فقدت البلاد عامة وأهل الدراما والمسرح بصفة خاصة الكاتب الدرامي والمسرحي الكبير أمين محمد أحمد، الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى عصر أمس الأول (الجمعة) بدولة الإمارات العربية بأبو ظبي، حيث شيع جثمان الفقيد ودفن بها أمس (السبت)، وكانت الصحيفة قد نشرت في عددها الصادر أمس مقالاً عن الراحل ومعاناته مع المرض في الغربة، وفي سرادق العزاء بالثورة الحارة الثامنة حيث منزل شقيقه التقت (الأهرام اليوم) بزملائه وتلاميذه من أهل الدراما، وأسرته والجميع في حزن عميق للفقد الجلل. وقال الأستاذ مكي سنادة إنهم فجعوا بانتقال زميلهم، أمين محمد أحمد، وأردف بأنه كان ركناً متيناً من أركان الدراما السودانية في مجال الكتابة والإذاعة والتلفزيون والمسرح على وجه الخصوص، وأشار إلى أن الفقيد يعتبر من القلائل الذين خاضوا هذا المجال. وأوضح الممثل والمخرج الدرامي صديق صالح، أن الراحل أحدث نقلة نوعية في كتابة الدراما السودانية ويعتبر علماً من أعلامها، حيث كتب العديد منها في الإذاعة والتلفزيون، وكان أحد فرسان العصر الذهبي للإذاعة، مبيناً أنه زامله في القاهرة حينما كان يدرس الراحل في قسم السيناريو وكان هو في المعهد العالي للفنون المسرحية، كما التقى معه في عدد من الأعمال، ووصف الراحل بأنه كان هاشاً باشاً لا تفارقه الابتسامة حتى وهو على فراش المرض. وقال المخرج صلاح السيد إن الراحل كان رجلاً هادئاً وذا أفكار نيرة ويعد أول سوداني متخصص في كتابة السيناريو، حيث شغل منصب رئيس قسم الدراما في الإذاعة، وأردف بأنه أخرج له ما لا يقل عن (40) عملاً أبرزها (بيوت من نار)، (الدلالية)، (ضحايا المدينة). وأبان المخرج ناصر يوسف أن الفقيد هو الذي دفع به في مجال الدراما التلفزيونية وتنبأ له بمستقبل كبير فيها منذ السبعينيات. وقال أشقاء الراحل إنه كان يجيد الكتابة من واقع الحياة ولم ينقطع عنها رغم هجرته عن السودان، موضحين أنه من مواليد العام 1942م، حيث تخرج من كلية الآداب بجامعة الخرطوم ومتزوج وله ثلاث بنات وولد، وأردفوا بأن الفقيد اضطر للهجرة من أجل لقمة العيش الكريمة ورغم ذلك لم ينقطع عن متابعة أعماله بالسودان. أما شقيقاته منى وهدى وبنات عمه فوصفن الفقيد بأنه كان حنوناً وعطوفاً، فقد كان يحرص على صلة الأرحام، وأشاروا إلى أنه قضى طفولته بمدينة ود مدني ولم ينقطع عنها طيلة حياته، وأفادوا بأنه أحرز الدرجة الأولى في السيناريو في مصر، وكان يتمنى أن ترتقي الدراما السودانية إلى مصاف العالمية، علماً بأن الفقيد من جزيرة صاي - السكوت.