هكذا أخي أبشر، يتدفق كل أسبوع الناس إلى ضاحية الفردوس شمال بمختلف مشاربهم الفكرية والثقافية.. واختلاف قبائلهم وأجناسهم وأعمارهم، رجالهم ونسائهم في ضيافة شيخ الصافي وآل قشي ومن بين الحضور رجل أبيض متوسط القامة تقدم به العمر في العقد السابع.. يصافح الحضور فرداً فرداً تجده دائم البِشْر، له صوت عذب، يردد آيات من الذكر، وبين الحين والآخر يرفع صوته بعبارة (مخيّر الله). ولكن أيام العمر قليلة وإن طالت السنوات، غاب عنا الشيخ محمد أحمد وديدي فاكهة مجلس الرقائق وإمام مسجد أبو حمامة المحطة، وحفيد الشيخ وديدي في رحلة نرجو أن تكون عامرة بالرضاء والغفران. تعددت مواضيع المنتدى وتشكّلت القضايا المطروحة مثل الماء في القرآن، والتأمل في عالم النمل، والتفكر في خلق الإبل والنجوم وأسرارها، والجمال والقرآن ومصارع الجبارين وتأملات في الصلاة وحديث جزل عن الهجرة بين التخطيط وكمال التوكل، وكان المشاركون من أهل المعرفة بروف محمد عبدالله الريح، بروف محمد سعيد، بروف أحمد عبدالعال «رحمة الله عليه»، بروف حسين جمعان، بروف أبو عائشة ودكتور محمد الأمين (المتجهجه الأممي)، ومن أهل الثقافة د. إسماعيل حاج موسى، د.معتصم عبدالرحيم، بروف أحمد أبو سن والوزير الشاب السموأل خلف الله وبابكر حنين، محمد حامدآدم، أحمد خضر وأهل الإعلام، الراحل حسن ساتي، مصطفى أبو العزائم، الطاهر حسن التوم، الفنان المخضرم عبدالرحمن عبدالله، الجيلاني الواثق، خالد الصحافة وعلي صبري. والراحل علي الشاعر ورفيق دربه الأمين القرشي لهم المغفرة والرضوان حين شق صوتهم الصهل المكان في دفء من المشاعر في رائعة الشيخ صالح ود الأمين. شوقك شواني٭٭ طه عافيت الجاني وفي لطف يدخل علينا الأستاذ علي عثمان محمد طه، بلا حرس ويجلس دون أن يشعر به أحد، وحين يلملم شيخنا الصافي جعفر أطراف الحديث عن يوسف بين الزنزانة والقصر يقول شيخ علي أتيت مستأنساً ومتتلمذاً ولا يزيد على ذلك. جلس في وسط الحلقة الأنصاري سعادة اللواء معاش الهادي بشرى يردد مع القوم دعاء الإمام محمد أحمد المهدي في ختمة القرآن، والمجلس يؤمن على كل دعوة والقبول من عند الله. ومن رواد المجلس شخوص لا تعرفهم إلا بأشكالهم بسطاء فيهم صدق حيران الخلوة حين يوقدوا بنيرناهم للقراية، يأتون من كل فج، من العيلفون والدبيبة والكدرو والكاملين وجبل أولياء وكبوشية وكلي وكريمة وكادُقلي وغيرها. يشارك عدد من الدبلوماسيين مثل سفراء مصر والمغرب وإيران وجاليات من السعودية وأمريكا والهند وغيرهم. المكان يسع لأهل التصوّف والسلفيون والمدارس العلمانية بمختلف مدارسهم وطلاب وعمال وترابلة ومهنيون. تنقّل المنتدى بين منتديات الخرطوم المماثلة «منتدى البرير الثقافي» وراشد دياب وأروقة وأم الشهيدين وغيرها من منتديات الثقافة التي عمل معها في توأمة. عشر سنوات من عمر المنتدى سجلت في خزانة تاريخ الثقافة السودانية الحلقة رقم مائتين من منتدى الرقائق ترسم معالم في طريق المعرفة في شتى مناحي الحياة تنحت شخوص وأماكن في ذاكرة الزمان. محمد علي الإمام قنديل