غيّب الموت المطرب الشعبي عبدالحي عبدالرحمن الزين، بعد صراع مع المرض وهو الذي أفنى زهرة شبابه لخدمة الفن. «الأهرام اليوم» استطلعت عدداً من رموز الغناء الشعبي عن مسيرة الراحل الإبداعية فماذا قالوا.. رئيس اتحاد فن الغناء الشعبي محمود علي الحاج قال إن الراحل كان فناناً بمعنى الكلمة بل أحد أعمدة الفن الشعبي وتمتع بالأخلاق الكريمة، وأبان أنه ظل لأكثر من خمسين عاماً يقدم الإبداع بلا حدود حتى نال حب زملائه بعد أن أثبت وجوده كرقم فني يصعب تجاوزه. المطرب الشعبي الكبير محمد الحسن قيقم قال إن الراحل عبدالحي كان ركناً من أركان التراث السوداني ولساناً للكرم والشهامة وأعظم ما فيه أنه كان يجمع الإخوان وتمنى ألا يتفرقوا بعد رحيله. وعن مسيرته الفنية أبان قيقم أنه كان ملازماً لمطرب الحقيبة عبدالرحيم الأمين الذي أخذ عن كروان السودان كرومة، وأضاف: «لقد بكيناه إن كان البكاء ينفع ولكننا لا ننوح لأن الله حي لا يموت غير أنه لمثل المطرب عبدالحي حق للباكيات أن يبكين، رحمه الله». المطرب والكورس علي مصطفى الشهير ب«دكشنري الحقيبة» قال إن الراحل عبدالحي كان قد بدأ حياته الفنية عام 1948م بعد تأثره بالمطرب عبدالرحيم الأمين خليفة كروان السودان عبدالكريم عبدالله مختار الشهير ب«كرومة» وأنه بدأ حياته الفنية منفرداً وفي عام 1956م شكل ثنائية مع عبدالوكيل «ود أبيض» وأصبحا ثنائي الفتيحاب ثم ثنائي أبو سعد وأن أغلب أغانيهما كانت لكرومة، خاصة تلك التي كان يرددها عبدالرحيم الأمين. ومضى إلى أن الراحل تميز بحفظ الرواية القديمة للألحان الأصلية بجانب أنه ملحن جيد وله عدد من الأغنيات منها (الجمرة بتحرق الواطيها)، كما أنه كان يحفظ جميع أغنيات الحقيبة والحماسة والتراث وهو الذي عاصر كبار النجوم ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة، أحمد وإبراهيم شمبات ومبارك حسن بركات. وعن تعامله قال علي مصطفى إنه كان محباً لرفاقه ولم يختلف مع أحد طوال حياته كما أنه أحد المطربين القلائل الذين تغنوا بحقيبة الفن في بدايتها مع المبارك إبراهيم بالإذاعة السودانية، وكذلك سجل له الأستاذ عوض بابكر عدداً من الحلقات بالإذاعة وببرنامجه صدر المحافل بالتلفزيون القومي، أشهرها الحلقة التي جمعته مع المطرب الراحل عبيد الطيب عام 1976م وكلاهما من أبو سعد. كما استضافه الأديب الراحل الفريق إبراهيم أحمد عبدالكريم في ست حلقات متصلة بنسائم الليل، بالإضافة لعشر حلقات سجلها له الباحث الراحل الطيب محمد الطيب ببرنامجه «صور شعبية» بتلفزيون السودان في الثمانينات. وله ألبومان من إنتاج شركة حصاد مع بداية الكاسيت في السودان بعنوان (هواي وهواك) و(الجمرة بتحرق الواطيها). وأعلن الدكشنري بأن فعاليات منتدى السبت باتحاد فن الغناء الشعبي غداً ستكون جلسة عزاء وقراءة للقرآن الكريم على روحه الطاهرة. المطرب محجوب كبوشية قال إن الراحل كان مطرباً كبيراً وتميز بالحفظ السريع للنصوص الجديدة حتى أنه يحفظ القصيدة في يومها وكان مرجعاً للحقيبة ومفرداتها وسبق أن رجع إليه أكثر من مرة وكان يعطيه أكثر من معنى بأسلوب العارف المتمكن وأبان كبوشية أنهم سيقيمون له حفل تأبين يليق به. فيما قال الأمين العام لدار فلاح لتطوير الأغنية الشعبية إن الراحل كان مشهوداً له بحب الناس وكان مجاملاً للحد البعيد رغم ظروفه الصحية، بجانب أنه كان مرجعاً لدار فلاح التي وثقت له ولزميله ود أبيض عبر برنامج «أفراح النيل» بقناة الشروق، وكشف فلاح عن آخر توثيق لثنائي أبوسعد لم يبث بعد أن سجله لهما الأستاذ الباحث عوض بابكر بقناة أم درمان الفضائية وأن من أشهر أعمالهما (يا جمرة)، (الرشيم الأخضر)، (الدابي الزرق سمو)، (يا ليل)، هواي وهواك، جوهر صدر المحافل) وغيرها.