وهو الاسم الآخر لحرب أكتوبر 1973م، فقد وافق نشوبها يوم العاشر من رمضان وأصبح لها اسمان هما (6 أكتوبر والعاشر من رمضان)، لكن الاسم الأول هو الأكثر شهرة وتداولاً وقد يبدو أمراً غريباً أن يكون تعوّد الناس في بلد عربي مسلم هو مصر وفي المنطقة من حوله على التقويم الميلادي أقوى من تعودهم على التقويم الهجري. ويسرى ذلك على السودان الذي «تُطبّق» فيه الشريعة الإسلامية! وكان الأداء العسكري المصري في حرب أكتوبر 73 أفضل منه في كل الحروب السابقة التي خاضها الجيش المصري ضد الجيش الإسرائيلي فقد عبر قناة السويس ورفع العلم فوق شبه جزيرة سينا وارتفعت معنويات المقاتلين وعادت إليهم ثقتهم في أنفسهم وكبروا في عيون شعبهم الذي ارتفع تقديره لهم منذ تلك اللحظة إلى أعلى الدرجات ولم ينخفض هذا التقدير حتى بعد أن اتخذت الحرب مساراً آخر بعبور الإسرائيليين للقناة من الشرق إلى الغرب ومحاصرة مدينة السويس ثم مفاوضات الكيلو 101 على طريق القاهرةالسويس ثم مفاوضات فض الاشتباك الأول والثاني مروراً باتفاقات كامب ديفيد عام 1978م وانتهاءً بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي وقّعها في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعاصمة واشنطن الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن يوم 26 مارس 1979م. لم تنخفض نظرة الشعب المصري منذ حرب أكتوبر رمضان لجيشه العظيم وظلت عالية رغم تلك التنازلات لأنه كان يعرف أن القيادة السياسية هي المسؤولة عن ذلك. وكان ملاحظاً أن مصير معظم قادة هذه الحرب الكبار كان مأساوياً، فأنور السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة قُتل في يومه الأثير 6 أكتوبر 81 في حادث المنصة بمدينة نصر بالقاهرة، والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الأركان أُعفيَ من منصبه والحرب لم تبرد بعد وعُيّن سفيراً ثم استقال وعاش فترة من عمره في الجزائر ولمّا عاد إلى وطنه في عهد الرئيس مبارك أُقتيد إلى السجن وأمضى فيه بعض الوقت وجرى تعتيم كامل لدوره الكبير في حرب أكتوبر 73. وأُقصيَ أيضاً مدير العمليات الفريق محمد عبدالغني الجمعي وعُومِل معاملة غير كريمة. وهناك ضباط آخرون كبار كانوا في صدارة مقاتلي وأبطال حرب أكتوبر رمضان منهم الفريق أحمد بدوي وزير الدفاع لقوا حتفهم إثر تحطم طائرته هو ورفاقه وقد أثار ذلك الحادث كثيراً من الأقاويل. ومن قادة حرب أكتوبر رمضان الكبار اللواء الطيار محمد حسني مبارك قائد السلاح الجوي، صاحب الضربة الجوية الأولى، وقد بالغ أنصاره في تضخيم دوره في تلك الحرب وأسرف خصومه في تقزيم ذلك الدور لكنه كان فعلاً أحد أبطال حرب أكتوبر 73 وقد أصبح رئيساً للجمهورية وحكم مصر ثلاثين عاماً ثم ثار المصريون ضده وأطاحوا بنظامه وانتهى به المطاف في قفص الاتهام، وقد يكون مصيره الإعدام.