حتى لا ننسى أسود الايام التي اختزلها السيد الصادق المهدي من عمرنا وليالينا الجميلة ونهاراتنا السعيدة.. أسود أيام السودان كانت بصحبة السيد الصادق، حينما أتذكرها ترتعد أوصالي وأشعر بالغثيان وتنتابني لحظة حزن عميق لأجل وطني، أكاد ابكي عليه وتلك الأيام (لا أعادها الله) كان محمد أحمد جائعاً، هو وصغاره، خائفاً، هو وعائلته، مريضا، هو ووطنه (رجل أفريقيا المريض)، تقطعت به السبل وحتى إن غشيته الاحلام نهض في وجهه رئيس وزرائه يسفه احلامه (أحلام زلوط) كان الواحد منا في تلك الايام مجرد (زلوط). تذكرون اخوتي تفاصيل تلك الايام السوداء.. تذكرون تعويضات أم دوم التي ابتدر بها السيد الصادق حكمه، وتذكرون غياب النواب عن جلسات الجمعية التأسيسية، وتذكرون مذكرة القوات المسلحة الشهيرة التي سمت موبقات حكم الصادق العشرة والغريب أن من بن تلك الموبقات الصراع المسلح في دارفور، وبذلك فإن للصادق سهم كبير في صفوف اللاجئين والنازحين مثلما أنه وحده يتحمل وزر صفوف الخبز والبنزين، ووزير ماليته السيد عمر نور الدائم (رحمه الله) يكشف تدهور اقتصاد حكومة السيد الصادق، ووزير خارجيته السيد الشريف زين العابدين الهندي يطلق رصاصة الرحمة على حكومة السيد الصادق ويصفها بذات الكلمة التي يتبجح بها السيد الصادق الآن (الحضيض) وكذلك اطلق عبارته الشهيرة (ان هذه الحكومة ) حكومة الصادق (اذا خطفها كلب فليس هناك من يقول له جر). الانقاذ اعقبت الحضيض فلا يمكن أن تجر البلاد الى الحضيض وانما الى التنمية وهي ظاهرة وواضحة لا ينكرها الا مكابر، فماذا انجز السيد الصادق؟ بر بكم اذكروا لي شئا واحدا يشفع له وهو يتجرأ ويعاود الكرة مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لا نريد من الصادق أن ينفق ماله على شعب السودان حتى يفقره هو، فشعبنا غني بموارده عظيم بأبنائه، يمضي نحو غاياته وصروح نمائه دون أن يمن عليه أحد. المنجيات من حكم السيد الصادق خطها بنفسه، وما علينا إلا أن نستعيد الذاكرة حتى لا ننسى، وصدقوني هي أكثر من ذلك بكثير. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 17/2/2010م