ربما أكون من قلائل لم يصابوا إطلاقاً بهوس المسلسل التركي مهند ونور ولم أتابع ولا حلقه من حلقاته وما سمعته عنه كان مجرد أحاديث منقولة من المتابعين والمتابعات له. ولعل القبول الذي وجده هذا المسلسل جعل الأتراك وهم ممثلوه ومنتوجه يزودوا العيار حبتين ويكثروا من توابل الرومانسية، وجعلوني أعتقد قياساً على مسلسلات أعقبت هذا المسلسل أن الشعب التركي شعب رومانسي إلى أبعد حد حتى خشيت أن يصبح العريس التركي هو واحد من مقاييس البنات للعرسان، وبعد أن كن يتغنين بأغنيات على شاكلة: «أبشرا إن شاء الله راجل مره»!! تصبح الأغنية: «يا شيخي الفكي العريس يكون تركي»!! ولعل هذا المسلسل كان واحداً من البوابات التي جعلتنا ننفتح على هذا البلد، الذي كان كل ما يربطنا به علاقة تاريخية استعمارية باعتبار أن محمد علي باشا والخديوي إسماعيل وباقي القائمة من ضلع مثلث الحكم الثلاثي هم أتراك أكثر ما يميزهم هو ذلك الطربوش الأحمر الذي يعتلي رؤوسهم، والشنبات الطويلة المبرومة والأجساد الممتلئة عافية وصحة، أما حكاية الرومانسية دي فهي أيضاً نوع من الاستعمار الناعم، بدليل أنها نافست المسلسلات العربية وكبدتها خسائر في التوزيع والسوق وخسائر في أراضيها؛ وهي تصبح قبلة للباحثين عن الرومانسية والحب العذري الذي اندفن مع جميل بثينة وامرئ القيس. وبصراحة كده أنا كنت شاكة لحدي أمبارح في قصة الرومانسية التركية دي وكنت أتخيلها كلام مسلسلات أتاريها خربانة من كبارها واليوتيوب يحمل أغنية للرئيس التركي أردوغان وكمان معاه زوجته من صميم الغناء التركي بعنوان: (كل شيء يذكرني بك) ده الكلام وما أظن في رومانسية أكثر من كده. لكن الطريف أنه وعلى حسب بعض المواقع فإن الأغنية ساهمت وبدرجة عالية في ارتفاع شعبية أوردغان وربما أنها كانت (القوون) الحاسم في شباك المعركة الانتخابية، ويبدو أن الرجل الذكي عالم ومدرك برومانسية شعبه فعرف الدرب البوصلو ليهم، لذلك لم يختار الوعود الانتخابية التي تعودنا أن يكون نصفها (فشنك) بعد أن يصل المنتخب (بفتح الخاء) إلى غايته ويظل (المنتخب) (بكسر الخاء) محسور وزعلان على صوته الراح شمار في مرقة، وأظن أنه بعد أغنية (أردوغان) أصبح صوت المرشح الغنائي أهم من صوت الناخب، فإما يقنعنا بجمال غنوته أو يختانا لمصلحة ناخب آخر غناي يعزف على وتر المشاعر والرومانسية. على فكره إذا كان الغناء سيدخل المعارك الانتخابية فإن قبب البرلمانات سيجلس تحتها الكثير من الفنانين مش لأنه الواحد شايل برنامج انتخابي!! كفاية جداً يجينا شايل عود وكمنجة أو بالعدم بنقز كارب. كلمة عزيزة في رأيي أن المبدع يسعى إلى حتفه متى أصابه مس من الغرور ولو افترضنا أن أحدهم يظن أنه قد بلغ مبلغ الكمال إبداعاً وتفرداً فعليه أن يسيطر على مشاعر الغرور المستفزة تجاه الآراء التي تتناوله سلبياً وإيجاباً، بهذا الفهم لم تعجبني ولا أظنها قد أعجبت غيري تصريحات الممثل علي مهدي بأنه لا يهتم بالنقد ولا يعيره التفاتة، وأنه ماضٍ نحو تحقيق نجاحات داخلية وخارجية، ولا أدري إن كان الأخ علي مهدي يعتقد أن الجوائز خاصة التي تمنح في الوطن العربي وبعضها تلفه المجاملات والصداقات والمعرفة هي التي تقيم الفنان، وإلا معنى ذلك أن فنانين كثر لم (يبرهم) أحد بهذه الجوائز هم غير مبدعين أو منتجين ولنفترض أننا لا نفهم أو لم نبلغ مستوى فهم الأخ علي مهدي فإنني ولمزيد من التوضيح أطالبه بأن يكشف عن أعماله الداخلية والخارجية المهمة التي تجعله في عصمة عن النقد!! كلمة أعز ظل هاتفي وطوال أسابيع ماضية يتلقى اتصالات من قراء يسألونني عن غياب هنادي سليمان عن الشاشة، وبعضهم كان جزعاً من أن يكون التلفزيون قد استغنى عنها. وللمعلومية هنادي في إجازة سنوية استعداداً لمناسبة سعيدة، وبعدين المثل هنادي دي يلقوا وين عشان يستغنوا منه!!