له قبر في الارض التي ضاقت عليهم بعد موته»، وزاد «ان البحر فيه الحوت الذي التقم نبي الله يونس، وان بن لادن لن يجعله الله طعاماً للحوت كما يظنون». واستعرض خطيب الجامع الكبير بالخرطوم مآثر الرجل الجهادية في حربه ضد الشيوعيين الروس وتقشفه واخلاقه التي وصفها باخلاق الصالحين، واعتبره حياً لن يموت مع رب العالمين حسب تعبيره، واستنكر دهشة حزب الوسط الاسلامي من فتوى نائب رئيس هيئة علماء السودان ،التي قال فيها «إن موت أسامة لا يسر الا كافراً» ، واضاف ان اوباما يفرح وعدد كبير من المنافقين كذلك، وبن لادن لا بواكي عليه، مشبها إياه بالإمام حسن البنا حين اغتياله، واشار الى الخلاف الفقهي حول جواز الصلاة على الشهيد، موضحا ان النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» صلى على شهداء معركة أحد بعد موتهم ودفنهم، وقال «ينبغى قبل الحديث عن ارهاب بن لادن للغرب عدم نسيان شهداء العراق، غزة، افغانستان، وباكستان وغيرهم» ، واضاف «ان ثأره سيأخذه أنصاره وسنظل نذكره متى ما ذكر الغرب». وشن هجوما على بعض وسائل الاعلام بالبلاد التي وصفها ب «المترنحة» ، موضحا انها لن تخرج جيلا يحمل لواء الإسلام، وقال ان الامة الإسلامية أذلها حكامها. وفي مدينة بورتسودان، قال امام مسجد كلية الهندسة مصطفى محجوب، ان بن لادن ترك اعمالا خيرية ستحفظ له الثناء من اهل المنطقة بعد ان تكفل بماله الخاص ببناء مطار بورتسودان، وطريق التحدي. وذكر الخطيب ان الرجل كان زاهدا في حياته، ولم يكن يبحث سوى عن رفع راية الإسلام بعد ان تم اقصاؤه من المملكة العربية السعودية بسبب مطالباته بالإصلاح.