{جبال «الهندكوش» بدولة أفغانستان تهلل قممها وأوديتها للقادم من مكة.. تبقت على رؤوسها عمامات بيضاء من الثلج وهي تغتسل بشعاع الشمس، مرحباً أيها العربي المهجن من الشام واليمن، هنا تكون الحياة وهنا يكون الكفن، رائحة مسك دماء وعرق جدودك تشتاق إليك، وسنابك الخيل وحوافر البغال وبخور الذخيرة، أيها القادم مشتاق للجنة وأشتاق لأشم منك عطر الحرم، تعال فنهر سيحون يتوق لذرات من ماء زمزم، تعال لتدهن مساماتي بآيات الجهاد وليسبّح معنا الرعد والطير والسيل العرم. { تعال واستعرض هذه الوجوه القادمة من كل مكان يرتد إليك طرفك وهو غرير، ترتل الكهف وتنشد الظلال. استعرضهم ثم اجعل على كل جبل منهم جزءاً وادعوهم يأتونك سعياً، هذا من عدن وذاك من صنعاء وهذا من فلسطين يلوذ بالأفغان من الفتن، وهذا من دمشق ومعه من حلب ومن العراق وبنغازي ومن المدينة ومن جوار الحرم، جاؤوك ولسان حالهم يقول ليت الشهادة اليوم قبل غد. { الزمان جهاد والمكان أوتاد، والأسماء أسامة وسياف وضياء الحق وعزام.. آآآآه يا جبال الهندكوش العصية مع الصلابة جمع الحب عرباً وعجماً، لن يستطيع معك صبراً من لم يعشق الراية ليخرق السفينة ويمنح المساكين عدة الصلاح والفلاح ويشعل الهمم. { أيها القادم من قلب المحن المترفة.. لم تحتملك خزائن المعرفة، فارغة مقاعد صالات الخدمات، خذ بضاعتك إلى البلد العزيز ووزع الأسهم واصرف الأرباح غذاء ودواء وسلاحاً، فالتطور الذي لا يمنح العزة مسجون زلازل ورياح. { هامات الرجال قامات الجبال، غذاء الروح آيات القتال، لا تغرف من الماء المنحدر إلا غرفة بيدك وتيمم وصل على النعال، وإن جعت فالتزم الثريد، وافطم البطن من طلب المزيد وخفف الحمل على البغال، إني أرى سورة الصف تمشي وينجلي الغبار وتظهر الأنفال. أيها الأسد الممدة رجلاك على سهول الهندكوش وعيناك صوب قبة الصخرة، آن لك أن تستريح لتحمل الراية كل البلاد. {مخرج: «الهندكوش» واحدة من سلسلة الجبال المدهشة التي دارت عليها معارك شرسة بين المجاهدين العرب والأفغان والسوفيت المغتصبين.. هذه اللوحة سطرها قلم الأستاذ السر علي الهادي.