اليوم لا تبقى لديّ إلا لافتات مقتضبة تشير لموضوعات فتمشون معي إليها أو عليها.. { لافتة (1) أهلا بكم في صيوان الدراما، حيث أن الموت هو المكان والزمان والإنسان، ولا عزاء للوزراء والمسؤولين المبارين المغنواتية.. فأمثال الكاتب الراحل (أمين محمد أحمد) لا ترفع أعمالهم إلى مصاف الوزارات وطاولات أصدقاء المغنين، ولا يجازون بحسنات أعمالهم ولا سيئاتها، ولا تكتب شهادتهم ولا غيرهم ما داموا ينطقون بالدراما وزراً لا يحبه المسؤولون! وتنتهي مراسم العزاء بابتداء مشوارهم في الدراما وعلى متابعينهم في المسارح وشاشات الفضائيات الغبية مراعاة ظروفهم الدرامية، الإنسانية، فهم بشر يمشون ويأكلون ويشربون وينامون ويتناسلون حتى تمام ختام الروح..! رحمه الله بحق جلال اسمه الأعلى، ورحمنا من ظلم الأقربين وفجور المسؤولين! { لافتة (2): ثمة دلائل ما زالت على قول الإمام (جمال الدين الأفغاني) الأشهر في مدح الغرب (هناك وجدت الإسلام بلا مسلمين)، فالسيد (بيل غيتس) الأشهر بماله وأعماله دعا إلى مساندة حملات القضاء على شلل الأطفال في العالم - طبعاً الثالث - لإنقاذ (4) ملايين حياة في سنوات الألفية الإنمائية، بالاستفادة من مخصصات خمسة إلى ستة لقاحات جديدة يمكن أن تقلل من نسبة وفيات الأطفال في العالم.. ذلك باعتباره واحداً من أهم المانحين لدى منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، ويقود حملات التوعية بالتحصين للمانحين والسياسيين. أما هؤلاء (الدخلوها وصقيرها حام) ومقابل الاستثمارات الضخمة ورجال المال والأعمال والدين، فإن برنامج التحصين مواجه بعجز مالي كبير يوقف نشاطه حال إيقاف المانحين دعمهم للسودان.. فمن هم رجال الأعمال الأرجل من (بيل غيتس) سودانيا؟! { لافتة (3): لماذا يود السيد وزير الإعلام تجفيف أكاديمية علوم الاتصال كواحدة من منافذ تعليم الإعلام في البلاد؟ خاصة أنه ليس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي - بحسب علمنا العسير - يختص بإيقاف تلك المدارس؟ لماذا قامت الأكاديمية في الإساس ولماذا لم تتمكن من دفع إيجار المبنى السابق - رغم تحصيل الرسوم الدراسية من الطلاب - ورحلت تاركة أوراق الأعمال الإدارية للرياح والفضوليين؟ لماذا قضايا الإعلام من حيث الاهتمام في أسفل سافلين؟ حسناً، هذه عينة فقط من أحد الأسئلة الخمسة المشروعة في علم الصحافة، فما بالكم إذا شرعنا بالخمسة؟ { لافتة (4): أوبرا ستغرب شمسها المشرقة عن وجه الفضاء والملايين رغم حبهم القوي والمقدر لها، إلا أنها عرفت بذكائها الإعلامي أن جرابها لم يعد فيه المثير لتجلس به المشاهدين على كراسي المتابعة بجانب سطوة الزمن والملل و.. متى سيغرب هؤلاء الديناصورات بوجوهم الممتلئة مساحيق ولعنات وصبغات وزركشات عن وجهنا؟ متى سنتنفس هواء الفضاء والبث التلفزيوني الجديد بلا سطوة المتاحف المتهالكة على خبرة يوم المتكررة ألف عام؟ { لافتة (5): تكرم وزارة الثقافة (فلان العلاني) بحزمة جنيهات وأغنيات وضحكات أو دمعات! { لافتة (عشرة): اختصارا للافتات كثيرة مشعة ومضيئة تمتلئ بها الشوارع كلها تومض وتنقلب على رأسك لدرجة أنك لا تعرف كيف تقرأها ولا يوجد فيها رغم حضرية ولاية الخرطوم لافتات توعية ولا توجيه ولا تحضر يمكن أن تعالج أمر التنوع الحركي والتعليمي والعرقي فيها بابتكار شئ يمكن أن يوجه الأعمي والأصم والطفل والأمي في ذات الوقت الذي يوجه به المبصر والمتعلم والسائح! فهي تتبع لشركات إعلانية ولجهات اعتبارية ولا ريب لحالات شكر من وزير لآخر أو والٍ لوزير، ناهيك عن الانتخابات الماضية الموجودة ما زالت لترغم ذاكرتنا النسّاية على استحضار هذه الأسماء والوجوه الانتخابات المقبلة! { لافتة (اثنين وعشرين): يتم الترحيب بالسادة الولاة والمعتمدين والمحافظين وكافة المسؤولين بشكل يليق بهم جداً لدرجة أنك حينما تشاهد ذلك تعتقد جازماً أنهم كشعب بعد عودتهم من الترحيب سيستحمون بماء نظيف ويتناولون وجبة مغذية وسينامون هانئين حالمين بالسعادة، وهذا غير صحيح! لكن في كل الأحوال سينام أولئك السادة نوماً جيداً، فنومهم عبادة! { لافتة خافتة: أبيي..!