{ لم أكن أعلم من قبل أن وزارة رئاسة الجمهورية، ممثلة في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، قد كوّنت مشكورة لجنة فنية ثابتة للعب ومستلزمات الأطفال! حتى التقيت مؤخراً السيد/ عبدالحميد محمد توم مدير المتنزهات بمنظمة الشهيد الذي فتح عيوني على العديد من المناشط والقضايا التي تقوم بها هذه اللجنة في سبيل تحقيق الأمن والسلامة لأطفالنا بمختلف أعمارهم. { وفي تعريفه للجنة أشار إلى أنها قد تكونت بموجب القرار الإداري رقم (14) بتاريخ 9/3/2004م، أي نحو ما يقارب الثماني سنوات قضتها في حركة دؤوبة وبحث دائم عما يلزم وما لا يلزم نحو طفل آمن. وتختص اللجنة بوضع المواصفات والاشتراطات والضوابط اللازمة للعب ومستلزمات الأطفال المصنعة داخل وخارج البلاد، كما أنها تقوم بإبداء الرأي في مشاريع المواصفات الواردة من المنظمات العالمية والإقليمية والقطرية، وترجمة المواصفات من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية. كما أنها تقوم بالتفتيش الدوري على أسواق ومتاجر ألعاب الأطفال بمختلف أشكالها وأحجامها، وتتابع حتى تلك الموجودة في الحدائق ورياض الأطفال والمتنزهات العامة، وكل منها له مواصفات محددة يجب ألا يتجاوزها الصانع أو المورد. { وفي خلال هذه السنوات أصدرت اللجنة حوالي (15) مواصفة وطنية و(3) مواصفات تم تبنيها من ال ISO، بالإضافة لالتزامها بتقديم الاستشارات الفنية لجميع الجهات ذات الصلة، ووضع برنامج ثابت للزيارات التفقدية لكل الجهات والمواقع المرتبطة بالأطفال ومتابعة السوق المحلي، وإعداد كتيب متخصص للعب الأطفال، كما قامت بإصدار كتاب «أمان الطفل» الذي يحتوي على كل ما من شأنه تحقيق هذا الأمان لأطفالنا. { وتقوم اللجنة بعقد ورش عمل متباعدة وذات صلة، منها على سبيل المثال ورشة عمل «أهمية اللعب للأطفال» التي عقدت تحت شعار «لعب هادف وآمن لأطفالنا»، وتم عبرها تقديم أوراق عمل تناقش كل من أهمية لعب الأطفال، تصميم لعب الأطفال على النحو الأمثل، متطلبات السلامة في اللعب. وكان الهدف من وراء تلك الورشة رفع الوعي بأهمية لعب الأطفال وإيجابياته كضرورة فطرية، التوعية بأهمية الاختيار السليم للعب الأطفال وفق سنه وقدراته وبيئته، التوعية بدور اللعب في تعليم الطفل ورفع مهاراته وقدراته وتوسيع أفقه ومداركه وبناء شخصيته بشكل سوي ومنضبط وفاعل، التوعية بأهمية دور الكبار في لعب الأطفال بالمشاركة والمراقبة التي تقود لاكتشاف مواهب الطفل وقدراته بما يساعد ذويه على تحديد كيفية تنميتها وتوجيهها في المسار الصحيح. { هذا وقد حرصت الورشة على التعريف بالضوابط والشروط التي يجب أن تُراعى ويتم على ضوئها تصميم تلك اللعب، بالإضافة للتعريف بمتطلبات الأمن والسلامة في لعب الأطفال. { وقد خرجت الورشة بالعديد من التوصيات تصب جميعها في مصلحة تحقيق أمن الأطفال، وقد رفعت هذه التوصيات لوزارة رئاسة مجلس الوزراء ووضعت حيز التنفيذ. والآن تقوم اللجنة الفنية للعب ومستلزمات الأطفال بالإعداد لعقد ورشة عمل جديدة تتناول مخاطر بدائل وأشباه لُعب الأطفال سنعرض لها بالتفصيل في حينها. علماً بأن اللجنة قد وضعت ضوابطها لكل ما يتعلق بالطفل حتى في بيئته المدرسية كالأدراج والمقاعد وأدوات المدرسة وحتى الحقيبة المدرسية، بحيث يكون الطفل مرتاحاً ومقبلاً على الدراسة، غير أن معظم تلك الضوابط لا يلتزم بها المعنيون ولا يكترثون لتنفيذها وهذا بدوره يقود للعديد من المشاكل ويتسبب في معاناة كبيرة لأطفالنا سنعمل على توضيحها وتناولها بشفافية في وقت لاحق. { تلويح: شكراً أ/ عبدالحميد محمد توم، فقد عرفتنا على بعض حقوقنا التي يجب أن نطالب بها.