قال أمين عام المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي إن «الانفصال مأساة بالنسبة لنا والله والمجتمع والتاريخ يحكم علينا، فمنذ الاستقلال بدأت نذر الانفصال تظهر ولكن السياسيين لم يتعمقوا فيها قبل أن تستفحل فبدأت تتفاقم وكل شخص أصبح يكيل عليها بدلاً من أن يعالجها»، وذلك في سياق رده على أسئلة صحفيين حول استقلال جنوب السودان. من جهة أخرى علمت (الأهرام اليوم) أن السلطات الأمنية المصرية بالتنسيق مع المؤتمر الشعبي وضعت خطة لتأمين أمين عام الحزب د. حسن الترابي ووفده الذي يزور القاهرة، وشملت تعزيز الإجراءات حول محيط فندق مريوت بضاحية الزمالك وتحركات الوفد وسط العاصمة في برنامجه للقاء رموز المجتمع المصري. وتشمل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المخابرات المصرية تأمين الدائرة الخارجية ويتولى طاقم حماية الشيخ الترابي القادم من الخرطوم حراسته ومرافقيه، ولا تتدخل السلطات الرسمية في البرنامج السياسي لوفد المؤتمر الشعبي، بحسب مصدر أمني مصري مسؤول قال ل(الأهرام اليوم): «لدينا علم بزيارة الشيخ الترابي إلى القاهرة منذ زمن طويل ونسقنا مع أحد قيادات الشعبي بذلك الخصوص، وأبلغناهم برفع أسمائهم من قوائم الممنوعين من الدخول بعد زوال نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك». وكان المتحدث الخارجي باسم (الشعبي) المحبوب عبد السلام التقى قيادات من المخابرات المصرية في عهد رئيسها السابق اللواء عمر سليمان بخصوص العلاقات ما بين السودان ومصر وموقفهم من الدكتور الترابي آنذاك. لكن تغير الأحوال السياسية في مصر جعل المخابرات تستقبل الترابي ووفده. وأدى الترابى صلاة الجمعة أمس بجامع الأزهر الشريف وقال للصحفيين: «سأحاول خلال الزيارة التعرف على الشعب المصري بعد ثورته الأخيرة فأنا أحتاج إلى معرفة البيت المصري من الداخل خاصة بعد غيابي عنه لفترة طويلة». وكان الأمين العام للمؤتمر الشعبي ذكر ل(الأهرام اليوم) بعد لقائه المرشح المحتمل للرئاسة المصرية الدكتور محمد البرادعي الخميس الماضي أنه لا يعرف ما هي رؤية السواد الأعظم من الشعب المصري حول انتخاب شخص بعينه لرئاسة الجمهورية، مضيفاً أن هناك نواحي أخرى لاختيارات الناس وجميعها ليست واحدة، مؤكداً أن البرادعي جدير بأمانة وقوة السلطة، وقال الترابي: «تطرقنا إلى مدنية الدولة، ومصر لها تقاليد وأعراف دينية معروفة في التاريخ، ولكن إن لم تتجل في سياسات ومناهج وبرامج بينة يمكن من خلالها عمران الطاقات المتفجرة الحالية ستندفع بشكل هوجائي وفوضوي»، ولفت إلى أن «الدولة الإسلامية الأولى في المدينة كان بها يهود ومسلمون ودستور واحد جميعهم موقعون عليه وتعايشوا جميعهم معاً ووزعوا السلطة في ما بينهم، وتمت مراعاة جميع حقوق الإنسان بمن فيهم النساء». وحول دعوته للبرادعي إلى زيارة السودان قال: «البرادعي الآن في هم وهنا توجد فترة انتقالية قصيرة بها هموم كثيرة»، مبيناً أنه على أرض مصر ليتبين كل ما يتجلى من طاقاتها التي كانت محجوبة عنه، مؤكداً أنه لابد أن يوجد إجماع بين المصريين على عدد من الأمور الكلية ثم لا مشكلة هناك إذا حدث تباين في الاجتهادات لجميع الرؤى، على حد قوله، واصفاً رؤية البرادعي تجاه مصر بأنها إحدى الرؤى النيرة.