قال الأمين العام للمؤتمر الشعبى الدكتور حسن الترابى ، انه لا يعرف ما هى رؤية السواد الأعظم من الشعب المصرى حول انتخاب شخص بعينه لرئاسة الجمهورية، مضيفا «هناك نواحى أخرى لاختيارات الناس وجميعها ليست واحدة»،الا أنه عاد ليؤكد أن محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية جدير بأمانة وقوة السلطة، على حد تعبيره. وتوجه الترابي، عقب صلاته «الجمعة» بالجامع الأزهر الشريف إلى ميدان التحرير، ، مؤكدا أنه حضر ليلتحم مع الشعب المصري مثلما كان يفعل في السودان. وأوضح الترابى، فى تصريحات خاصة ل»اليوم السابع»،عقب مقابلة مع البرادعى فى القاهرة مساء أمس الاول الخميس، انهما تطرقا الى مشكلات مصر بأبعادها الوطنية والعالمية، مضيفا «الفترة الانتقالية التى تشهدها مصر حاليا تحتاج لوعى شديد جدا حتى تستقر الأوضاع». وأشار الى أن البرادعى لديه رؤية واسعة للعلاقات المصرية السودانية ولا ينغلق، وتابع: «فهناك شخص يمشى مكبا على وجهه، وآخر يمشى على الصراط المستقيم ولكن البرادعى واسع الأفق». واكد الترابي ان اللقاء التطرق الى فكرة مدنية الدولة وتطبيق الإسلام السياسى فى مصر،وقال ان مصر لها تقاليد وأعراف دينية معروفة فى التاريخ، ولكن لم تتجل سياسات ومناهج وبرامج بينة يمكن من خلالها عمران الطاقات المتفجرة الحالية والا ستندفع بشكل هوجائى وفوضوى»،ولفت الى أن الدولة الإسلامية الأولى فى المدينة كان بها يهود ومسلمون ودستور واحد جميعهم موقعون عليه وتعايشوا جميعهم معا ووزعوا السلطة فيما بينهم، وتمت مراعاة جميع حقوق الانسان بمن فيهم النساء. ومضى يقول: «هذه البنى الأصيلة التى كانت موجودة لابد لنا من تطويرها بنفس القيم والمعانى، ولكن على العكس من ذلك نجد أن السلطة تأتى بالوراثة وكل شخص متعلق بشيخ أو طائفة شيعة أو سنة». وحول دعوته للبرادعى لزيارة السودان، قال: «البرادعى الآن فى هم وهنا توجد فترة انتقالية قصيرة بها هموم كثيرة»،وقال انه على أرض مصر ليتبين كل ما يتجلى من طاقاتها التى كانت محجوبة عنه، مؤكدا أنه لابد أن يوجد اجماع بين المصريين على عدد من الأمور الكلية ثم لا مشكلة هنالك اذا حدث تباين فى الاجتهادات لجميع الرؤى، على حد قوله، واصفا رؤية البرادعى تجاه مصر بأنها احدى الرؤى النيرة. وردا على سؤال حول نصائح معينة الى مصر، قال: «أنا لا أحب أقول نصيحة فأنا لست مفتياً ولكننى أتحدث عن تجارب رأيتها فى العالم والسودان وبلاد أخرى فى أفريقيا وغيرها، والمصريون يعلمون هذه التجارب وعبرتها وعظة الحياة». وحول استقلال جنوب السودان، قال: «الانفصال مأساة بالنسبة لنا ،والله والمجتمع والتاريخ يحكم علينا، فمنذ الاستقلال بدأت نذر الانفصال تظهر ولكن السياسيين لم يتعمقوا فيها قبل أن تستفحل فبدأت تتفاقم وكل شخص أصبح يكيل عليها بدلا من أن يعالجها حتى أصبحت»،واستطرد: «وقبل أكثر من سنة من الآن زرت الجنوب كله وقلت للناس لقد أصبح التوجه وطنى استقلالى اجماعى، ولا يجرؤ أحد حتى لو كانت عنده أشواق وأعمال وتاريخ فى الشمال على أن يعبر الا عن هذا الرأى والا يكون خائنا لوطنه ولأهله». وعن استقبال مصر له، بعد 23 عاما من المنع على خلفية اتهامه بتدبير حادثة اغتيال الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى أديس أبابا، قال: «كنت مطمئنا لزيارتى لمصر قبل مجيئى اليها، وأحيانا أتقابل مع بعض المصريين المتواجدين فى السودان ولذا فمصر لم تكن مغيبة كلها عنى، وأكيد أنا فى أرضى الآن وأشعر بأننى المضيف ولست الضيف». وزاد «لا يوجد بلد عربى أعرفه أطمئن فيه ونفسى ترتاح فيه مثل مصر، وهذه ليست مجاملة مقارنة بدول أخرى، فكل حاكم لا يحب الكلام الذى يخرج من سلطاته وهيمنته على البلد ورجعيته فى الفكر». وأكد أنه سيتقابل وجميع القوى السياسية والنخبة المصرية والصحف، كما سيلقى محاضرات عامة، معربا عن تمنياته بمقابلة كل مصرى، بمن فيهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى.