ارتبط اسم عميد الفن أحمد المصطفى بالشاعر حسن عوض أبو العلا وعبدالمنعم عبدالحي كثيراً وغنى للأول العديد من الأغنيات، أشهرها «سفري» وللثاني أشهرها «فارق لا تلم» وعندما لحن أغنية «راحل مقيم» للشاعر المصري أحمد رامي كانت نقلة جريئة للعميد للغناء بالفصحى. ويحكى العميد أنه كان من أشد المعجبين بالموسيقار محمد عبدالوهاب وكان يتهيب لقاءه خشية أن يكون في مزاج غير (رايق) خوفاً من أن تتبدل الصورة الزاهية. وكان العميد حريصاً على الاحتفاظ بهذه الصورة الجميلة لعبدالوهاب، وفي مقابلة من العيار الثقيل التقى عميدنا مع الشاعر عبدالمنعم عبدالحي والشاعر أحمد رامي في أوبرج الأهرام وعندها أشاد أحمد رامي بأحمد المصطفى وهنأه على اللحن الجميل الذي أدى به أغنية «راحل مقيم» ومن حسن الصدف أن اعتذر رامي بأنه على موعد مع عبدالوهاب وكانت سانحة للأستاذ أحمد المصطفى ليخبر رامي بأنه يود مقابلة عبدالوهاب وكانت لقيا أعمدة الغناء السوداني والمصري وفي تلك الأيام توطدت أواصر العلاقات وأثمرت اسكتش غنائياً؛ أغنية «رحماك يا ملاك»، ديتو مع المطربة صباح، وقبلها اسكتش أغنية (قربه يجنن) مع الراقصة فيفي سلامة وسفراء ورجال أعمال، وجاءت الأنباء من السودان إبان وجود العميد في القاهرة أن حسن عطية غنى للخرطوم. وكان التنافس بين حسن وأحمد حاداً وشريفاً وكل له جمهوره وعلى الفور أصر أحمد المصطفى على شاعرنا عبدالمنعم عبدالحي أن يغني لأم درمان كما غنى حسن عطية للخرطوم فكانت الدرة «أنا أم درمان»، وإبان وجود العميد في لندن التقى الشاعر الفذ صلاح أحمد محمد صالح والأديب الأريب الطيب صالح وكانت مبادرة من الطيب صالح للشاعر صلاح وقد فاض بهما الحنين للوطن فكانت رائعة العميد والشاعر صلاح «نحن في السودان» ولم يقتصر الأمر على هذا بل أصر الطيب صالح أن تلحن في نفس اليوم وفي خلالها طلب أحمد المصطفى مهلة وكانت ست ساعات كافية ولحنها بإحساسه المرهف وسجلت في نفس اليوم في الإذاعة البريطانية، وتم بثها وبقيت على هذا اللحن إلى يومنا هذا.. كم أنت عظيم يا عميد الفن وكم كان السودان جميلاً في أعيننا وأعين الغرباء بفضل ما يتمتع به السوداني من كريم الخصال. ألا رحم الله «الراحل المقيم» أحمد المصطفى لما خلفه من ذكرى عطرة، لكل من عاش عصره وتذوق فنه الراقي وعشت يا سوداني. الطاهر إبراهيم الطاهر «أبو هدى» تلويح: ولا زلنا نفرد الاندياح للعم «الطاهر إبراهيم» تقديراً لولعه الكبير والنادر في هذا الزمان بفن العميد «أحمد المصطفى» الذي تشبعت به وجدان ذلك الجيل المخضرم فارتسمت ملامح روعتهم وعمقهم ونقائهم على كل شيء، وأحسب أن العم «الطاهر» من ذلك الجيل النقي صاحب المبادئ والقيم من فرط ما لكلامه من عذوبة وسلاسة تجعلني أتساءل عن السبب وراء عدم امتهانه الكتابة منذ زمن؟ مع تحياتي وجزيل شكري ولا زلنا ننتظر المزيد من هذه المعلومات القيمة والذكريات الجميلة. ودمتم.