تغطية- الطيب محمد، بهرام عبد المنعم، متوكل أبوسن، يوسف حمد حمل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الحركة الشعبية مسؤولية اندلاع الأحداث في كادوقلي بجنوب كردفان، واعتبر شعار (النجمة أو الهجمة) الذي رفعته إبان الانتخابات في جنوب كردفان بمثابة إعلان حرب، وقال البشير في تنوير قدمه لجلسة مجلس الوزراء أمس (الخميس) حول الأحداث بالولاية، إن (الحركة) استبقت العملية الانتخابية بالولاية بشعارها الداعي إلى الحرب، لكنه أكد استقرار الأوضاع بسيطرة القوات المسلحة على المنطقة، وتمشط الولاية من فلول التمرد. وأكد الناطق باسم المجلس، د.عمر محمد صالح، مسارعة الرئاسة في وقت سابق إلى تسوية سلمية للأوضاع في جنوب كردفان، عبر لجنة وزارية تم تكليفها من قبل الرئيس، وقال إن اللجنة انتقلت إلى الولاية ووقعت اتفاقية، وقبل مغادرتها للولاية حدث اختلال من جانب (الحركة)، مما يعني «أن الأمر كان منظماً مسبقاً» بحسب تعبيره. وتواترت أنباء غير مؤكدة في عدة مواقع إلكترونية، من ضمنها (السودان الآن)، أن السلطات ألقت القبض على نائب والي جنوب كردفان السابق، رئيس الحركة بالولاية، عبد العزيز آدم الحلو، وقامت بترحيله إلى الخرطوم. وقال المصدر عبر الهاتف: «إن السلطات قامت باستعادة الحلو الذي يعانى جروحاً ليست بالخطيرة، من قوات الأممالمتحدة، في جنوب كردفان التي كانت تنوي ترحيله إلى كينيا جواً». وأكدت مصادر (الأهرام اليوم) أن شقيق الحلو (عزالدين) الذي يتولى منصباً سياسياً رفيعاً في (الحركة) وصل مساء أمس (الخميس) إلى الخرطوم قادماً من منطقة الفيض أم عبد الله، ولم تستبعد المصادر أن يكون قدومه إلى الخرطوم للتحري عن معلومات رشحت عن مقتل الحلو. وتحفظت بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم على التعليق على هذه الأنباء. اعتقال أكثر من (104) عمال وتجار وكشفت مصادر (الأهرام اليوم) عن اعتقال الجيش الشعبي لأكثر من (100) من عمال شركة منقا للطرق والجسور العاملة بطريق تلودي كادوقلي، و(4) من التجار بمنطقة أم دورين، منذ اندلاع أزمة جنوب كردفان الأحد الماضي، وقال ذوو المعتقلين إن التجار هم أبو صباح الشيخ، مأمون عبد الرحمن، الفاتح الطيب، وسلام أحمد، وقالوا إن الجيش الشعبي استغل عربات الشركة في نقل الذخيرة إلى معسكراته بالجبال، وتناكر الشركة في نقل ماء الشرب لأفراده. غرفة متابعة ودعوة إلى تدخل الرئاسة: وفي الخرطوم كون قطاع الشمال بالحركة الشعبية غرفة متابعة للموقف بجنوب كردفان وإجراء اتصالات مع المؤتمر الوطني للوصول إلى حل، وانبثقت عنها لجنة مساع حميدة من إسماعيل جلاب وعبد الله تية ورمضان شميلا، للبحث عن حلول مع قيادات (الحركة) بجنوب كردفان. وحمل القيادي ب(الحركة) نائب رئيس تشريعي جنوب كردفان السابق، صديق منصور، عبد العزيز الحلو مسؤولية انفجار أوضاع الولاية من خلال رفض الأخير توصيات ورشة (الحركة) المنعقدة بكاودا قبل (20) يوماً من الانتخابات، وقال منصور ل(الأهرام اليوم) إن الحلو رفض عمل مصالحات بين مجموعات (الحركة) المختلفة، خاصة مجموعة تلفون كوكو وال(40) الذين اختلفوا معه وفصلهم، وناشد منصور مؤسسة الرئاسة التدخل لفصل قطاع جبال النوبة عن تبعيته ل(الحركة) بالجنوب، ودعا إلى تدخل مركز دراسات السلام بجامعة الخرطوم في حل الأزمة، وأشار إلى أن للمركز تأثيراً كبيراً عقب ما قام به من عمل بالولاية. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، محمد مركزو، إن الأوضاع بالولاية هادئة، لكنه قال إنها تحتاج إلى المواد الغذائية. الميرغني يتدخل للحل: أجرى رئيس الاتحادي (الأصل)، مولانا محمد عثمان الميرغني، اتصالاً بوالي النيل الأزرق نائب رئيس الحركة الشعبية رئيس قطاع الشمال، مالك عقار، في إطار تهدئة الأحوال في كل من جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق أمس (الخميس)، وأكد مولانا حرصه والحزب على تجنيب البلاد الصدام والمواجهات، وحث على بذل الجهود المخلصة لحل كافة القضايا العالقة والمستجدة بشأن المشورة الشعبية، درءاً للفتن وحقناً للدماء. وأكد الميرغني أنه سيبذل قصارى جهده لتقريب وجهات النظر وبناء الثقة بين الأطراف المعنية بهذا الصراع. هذا وقد وجد هذا المسعى الحميد صدىً طيباً لدى الدكتور مالك، وأشاد عقار بما يقوم به الميرغني لجمع الصف الوطني وإحلال السلام والاستقرار في ربوع السودان. ومن جانب آخر، يغادر وفد من قيادات الاتحادي (الأصل) إلى النيل الأزرق خلال الأيام القادمة لمواصلة هذه المساعي طبقاً لتأكيدات المسؤول الإعلامي صلاح الباشا. تحذير: قال عمر منصور المحامي، الوكيل القانوني لمجموعة المرشح المستقل تلفون كوكو، إن عدم الجدية وأسلوب (الطبطبة) الذي انتهجه المؤتمر الوطني تسبب في اندلاع الأحداث الأخيرة بكادوقلي، وحذر من تمدد الحرب لتشمل كل البلاد. وقال منصور في مؤتمر صحفي أمس (الخميس) للقوى السياسية بجنوب كردفان إن حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها المدينة تساعد في تأجيج الأوضاع. بينما قال المسؤول السياسي لحزب العدالة، بشارة جمعة عبد الله، إن الأحداث شبه مخططة وليست تفلتات فردية. بينما حث القيادي بالحزب القومي السوداني الحر، أحمد حجاج، الطرفين على الإيقاف الفوري لإطلاق النار وجعل الأولوية لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتأزمة.