كشفت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان عن رغبة الكونغرس الأمريكي في إرسال قوة خاصة لاعتراض طائرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والقبض عليه في رحلته الحالية إلى دولة الصين، وقال رئيس اللجنة مهدي إبراهيم إن اجتماعاً عقدته اللجنة الفرعية للشؤون الأفريقية بالكونغرس منتصف يونيو الحالي تبنى دعوة رئيس اللجنة كيسس ميث والنائب دونالد بين إرسال قوة أمريكية خاصة لذلك، الأمر الذي اعتبره مستشار رئيس الجمهورية غازي صلاح الدين مخالفة للقانون الدولي، وقال: «لو أن هناك محكمة دولية محترمة لحاكمتهما على الدعوة الصريحة لخرق القانون الدولي». ودعا غازي إلى إعادة النظر مستقبلاً في منح أمريكا دور الوساطة في المشكلات السودانية، وقال إن تجربتها مع الحركة الشعبية لم تكن مشرفة. في وقت طالب فيه رئيس مستشارية الأمن السابق صلاح قوش بعدم التعامل مع أمريكا كجسم واحد، ودعا إلى تحييد مؤسسات صنع القرار على غرار ما قال إنه فعله سابقاً بتحييد الأجهزة الأمنية الأمريكية من الصراع ضد السودان، وقال إن هناك نواباً أمريكيين يكنون عداء أيديولوجياً للسودان. وأعلن رئيس البرلمان مولانا أحمد إبراهيم الطاهر إرجاء مشروع قانون للرد على ما سماه عدوان الكونغرس على السودان للأسبوع المقبل، واتهم الإدارة الأمريكية بالكيل بمكيالين في تعاملها مع حكومة السودان والحركة الشعبية، وقال إن الأخيرة تفتح لها الأبواب وتعامل كمعاملة الرؤساء، في الوقت الذي ترفض فيه زيارة الرسميين من الحكومة السودانية، وطالب الطاهر وزارة الخارجية بمراجعة السياسات القديمة، ودعا إلى تجديد النظر في مناهج تعاملها مع الإدارة الأمريكية. وقال مهدي إن الكونغرس عقد نحو (734) جلسة تمخضت عن (25) قراراً حول السودان، واعتبرها قرارات حرب أكثر منها قرارات سياسية عادية، قال إن الغرض منها تهيئة المسرح الأمريكي لقبول القرارات التي يصدرها البيت الأبيض ضد السودان. ودعا مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان إسماعيل لمعاملة أمريكا بالمثل وقال إن على البرلمان السوداني المبادرة بزيارة أمريكا ومقابلة اللجنة الأفريقية وفي حالة عدم قبول الزيارة أن تمنع زيارة الأمريكيين، واستدعى إسماعيل تعامل له سابق مع الأمريكيين، قال إنه منع من خلاله الدبلوماسيين الأمريكيين من التحرك في أكثر من دائرة قطرها (25) كيلومتراً من القصر الجمهوري، والحجز على أرصدتهم في البنك المركزي. فيما قال القيادي بالمؤتمر الوطني الخبير بالدوائر الأمريكية الدكتور قطبي المهدي إن الذين ينتظرون تعاطفاً أمريكياً عليهم تذكر الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي وأضاف أنه ليس هناك ما يبرر عداء أمريكا للسودان.