حسبتها فقرة كوميدية أو الكاميرا الخفية وأنا أشاهد مسؤول النظافة في معتمدية بحري وهو يتحدث من خلال برنامج مساء جديد على شاشة النيل الأزرق عن إنجازات إدارته في النظافة بالولاية، وضحكت لما «اتشرقت» لسبب بسيط جداً وهو أنني أسكن بحري وأهلي ساكنين بحري ونسابتي ساكنين بحري، يعني عارفة بحري أس ثلاثة ولست قادمة إليها من الضهاري ولا عن طريق اللواري، وكل ما قاله السيد مسؤول النظافة في فقرته الترويجية أو الإعلانية، التي لا أدري إن كانت بفلوس أو بلاش، لأنه داهية سوداء لو كانت بقروش الأولى بها شراء حاويات للنفايات في الشوارع الكبرى ليظهر شغل المعتمدية بدلاً من أن يظهر على شاشة النيل الأزرق. أقول كل ما قاله الأخ السنوسي عن نظافة بحري بعيد عن الواقع، إذ أن أمام منزلي مباشرة وامتداداً لمنازل الجيران كوش من النوع (أبو كديس)، يعني بالعربي كوش كاربة، وموقف المواصلات الرئيسي في بحري حدث ولا حرج، والشوارع الرئيسية وأعني شارع المعونة الذي يشق منتصف بحري لم أشاهد عمالاً للنظافة بصورة راتبة إلا أولئك الذين يظهرون كل شهر مرة ويشيلوا التراب من اليمين يودوا شمال وبكرة كان جوا من الشمال يودوا يمين، أما أحياء الدناقلة والصبابي والميرغنية والديوم والحلفاية والدروشاب وأم القرى والكدرو وسوق الكدرو والمزاد فحدث ولا حرج!! ديل من بحري وللا من تكساس يا شيخنا. أعتقد أن المواطن ليس محتاجاً لفقرة إعلانية حتى يتلمس الخدمات التي تعنيه لأنه بالضرورة سيشعر بها من خلال تحركه من وإلى بيته، ولو أن معتمدية بحري شغلت أسطوانة صباح مساء لتتحدث عن النظافة فلن نقتنع لأننا «شايفين وشامين» ولا نحتاج إلى شخص يقول سوينا وعملنا !! { على فكرة وطالما الحديث عن بحري دعوني أسأل السيد معتمدها عن ميدان عقرب الذي توقف العمل فيه على شوية تنجيل وتسوير، فلماذا لا تستفيد المعتمدية من مساحته الواسعة وموقعه الجغرافي المهم في أن يكون مجمعاً رياضياً بإضاءة كاملة تستفيد منه مجاميع الشباب في عمل إيجابي يحرك طاقة الحركة والنشاط فيها!! في كل الأحوال نشكر معتمدية بحري في أن منحتنا فقرة محرضة على الضحك «عشان تشوفوا المواطن ده مسكين ونيته بيضا وما بشوف إلا الجزء المليان من الكوب»!! كلمة عزيزة فكرة يفترض أن تكون قومية، تلك التي أطلق المبادرة لها الأستاذ أمير أحمد السيد، بقيام متحف للفنانين، وأظن أن هذا المشروع سيكون واحداً من الوسائل المهمة لحفظ الموروث الغنائي السوداني من الضياع والنسيان، وأظن أن العمل سيكتمل بتعاون أسر العمالقة الراحلين بمد المتحف بمقتنياتهم إن كانت آلات موسيقية أو أغراض شخصية تعكس جوانب شخصيات هؤلاء المبدعين. وفكرة المتحف في ظني هي من الأفكار التي يمكن أن يتفتح فيها كل صباح برعم فكرة جديدة، ويمكن أن يشمل المتحف بعض مقتنيات من هم على قيد الحياة إن أرادوا أن يفعلوا من الفكرة ويزيدوا في توابل الدهشة والانبهار فيها !! بالمناسبة أول ما طرأ في رأسي عندما سمعت المبادرة من الأخ أمير كان أهمية الموقع الذي يمكن أن يضم هذا التاريخ وعن الجماليات في العرض التي يجب أن تكون السمة الغالبة في تفصيلاته. عموماً أتوقع للمبادرة أن تنداح وسط المعجبين بهؤلاء الفنانين وأسرهم حتى تصبح مزاراً لكل باحث عن ذكرى جميلة وإرث أجمل! كلمة أعز الأخ الهندي عز الدين، استشهد في مقاله عن أم درمان قبل أسابيع مضت بأغنية الود طه سليمان «أم در يا حبيبة يا غنا يا قصيدة»، وأمس طالب صديق ودعة بدعم هلال الفاشر بدلاً عن مفاوضات الدوحة وقال: (دي قصة وآخرها لسه)، وهي آخر أغنيات نزار المهندس، الحكاية شنو يا ريس بتسمع للشباب دي عارفينها لكن بتحفظ دي جديدة!!