في الذكرى الثالثة والستين لقيام دولة إسرائيل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: «رغم أن إسرائيل دولة صغيرة بمعنى أنها نشأت في العصر الحديث، إلا أنها ذات تاريخ غني له معانٍ عميقة لدى كثيرين»، وأشادت كلينتون بالإنجازات التي حققتها إسرائيل خلال مسيرتها، وقالت إنها تعكس وتجسِّد العمل الشاق الذي قام به الإسرائيليون والاقتصاد الخلاّق والإلتزام بالمؤسسات الديمقراطية. وقالت كلينتون في بيانها الذي أصدرته في ذكرى قيام الدولة العبرية على أرض فلسطين عام 1948م: «إن إسرائيل منارة للأمل والحرية بالنسبة لكثيرين على إمتداد العالم، وركّزت على العلاقة الخاصة التي تجمع بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، وقالت منذ 63 سنة عندما نشأت دولة إسرائيل كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أول دولة تعترف بها، ثم تحدثت عن الصداقة العميقة غير القابلة للإهتزاز التي تربط البلدين. وأضافت يجمع بين البلدين أيضاً القيم المشتركة والحرية والمساواة والديمقراطية. وتحدثت كلينتون عن الاضطرابات التي سادت الشرق الأوسط في الشهور الأخيرة وأدت إلى الإطاحة برئيس تونس ومصر وقالت إن المنطقة تعيش فترة من عدم اليقين لكن هناك فرصة. وقالت إن أمن إسرائيل يأتي في قمة أولوياتها وأنه يشكِّل حجر زاوية في السياسة الأمريكية. وأكدت إلتزام الولاياتالمتحدة بتحقيق السلام الشامل بين إسرائيل وكل جيرانها». وبعد.. كانت تلك هي الرسالة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للإسرائيليين في الذكرى الثالثة والستين لقيام دولتهم، وهي رسالة حميمة فاضت بالتأييد والإعجاب والتقدير والإلتزام بمناصرة إسرائيل والوقوف معها إلى ما لا نهاية. لقد استطاع الإسرائيليون منذ قيام دولتهم عام 1948م في عهد الرئيس الأمريكي هاري ترومان أن يصبحوا هم الدولة الأثيرة والأكثر خصوصية بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية التي كانت ولا تزال هي الدولة الأقوى والأغنى. ورغم وجود كثير من المال العربي في أمريكا، ورغم وجود بعض القواعد العسكرية الأمريكية وكثير من المصالح الأمريكية في العالم، إلا أن العلاقة العربية الأمريكية لا يُؤبَّه لها إطلاقاً قياساً إلى العلاقة الإسرائيلية الأمريكية، ولا يبدو أن تغيير ذلك ممكن في ظل الواقع العربي الذي بات يتشكّل من جديد في بعض أجزائه التي غمرتها الثورات الشعبية. ولقد يستطيع العالم العربي إذا ما اجتاحته الثورات الشعبية من أقصاه إلى أقصاه أو في كل دوله المفتاحية وأُعيد تشكيله على النسق المنشود أن يصبح منطقة من الوزن الثقيل قادرة على أن تُحدث في السياسة الأمريكية نفس التأثير الذي ظلت تُحدثه إسرائيل منذ مولدها عام 1948م وربما أقوى وأكثر منه.