من نعم الله سبحانه وتعالى على أهل الشمال وبعد قيام سد مروي برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة خاصة (بالليل) .. كل القادمين من هناك يؤكدون ذلك خاصة وأن الصيف بالولاية الشمالية كان معروفاً حيث أقلاه (45) درجة .. لذا فنجد أهل الشمال قد تأقلموا على هذا الطقس الحار جداً فقد أصابتهم الدهشة بهذه النقلة المناخية الكبرى والتي جاءت من الله سبحانه وتعالى وبحيرة سد مروي التي حجزت المليارات المكعبة من المياه ذات اللون الأخضر الجميل ليتحول الطقس هنالك إلى بارد وعلى أهل الجغرافيا الإفتاء بهذا التغيير المفاجئ لطقس الولاية الشمالية. كذلك ساعدت بحيرة السد على توفير الكميات الكبيرة من الأسماك وأصبحت الولاية ولاية منتجة للأسماك وذلك في الوقت الذي كانت لا تعرف الولاية الأسماك إلا عن طريق البحث العشوائي والطريقة التقليدية المعروفة عن طريق (السنارة والطُعم) و(الحشَّاش) كما يقولون يملأ (شبكتو)، فهذا المثل يُطلق فقط على السمّاكة الذين يجوبون الأنهار بحثاً عن الأسماك والسمّاك الشاطر هو الذي يملأ شبكته بسهولة .. فسمّاكة الشمال كانوا ينومون بالقرب من الشبكة لتمتلئ في الصباح الباكر من الأسماك التي كانت فقط للغذاء اليوم وليس للتجارة. الآن تحولت الشمالية إلى منتج درجة أولى للأسماك بإنتاج كبير ينافس إنتاج بحيرة النوبة في مدينة وادي حلفا من الأسماك .. فالولاية لم تستفد من هذه البحيرة لكونها تنتج إنتاجياً وفيراً من الأسماك حيث كان من الإمكان تصديره إلى شمال الوادي عبر البواخر ما بين حلفا وأسوان وإغراق أسواق الخرطوم بتلك الأسماك باعتبار أن ولاية الخرطوم تعتبر من الولايات المستهلكة خاصة وأنها تحتضن أكثر من (8) ملايين من البشر أي تعتبر دولة بحالة ومن هنا ننبه الشمالية إلى ضرورة الاستفادة من تلك الميزة وتفعيل كل الآليات والاستفادة من خيرات البحر لدعم خزينتها من الدولار إذا تم التصدير فنحن دائماً لا نستفيد من الإمكانيات والموارد الهائلة التي حبانا الله بها .. فالدول التي من حولنا والتي سبقتنا وتطور اقتصادها أقل منا بكثير بل أن البعض منها لسان حاله يقول (لو قدر الله لنا أن نمتلك فقط (1%) من إمكانيات السودان لمشينا الملايين من الخطوات ولن نتوقف) .. ويضيفوا (عندكم نهر النيل والأمطار والأراضي الشاسعة الخصبة ذات الري الانسيابي) .. نعم كل هذا عندنا ولكن لم يستغل الاستغلال الأمثل فحتى الاستثمار والذي كان ينبغي أن يسير للأمام توقّف والسبب الكثير من (العراقيل) التي تقف في طريقه والتي أولها وآخرها (تعقيد) الاجراءات فجيب علينا أن ننطلق من مختلف الولايات إذ أن لكل ولاية ميزة تميزها عن الأخرى فمن كان يصدق بأن طقس الشمال سيتغير ويحولها إلى ولاية منتجة بدرجة (100%) وينتعش اقتصادها. فلابد إذن الاستفادة من بحيرة سد مروي والاستفادة من السد والترويج للاستثمار بالولاية الشمالية خاصة وأنها تتمتع بإمكانيات كبيرة بعد أن ساهم السد في تغيير وتيرة الحياة بها بالإضافة إلى أنها تحتضن الآثار والأهرامات بدءاً من مروي ثم نوري ودويم ود حاج وتحويلها وفقاً لذلك لولاية سياحية يأتي إليها السواح من كل الدنيا .. فالشمالية رغم أنها تحتضن تاريخ السودان إلا أن نسبة الترويج لذلك نعتبرها ضئيلة كما أن جُل أهلها لايعرفون شيئاً عن هذا التاريخ التليد حيث الأهرامات والآثار وقبب وديم ودحاج والذي يقصد السد يمر عبر هذه القبب التي لأحد الرجال الصالحين والتي قصدته إحدى الفتيات وهي تزور (القبة) وتطلب (المدد) والإسراع بزواجها من خطيبها البعيد حيث قالت: أبويا.. ود حاج أنا جيبت أزور ومني ليك.. (عيش) (حب) للطيور لي تجيبوا خطيبي في دور يضوي بيتنا يلالي بالنور فنحن بحاجة لمعرفة هذا الإرث التاريخي والديني وقبل هذا وذاك الاستفادة من الإمكانيات والنيل الخالد.