قال: بالضرورة الاديب ضمير شعبه وضمير أمته وبالتالي يمكن ان يعبر عن آمالها واحلامها وحيواتها الانسانية والوطنية، وعلى خلفية هذا التعريف سيكون للجنوب ادبه وثقافته الخاصة بتجربة انسانه المختلفة. ومن هنا يمكن ان يتم تعريف وتحديد هذا الادب باعتباره ادب شعب جمهورية السودان الجنوبي. أما في ما يتعلق بماضي حركة الثقافة والادب في الجنوب داخل اطار السودان الموحد السابق. قال الاستاذ عبد المكرم: فإننا يمكن ان نقول بأنه عانى الغياب طوال السنوات والعقود الماضية، وذلك بسبب الحروب الاهلية التي لم تتوقف وعانى منها الجنوبيون والادباء الجنوبيون الامر الذي اضعف حركتها ولم تنهض بالمستوى المطلوب، ولهذا بعد قيام جمهورية السودان الجنوبيالجديدة يمكن ان تزدهر حركة ثقافية وفنية وابداعية وفكرية في هذه الدولة الجديدة. القاصة دكتورة استيلا قاتيانو: السؤال نفسه حمال اوجه بحيث يمكن ان أجيب أنا وامثالي بان هنالك شرخاً ثقافياً سيحدث في الثقافة السودانية لأني أؤمن واحترم كل المكون السوداني، واعترف اكثر باهمية وخصوصية كل مكون ثقافي، وان كل واحد منهم هو عبارة عن خط أو لون في لوحة الارض التي تسمى السودان، وربما يرى آخرون ان الثقافة السودانية الآن اصبحت جميلة وجذابة وان من ذهبوا كانوا يمثلون شرخاً، ولكنني لا أنسى مجهود المثقفين بأنهم كانوا أول من انتبه إلى مسألة البعد الثقافي في المشكلة السودانية كالفنانين والمسرحيين والروائيين والقصاصين وغيرهم من المبدعين. وأما عن دوري فسيكون مثل دور أي مواطن تجاه الوطن وناسه وبالتأكيد سوف اسخر قلمي لخدمة قضايا الدولة الجديدة. وعموماً الكاتب لا ينتمى إلا لكلماته وتلك الكلمات لا تعترف بالحدود والجغرافيا ولا الجنسيات ولا اللغات طالما انها تستطيع الابهار والصمود لو تم ترجمتها لأي لغة أخرى. د. عبد الله صالح: أنا من العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، هذه الوحدة الوطنية الثقافية الحضارية المؤودة وذلك لأن الدرس الألماني البليغ قد استمر لأكثر من سبعين عاماً من الانفصال بين ألمانياالشرقيةوألمانياالغربية في حضور حائط برلين التراجيدي، ولكن استقرت الوحدة في رحم الفكر والعقل و«الروح» الالماني فصارت المانيا موحدة، بل هي الأقوى على الإطلاق الآن كما اجتمع وكذلك دولة مبدعة في مجال صناعة المرسيدس وكرة القدم وغيرها من البصمات الشاهدة بأن وحدة الثقافة ووحدة الوطن هي البصمة الكامنة في قلب الهوية والقادرة على ان تحقق للدولة القوة والمناعة الطبيعية التي بها تتجه بخطى واثقة في المحن والانقسامات والحروب إلى رحاب المستقبل. اقول قولي هذا وانا متفائل جداً ما دمت محسوباً على قبيلة المثقفين وفصيلة الباحثين ومن جرى مجراهم من الكتاب والاكاديميين؛ فمنهم وإليهم اتفاءل بأننا سنعمل على ان نستخلص الدرس الالماني ونستقطر جميع دورس وعبر التاريخ ونستنبط ابهى أشكال الحكمة لكي نقوم بتسويقها والترويج لها عبر المنتديات الثقافية والمؤتمرات واللقاءات والكتابات لعل وعسى المقبل من الأجيال يجد فيها البلسم الشافي لعلاج جروح وقروح هذا الوطن الذي هو الأغنى بتراثه وحضارته والاقوى بالتعدد والتنوع والاقدر على ان يتقدم نحو المستقبل بخطى واثقة رغم ما نشاهده اليوم من تداعيات وقشور سياسوية وايدولوجية متهافتة ومتساقطة كما تتساقط اوراق الخريف. اقول قولي هذا دوماً الطريق تصنعها الاقدام.. الاستاذ الباحث والناقد شول دينق: يرى ان السودان ظل طوال عقوده يحمل فكرة التنوع والتعدد الثقافي، وهذا التنوع تمايزت فيه ثقافتان هما الثقافة العربية الاسلامية والثقافة الافريقية، هاتان الثقافتان ظلتا في حوار مستمر إلى ان حدث تمازج وخلق ما كان يمكن ان يعرف بالثقافة السودانية الهجين ولكن ظل العامل السياسي يعمل على تركيز الثقافة العربية والاسلامة مما أدى إلى تركيز الثقافات السودانية الأخرى في نطاق محلياتها، وبالتحديد ثقافة الحزام الافريقية المرتكزة في جنوب السودان. وذهب إلى القول: «وأعتقد أن انفصال الجنوب عن الشمال سيؤدي بالتأكيد إلى تطور الثقافة الإفريقية الموجودة في جنوب السودان وازدهارها». وأما في ما يتعلق عن دورهم كمثقفين جنوبيين في الدولة الجديدة قال الأستاذ الباحث شول دينق: «إننا سنعمل على إبراز قيم الثقافة الافريقية وخلق حوار ثقافي بين الثقافات الافريقية الانسانية المختلفة، لأن الثقافة الإفريقية ظلت طوال العقود الماضية في نطاق ضيق سوف نحاول قدر الإمكان أن ندفعها إلى العالمي، وذلك بتشجيع كل المنتجين للثقافة من فنانين غنائيين وفنانين تشكيليين ومسرحيين وغيرهم من المبدعين، وأكد أن هؤلاء سوف يجسدون ثقافة الجنوب في دفعهم بالمشاركة في المهرجانات والاحتفالات العالمية حتى تستطيع الثقافة الجنوب سودانية من خلق حوار آخر مستمر مع الثقافات العالمية.