رصد : حسن عبد الحميد / الهادي محمد الأمين درج منتدى الرقائق الذي يقيمه المهندس الشيخ الصافي جعفر على إقامة العديد من المناشط الفكرية التي تسلط الأضواء على القضايا المهمة المرتبطة بحياة الناس ويحاول خلالها المزاوجة مابين السند الشرعي والواقع الظرفي وربط قضايا العصر وردها للأصل وكانت الحلقة السابقة التي أقامها بداره الفسيحة بضاحية الفردوس شمال عن عالمية الرسالة وخصائص الأمة الإسلامية والمرحلة التي تمر بها البلاد والتحديات المواجهة للعباد . وابتدر الحديث الذي حضره عدد من المثقفين والمهتمين بقضايا العمل الإسلامي ومن ضمنهم الأستاذ ربيع حسن أحمد ومحمد أحمد جحا واللواء الهادي بشرى وجمع غفير من الأكاديميين والعاملين في الحقل العلمي وقال الشيخ الصافي جعفر إن حكمة الله في الأرض اقتضت أن يكون التمكين للمسلمين وأن كل الكائنات لها علاقة مع الله وكلها تسبح بحمده وتنسجم مع الكائنات ما عدا الكفار فهم نشاذ في هذه (الاوركسترا)... مستدلا بأن ابن عمر قال كنا نسمع تسبيح الطعام ... وأضاف الشيخ الصافي جعفر أن سيدنا سليمان له ارتباط خاص مع النملة عبر خط ساخن فك بها شفرة الحديث وانفعل بقضيتها بشكل درامي تمثل في قوله تعالى ( فتبسم ضاحكا من قولها)... وأوضح المهندس الصافي أهم مقومات الرسالة باهتمامها بالإنسان بشكل مطلق حيث كرّمهم بالخلق وخصهم بالاهتمام بعد أن كان الكون قاصرا على المخلوقات من غير البشر وأعطاه الاختيار وجعل الأنبياء قادة للناس ليبلغوا الدين العالمي ... وذكر الصافي جعفر حجج الكافرين في إنكار الله تعالى وساق ردود الله سبحانه على المنكرين وكيف استطاعت الحكمة الالهية إقناع الكثير عبر الآيات الكونية المنظورة والآيات القرآنية المنثورة والمسطورة في القرآن الكريم ... وقال حتى الكفار هم عبيد الله رغم كفرهم .... وحذر المهندس الصافي جعفر من المنهزمين وقال إن المطلوب هو علو الهمة والانفعال بأمر الأمة، مشيرا الى أن العلم كواحد من أسس الرسالة هو لغة عالمية وأن الدين في جملته يعتمد على العلم ويقف ضد الجهل والأمية وأن الاكتشافات التي تمت هي ظاهرة قرآنية ... مستندا بقوله تعالى (فانظروا كيف بدأ الخلق ..) وقال ان انظروا وكيف هي دلالات العلم التجريبي في الرؤية المشاهدة وهو أمر عقدي مرتبط بالايمان ...(أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت)..مشيرا الى أن العلم الذي ظهر في الغرب هو في الأصل مرده للإسلام ... وأوضح المهندس الصافي جعفر المعجزة القرآنية في قوله تعالى :( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) كدلالة على أن القران لا تقضي عجائبه ...وبقدر اتساع العلم يزيد الإيمان والقناعة بأن الأمر كله بيد الله تعالى ...وقال إن الأشياء كلها يشترك فيها كل الخلق وليس المسلمين فقط مضيفا أن الجمال أيضا لغة عالمية لأنه يأسر كل الناس وأن القرآن الكريم كثيرا ما يتحدث عن الزينة والبهجة والجمال مثل ما ورد في الآية الكريمة في سورة (ق)..( والنخل باسقات لها طلع نضيد) وقال إن الآية فيها علم المنطق وقناعات البداوة مع قناعات المثقفين فاستدل بكلمة( السماء) كمشهد عام يعرفه العامة والخاصة وأورد كلمة(بنيناها ) ليجمع الحقيقة العلمية مع الملحظ الجمالي في تناسق فريد للاستدلال على علمية وعالمية الأشياء ثم أردف أن الأرض (مددناها وألقينا فيها رواسي) فالله تعالى يلقي جبال الهملايا كما يلقي الانسان (حب الذرة) وأضاف الملحظ الجمالي بقوله (وزيناها وما لها من فروج ) ....(وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) وقوله تعالي (جنات وحب الحصيد) إشارة للمحصول النقدي والتركيبة المحصولية ... وفي منحي عميق يذكر الشيخ الصافي جعفر أن الاسلام أبدع في تصويب مسيرة البشرية عبر توجيههم بصورة حضارية للارتقاء بهم وحدث ذلك في تسديد خطى الصحابة فأصبحوا كأنهم ملائكة يمشون على ظهر الارض ... ذلك لأن (خير أمة ) تقتضي التوجيه فجاءت الآيات فيها ما فيها من المعاتبة كمؤشر لإثراء الحوار والنقاش وتطوير التجربة من خلال تصحيح المنحنيات والمنعرجات ... وقال إن من طبائع الناس السهو والغفلة فلا بد من التنبيه عبر المحاسبة وبالفعل فإن التصويب ارتقى بالصحابة حتى حققوا الانتصارات وتمددوا شرقا وغربا وجنوبا وشمالا من شبه الجزيرة العربية ...ويشدد الشيخ الصافي جعفر أن أهل المطبخ السياسي يحتاجون لمن ينصحهم مضيفا أن التصويب مع الشفافية والمصداقية عناصر مهمة لتطوير مسار الأمة ...وقال المهندس الصافي جعفر إن التجربة البشرية تشكل زادا للمسلمين للاستفادة من الأخطاء وتجاوز السلبيات والاستمرارية في النجاحات والمكاسب .... وأوضح الصافي جعفر أن نهاية الممالك لا يعني نهاية الإسلام كرسالة خالدة لأن الإسلام لديه حصانة من الانهيار وقال إن الغرب بعدما قضى على الدولة العثمانية توهم أنه قضى على الإسلام وأن دين محمد قد تلاشى حتى فاجأته الحركات الإسلامية بظهورها على أنقاض الدولة العثمانية وتمددت في كافة أرجاء العالم واستطاعت تحقيق المزيد من الكسب لصالح الإسلام لوجود التواصل بين مختلف المسلمين في العالم ... وأكد الشيخ الصافي جعفر أن الحركة الإسلامية بالسودان متجددة استطاعت مواكبة الحاضر واستجابت للتحديات ونجحت في الاستمرار في الحكم ... وقال إن التجربة السودانية تفوقت على مثيلاتها في العالم الإسلامي حينما حافظت على البلاد ضد السياسات العدائية من الغرب ...ودعا الصافي جعفر خلال ختام المنتدى لتوسيع الماعون والإطار لاستيعاب كافة منظومات العمل الإسلامي بتياراته المختلفة وتوليف ذلك عبر جبهة عريضة تستطيع الإبقاء على جذوة الإسلام بالبلاد... هذا وشهد المنتدى العديد من المداخلات التي أثرت الندوة وطالب المتحدثون بالمزيد من المنتديات التي تناقش القضايا التي تطرأ على الساحة بصورة عميقة وفي مساحة أوسع يستقطب لها عددا من الرموز لإعطاء المزيد من الإيضاحات والإضاءات حول المسيرة القاصدة بالسودان....