وشر البلية أن نبحث عن واحة في زمان الناس هذا. وجنوب كردفان ناطحة سحاب الأزمة السياسية لدينا.. مرجل يغلي. والفوضى الخلاقة تنتشر في تونس ومصر. والدم يسيل في شوارع ليبيا واليمن وسوريا. وكنا نشاهد أفلام الهنود الحمر في يفاعتنا وكان من أشهر زعائمهم جيرونيمو.. حيث يستعرض فيها المخرجون قوة اليانكي في مواجهة (جيرونيمو). و(جيرونمو) أصبح الاسم الحركي ل(أسامة بن لادن) في عملية (سيلز).. والفيلم الواقعي كان يشاهده البيت الأبيض من خلال كاميرات مثبتة في خوذات من نفذوا العملية. ونبحث عما يروح عن الأنفس في هذا المناخ القاتم حتى لا تصدأ. ولأن خير (البلية) أتى من الفيس بوك. وفي هذه الأيام تنعقد امتحانات نهاية العام للطلاب في الكليات الجامعية المختلفة.. حتى عند أخت بلادي مصر. ويوم الامتحان يكرم الطالب أو يأكل لبان ويصبح من قبيلة بني سجمان! ومن الصفحات الطريفة على ال(فيس بوك) كان هذا العنوان (الامتحانات على الأبواب وأنا لسه ما فتحتش كتاب). حيث أطلق فيها شباب الجامعات المصرية النكت والعبارات الساخرة والأغنيات المعدلة. فنجد وقع حافر المسلسلات التركية التي عرضت مؤخراً وحققت نجاح مشاهدة منطقع النظير.. قالوا: الدراسة (سنوات الضياع) وقاعة الامتحانات (وادي الذئاب) والامتحانات (لحظة وداع) وشهادة التخرج (الحلم الضائع) وحب الدراسة (العشق الممنوع)!! وأغنية عمر دياب التي يقول فيها: (أنا مهما كبرت صغير.. أنا مهما عليت مش فوق). حولوها أولاد الإيه إلى (أنا مهما ذاكرت هدبلر.. أنا مهما ذاكرت حشيل.. مش ممكن يوم أنا أنجح ولا حتى أجيب تقدير). أما أغنية (يهمك في إيه) تحولت إلى (يهمك في إيه أشيل ولا أعيد.. دا إمتحان ملكش تحل فيه.. وحنحل إيه ولا إيه.. دا اللي بذاكر أكيد ببان عليه.. إيه اللي قدامك دا.. سؤال محلتوش.. ما بقتش أخاف عليه.. أسيبو أو أمسحو). والأغنية الشعبية الشهيرة لديهم (أنا شارب سيجارة بني) حوروها وقالوا: (أنا دماغي بتاكلني.. قاعد في اللجنة بهلفط.. والورق عمال بتلخبط.. والمعيد اللي وراي قدامي.. والإجابة على طرف لساني.. أجي أجاوب بتلخبط.. والواد اللي ورايا بغني.. واللي جنبي بغش مني.. والباقي عمال بعيط.. والبنات تلطم وتصوت). ومن أقوال شباب الفيس بوك المأثورة: (ليس كل ما يذاكره المرء بفهمه) و(تأتي الامتحانات بما لا تحتويه الكتب). ولم يستطع ذاك الشاب أن يبتعد عما جرى على لسان القذافي فاقتبسوا منه قائلين: (دقت ساعة النكد.. إلى الأمام إلى الأمام لا تراجع ولا استسلام.. افتحوا الكتاب وأغلقوا الفيس بوك.. وادرسوا شابتر شابتر.. صفحة صفحة.. سطر سطر.. حرف حرف.. وأبقوا قابلوني في الزنقة لو فلحتو). واحد اشترى خروف.. عجبو شديد لدرجة إنو حننو ولبسو هلال.. وقام جاب ضباح مسطول.. الضباح شاف الخروف محنن ولابس هلال قام طهرو ومشى!!