نفذت سلطات السجن الاتحادي كوبر أمس (الثلاثاء) عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت على محمد إبراهيم البالغ من العمر (24) عاماً والمدان في قضية اغتيال الموسيقار بدر الدين عجاج التي وقعت أحداثها في مارس من العام 2008 داخل منزله بضاحية مدينة الفتيحاب بأم درمان وجرت مراسم تنفيذ حكم الإعدام على محمد إبراهيم وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور أولياء الدم الذين رفضوا حتى اللحظات الأخيرة طلباً بالعفو عنه لتسدل المشنقة آخر فصول القضية التي شغلت الرأي العام في تلك الحقبة بعد نبأ العثور على بدر الدين عجاج متوفى داخل منزله وتم اكتشاف ذلك بعد تخلفه عن حضور عقد قران ابنته لتبحث الأسرة عنه وتجده متوفى وأن منزله قد تعرض للسرقة بما في ذلك عربته الخاصة وجهاز الأورغن المعروف به وقد أحالت الشرطة الجثة إلى المشرحة ليكشف الطبيب الشرعي الدكتور عقيل النور سوار الدهب أن عجاج مات مقتولاً وأشار إلى تلقيه (3) ضربات أدت إلى كسور متعددة بجمجمته ونزيف حاد بسبب الإصابة بجسم صلب لتبدأ الشرطة بمنطقة أبوسعد تحريات دقيقة حول جريمة اغتياله نجحت فيها المباحث في الوصول إلى المتهم الذي كان يقود عربة المرحوم بمنطقة الريف الشمالي بأم درمان وبداخلها جهاز الأورغن الخاص به لتوجه إليه الاتهامات بقتل وسرقة (عجاج) وقد اعترف المتهم بارتكابه الحادث موضحاً أنه كان يتردد عليه بالمنزل وقام بضربه بماسورة خاصة بمكيف الهواء وأنه تركه على تلك الحال وقاد سيارته وتوجه بها إلى منزله وبعد اكتمال إجراءات التحقيق تمت إحالة المتهم إلى محكمة أم درمانجنوب برئاسة مولانا عز الدين عبد الماجد واستمعت لأقوال الشاكي والشهود ومن ضمنهم جار للقتيل قال إنه وجد المتهم يحاول قيادة السيارة الخاصة بالمرحوم وقد ساعده في «دفرها» من خارج المنزل وتعرف عليه وأنه نفسه الشاب الذي شاهده بالمنزل كما استمعت لأقوال رجال المباحث الذين قاموا بالقبض على المتهم حيث قام شقيقه الذي يعمل بجهاز الشرطة بتسليمه لهم بعد أن عرف أن السيارة التي يقودها خاصة بالمجني عليه وكان يعرف جريمة القتل لتواصل المحكمة في استماعها لأقوال الدفاع الذي حدد مساره بأن المتهم أجبر على الاعتراف القضائي وأن الشرطة استعجلت تحرياتها ودفع بالكوميدي طارق ورجل الأعمال صلاح إدريس وابنة الراحل نانسي عجاج كشهود له لتصل المحكمة الجنائية إلى قرارها بإيقاع عقوبة الإعدام شنقاً على المتهم بيد أن المحكمة الدستورية كانت قد ألغت الحكم وأمرت باستجواب شهود دفاع كانت قد حددتهم هيئة الدفاع ليتم تنفيذ قرار الحكم وتصل إلى النتيجة نفسها وهي الإعدام شنقاً الأمر الذي تم تنفيذه أمس. وكان محمد إبراهيم أثناء بقائه بالسجن قد نظم (9) قصائد عرضها للبيع لمواصلة دفع منصرفات القضية كما أبرق منسق برنامج الأيدز بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة الأستاذ أحمد سليمان الذي كان يتقلد منصب مدير مركز بحري تعازيه لأسرة (المشنوق) وقد كان أحمد سليمان قد قاد مبادرة مع مجموعة من الفنانين لإقناع أسرة عجاج بالعفو عن المدان ومراعاة صغر سنه بيد أن المبادرة باءت بالفشل بعد تعنت أولياء الدم وإصرارهم على القصاص.