نعم أصبح الفضاء مفتوحاً أمام القنوات بما تحمله من أفكار وقيم بعضها هادف وبعضها هدام وبعضها ذو محتوى وآخر هايف خسارة أن تضيع دقيقة في مشاهدتها، وتبقى في النهاية حرية المشاهد ورغبته هي التي تحدد له يشوف شنو وما يشوف شنو، هذا في ما يتعلق بالفضاء المفتوح للكرة الأرضية، أما الجزء النجضنا، وأقصد الفضائيات السودانية فأحسب أنها ولاعتبارات ليست بالضرورة أيدولوجية أو سياسية ولكن لاعتبارات تخص الشخصية السودانية بتركيبتها وثقافاتها ومكوناتها يجب أن تقوم على أسس وثوابت تضع الكثير من الاهتمام لهذه المعايير، ودعونا نتفق أن إطلاق الحريات لا يعني العبث بأي حال من الأحوال والاستقلالية لا تعني الفوضى والخروج عن المألوف والمعروف، مؤكد من يقرأ هذه المقدمة حيقول أم وضاح دي شافت ليها «نصيبة» في فضائية أزعجتها وجعلتها تكتب هذا الكلام؟ أقول نعم وللأسف ما شاهدته يندرج تحت عنوان اللاءات الثلاث؛ الأولى اللا جمال واللا موضوع واللا قيمة أو محتوى، حيث قدمت فضائية زول، التي تعودت في أحيان كثيرة أن تقتحم خصوصيات الناس بتسجيل حفلات وبثها دون استئذان من المشاهدين لها مما يسبب لبعضهم حرجا ًبالغاً إن كان يقضي لحظة سمر وماخد راحته مع أسرته وأصدقائه؛ قدمت فضائية زول سهرة منقولة عن النادي السوداني بأبو ظبي شاركت فيها الفنانة انصاف مدني والشاب نزار المهندس، في سهرة تفتقر إلى أبجديات العمل التلفزيوني، فالصوت كان غاية في السوء والإضاءة أسوأ والإخراج فاقهما في السوء، ولا أدري كيف ارتضت انصاف أن يظهر صوتها بهذا الضعف وعدم الوضوح في نقل لحفل لن يزيد أو يقلل من جماهيرتها شيئاً، والأسوأ من كل ذلك أن الكاميرا ركزت على وجوه سيدات كن يجلسن في مقاعدهن بطريقة تشبه تصوير بيوت الأعراس دون اعتبار أن هذا جهاز إعلامي يدخل كل البيوت وليس شريط فيديو أو سي دي يخص أسرة من الأسر، وده كوم والراقصون أمام المسرح بحركاتهم البهلوانية وانغماسهم في دروشة طرب لا يليق أن تنقلها فضائية تحترم نفسها بهذا الشكل السافر دون مونتاج أو حتى شوية تخفيف. أعتقد أن الحفل الذي بثته زول مساء الجمعة أقل ما يوصف به زيه وزي أي حفلة في حلة لا تنطبق عليه مواصفات البث لأنه لا يحمل أي مسحة جمال، فتذكروا يا جماعة إننا سودانيون ولسنا هنوداً حمراً حتى نبث حفلات بمثل هذه الفوضى والغوغائية، وكان بإمكان الكاميرا - إن كانت زول مصرة على نقله - أن تتجاوز بزومها «الكاشفين والكاشفات» وتركز على المسرح لترحمنا من هذا الحفل الذي اختلط علينا أمره فظنناه حلقة زار! كلمة عزيزة التحليل الذي جاء على لسان هاني رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية لصحيفة اليوم السابع المصرية، تحليل خطير يوضح تماماً وجهة النظر المصرية الشعبية والرسمية تجاه حلايب، حيث قال إن حلايب عانت الإهمال من النظام السوداني وعدم وجود أي مشاريع استثمارية مما جعل مصر تضع يدها عليها، وأن مصر على حد حديثه وضعت يدها على حلايب منذ عام 1958م بسياسة وضع اليد. أعتقد أن تحريك ملف حلايب هذه الأيام مهم وضروري ليس استغلالاً للظروف التي تعيشها مصر، ولكن استباقاً لتحديد حدود دولة السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو القادم. على فكرة نحن لسنا ضد أن تكون حلايب منطقة استثمارية تعود بالخير على البلدين، لكن الأول والمهم والضروري أن تكون تحت سيادة من، تأكيداً لحقنا فيها وتثبيتاً لحقوق الأجيال القادمة، أو كما يقول أهلنا الطيبون نعرفها (للطويلة)! كلمة أعز أشك أن يكون العمل في مصارف المياه بالعاصمة الولاية يتم بصورة هندسية دقيقة ومتسلسلة، وعلى حد علمي المتواضع أن هذه المصارف والمجاري شبكة متداخلة تربط بعضها البعض في تصريف متناغم لمياه الأمطار، لكن ما يحدث الآن لا علاقة له بالتنظيم بدليل حفرة هنا وحفرة هناك وحفرتين في الشارع الثاني. «يا جماعة كان رايحة ليكم حاجة كلمونا نفتش معاكم»!