• الأستاذ الشاذلي المادح، التحية لك ولعمودك الشائق الذي شجعني على الكتابة بعد أن شجعني على مداومة قراءته، لا سيما أن الكتابة عبر الصحف لم تكن أبداً من أحلامنا، ولا تدخل في حساباتنا، فكل ما في الأمر أننا نقرؤها ونتفاعل مع ما تطرحه من موضوعات إن كانت تستحق. • اسمح لي أن أتطرق إلى رجل هو علم من أعلام السودان وإمام لطائفة دينية لها إرثها وكسبها، وسياسي له تجاربه ورؤاه وأفكاره، اتفقنا معه أو اختلفنا، وقد حدثني عنه أبي - رحمه الله - وهو في المهجر وقتها، عن التنسيق الذي كانت عليه جبهة الميثاق وطائفة الأنصار، وللرجل غير ذلك الكثير من الأشياء الطيبة التي تحسب له، وأنا في هذه المساحة لا أريد أن أتطرق إلى حياته السياسية، وإنما إلى حياته الأخرى، ورأيته قبل يومين بنادي التنس يمارس الرياضة وهو قد تجاوز السبعين من عمره وكأنه ابن الثلاثين، ومن غير اكتراث مني وجدت نفسي أرفع يديّ وأدعو له بأن يحفظه الله وأن يديم عليه الصحة والعافية. • والرجل الإمام السيد الصادق المهدي نجده يتوسع في العلم والمعرفة ويرفد المكتبة السودانية بعدد من الإصدارات في مختلف المجالات ويطلق عبارات مميزة من داخل التصريحات التي تصدر عنه في معترك السياسة على شاكلة (رب غارة نافعة) على غرار (رب ضارة نافعة) إبان الغارة الأمريكية على مصنع الشفاء في أكتوبر 1998م ومن العبارات التي أطلقها مؤخراً (ساقط وشايل قلمه يصحح) وهي عبارة يعالج بها طريقة (الشعبي) في الحياة السياسية. من العبارات أيضاً (عجوز وعاملة أحمر شفايف)، ومن العبارات التي لم يصدق حدسها وخابت عبارته الشهيرة التي أطلقها على الإنقاذ عندما أعلنت أنها ستستخرج البترول السوداني فعاجلها بالعبارة (أحلام زلوط) ولكن استطاع (زلوط) أن يستخرج البترول وقد صار حقيقة وأسهم في نهضة البلاد وما يزال. • مهما يكن فإن السيد الصادق المهدي وبالرغم من مشغولياته الكثيرة إلا أنه يمارس حياة خاصة كنت أتمنى أن يحذو كافة السياسيين حذوه لا سيما أنشطته الرياضية التي يحرص عليها ومشاركاته الثقافية والاجتماعية الواسعة لأن كل ذلك يصب في سلامة الممارسة السياسية وحيويتها ويسهم في التركيز والحضور الذهني وهذا ما نشاهده عند الرؤساء والوزراء في العالم الأول وهم يحرصون على عطلة نهاية الأسبوع وإجازاتهم وبرامجهم الرياضية والثقافية والاجتماعية. أسامة سلمان (أبو حسان) • من المحرر: قبل أيام صادفت وفداً من حزب الأمة برئاسة الفريق صديق وعضوية السيد علي العمدة وآخرين وقد جاءوا إلى الدويم لتقديم واجب العزاء في وفاة المرحوم صلاح عثمان السماني (رحمه الله) وهم في طريقهم إلى الجبلين لتفقد النازحين من ولاية أعالي النيل إثر التضييق الذي يجابهونه من قبل الجيش الشعبي. فصراحة شعرت من خلال حيوية الوفد ومعنويات أعضائه أن الأنصار يتأهبون للمشاركة في السلطة وأن حوارهم مع المؤتمر الوطني انتهى إلى الخواتيم المرجوة وفقط ينتظر الموعد المضروب لتشكيل الحكومة الجديدة ولعل الشائعات التي تتحدث عن بناء جديد لشكل الحكومة يتضمن منصباً لرئيس مجلس الوزراء سيشغله السيد الصادق المهدي يؤكد ما ذهبت إليه من قراءة لتلك الحيوية والمعنويات التي ظهرت لي وكأنها المعنويات التي تسبق قرار التعيين وتعقب التسريبات. • عموماً مرحباً بالسيد الصادق المهدي في الحكومة القادمة وبأركان حربه وزراء و(شيالين تقيلة) مع إخوتهم في الحكومة ذات القاعدة العريضة وهي تتصدى للواجب الوطني في هذا الظرف، وليت هذه الجولة للسيد الصادق المهدي تأتي مغايرة لجولاته السابقة ومطابقة لحياته بعيداً عن السياسة فالصادق المهدي بعيداً عن السياسة كم هو جميل ورائع وعالم وحكيم وأكثر من ذلك كما بدا للأخ أسامة في نادي التنس ولعل المشاركة القادمة للسيد الصادق المهدي هي فرصته ليكتب صفحات ناصعة ويكذب الانطباع السياسي السائد حوله لدى قطاعات واسعة داخل المجتمع التي ما زالت تشكك في أن يصل السيد الصادق المهدي إلى نهايات سعيدة في كافة حواراته ومعاركه السياسية التي دائماً ما تراوح مكانها. • من قلبي أضم صوتي بالدعاء للسيد الصادق المهدي بأن يحفظه الله ويرعاه ويثبت قلبه في المشاركة وأن يمتعه بالصحة والعافية وكامل تقديري للأنصار وللسيد علي العمدة عبد الماجد هذا الرجل العظيم.