{ «صن تزو» الفيلسوف الصيني والمرجع الأكبر في مجال الإستراتيجيَّات الحربيَّة، قال في كتابه المهم (فن الحرب) النظريَّة التالية: (إذا كان عدوك في حاجة إلى هدنة، فلا تمنحه إيَّاها، فالهدنة هنا تعني المزيد من المتاعب)!! { الكثير من الرؤساء والملوك والقادة العسكريين والسياسيين في العالم قرأوا كتاب (فن الحرب)، وعملوا بنظريَّاته. تحتاج قيادتنا السياسيَّة والعسكريَّة في السودان أن تأمر بطباعة (فن الحرب) لتوزِّعه على القادة السياسيين والعسكريين من رجال الصفيْن (الأول) و(الثاني). { قيادتنا منحت المتمرِّد «عبد العزيز الحلو» (هدنة) هو في أمس الحاجة إليها!! منحته إيَّاها قبل أن تصل قواتنا المسلحة معقل التمرُّد الرئيسي والتاريخي في «كاودا»..!! { كنَّا، وغيرنا، سندعو السيد الرئيس «البشير» وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى منح (السلام)، فرصة، وإعطاء جيش الحركة (هدنة)، ولكن بعد أن يتم (تحرير) كل «سنتميتر» في جبال النوبة من (جيوب) التمرد، أما وأنَّ (الجيوب) ما زالت (مثقوبة) فإنَّنا - لا شك - سننتظر المزيد من المتاعب..!! وربَّنا يجيب العواقب سليمة.. فقد بدأت (الأزمة) في دارفور بذات التفاصيل.. (هجمة).. ثم (مطاردة).. ثم (وقف إطلاق النار).. ثم (هجمة)، ثم (مفاوضات)، ثم اتفاقيَّات، ومنظَّمات، وبيانات وقرارات من مجلس الأمن.. ثمَّ (الدوَّامة) التي نحن فيها الآن..!! - 2 - { بعد اطِّلاعي على تصريح رئيس الجمهوريَّة (الخاص) لجريدة (الأخبار) أمس «الثلاثاء» وفيه قال: (إنَّ تجاربنا مع الصادق المهدي غير مشجعة)، وتأكيداته القاطعة بأنَّه (لا منصب رئيس وزراء في الحكومة الجديدة.. والجمهوريَّة الثانية ستمضي رئاسيَّة).. تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن حكومة (القاعدة العريضة) المنتظرة، لن تكون عريضة.. ولا طويلة.. ولا سمينة.. ولا يحزنون..!! بل ستكون قصيرة، أو (مربوعة) - كما يقول السودانيُّون - وضعيفة.. وحصريَّة على (المؤتمر الوطني) وبعض مشايعيه من (أحزاب التوالي)، مع تحجيم حجم المشاركة لضرورات (الهيكلة.. وكده)!! وكأنَّنا .. يا «عمرو» لا رُحنا.. ولا جينا..!! { وبناء على ذلك، لا يهمُّ متى سيعلنون تشكيلة الحكومة.. قبل العيد.. وللاَّ بعدو.. ما فارقة..!! أعلنوها.. و(ريِّحونا).. أقصد (مغِّصونا)..!! اللهم إنَّا لا نسألك رد القضاء.. ولكنا نسألك اللطف فيه. - 3 - { بالتأكيد، لسنا في حاجة إلى أن نبحث عن اسم (الوسيط) أو (المسهِّل) الذي جمع الزميل «محمد لطيف» رئيس تحرير (الأخبار) بالسيِّد رئيس الجمهوريِّة.. لأنَّ الأخ «لطيف» .. (متعوِّد).. وعملها كتير..!! «محمد لطيف» مش محتاج لوسيط لأنَّه من (آل البيت)!! وهذا هو الفرق بينه والزميل «ضياء الدين بلال» الذي أغضبته مداعباتنا، فردَّ علينا في (شبكته)، واصفاً إيَّانا ب (متقطِّعي الأنفاس)..!! والحقيقة أنَّ أنفاسنا (طويلة) ومديدة، ونحن كنَّا نبحث، قبل الوسطاء والمسهِّلين، عن (المؤسسيَّة) الغائبة في دولتنا.. المؤسسيَّة التي تفرض على الوزير.. والسفير.. وقبلهما السيِّد الرئيس ونوَّابه ومساعدوه في (القصر) و(الحزب)، متى يتحدَّثون؟ وكيف؟ ولأيِّ جهاز إعلامي، في الداخل أو الخارج. وعندما وصل (رئيس تحرير) صحيفة (خليجيَّة) قبل أشهر إلى «الخرطوم» وقابل السيِّد الرئيس في اليوم التالي، وسافر بعدها مباشرة، قلتُ لعدد من الزملاء: كم يبلغ عدد المطبوع من تلك الصحيفة (الخليجيَّة)؟ ما هو حجم انتشارها؟ وما هو تأثيرها على الرأي العام في المنطقة؟ كانت إجابات الزملاء من الذين عملوا بتلك الدولة: (لا توزيع.. لا انتشار.. لا تأثير)..!! إذن لماذا يجري السيد الرئيس حواراً معها.. ولفائدة من.. وماذا.. وما العائد من ورائه على الدولة؟! { يا أخي.. دعك من الرئيس.. أنا العبد الفقير إلى الله.. رئيس تحرير (الأهرام اليوم) - ودعوني أتنرجس قليلاً أو كثيراً - تتَّصل بي صحف محليَّة، وإذاعات سودانيَّة، وفضائيَّات، بما فيها (الفضائيَّة السودانيَّة)، فأعتذرُ عن الظهور فيها عدَّة مرات، الشيء الذي جعل بعض مراسلي بعض القنوات (العربيَّة) في الخرطوم يتَّخذون موقفاً منِّي، أو كما قال الزميل الأستاذ «طلال إسماعيل»، وهو شاهد على تلك المواقف، فقلت له ذات مرَّة: (أنا أظهر في قناة النيل الأزرق كل أسبوع لمدة عشرين دقيقة، وهي قناة واسعة الانتشار، وفي رأيي أنَّه لا داعي للمزيد)، فردَّ الزميل «طلال» قائلاً وهو ينصحني بأدبه الجم: (لا تردَّ أحداً.. حتى لا يظنوا أنَّك مغرور.. وتترفَّع عليهم)..!! قلت له: (لن أكون سعيداً إذا وصفوني بالتواضع مع الانتشار غير المفيد)!! و(من تواضع لله رفعه) لا تصلح حجَّة في هذه الحالة. { كمواطن سوداني، وليس كرئيس تحرير صحيفة منتشرة، لا يسعدني أبداً أن يتحدَّث رئيس جمهوريَّة السودان لصحيفة لا توزِّع «ألف نسخة»..!! أو حتى «عشرة آلاف»..!! أفهموها زي ما تفهموها.. واعتبروني حاسداً.. أو بقران.. (شايف روحي).. (مفتري).. أيَّ حاجة.. ما مهم.. المهم المؤسسيَّة.. المؤسسيَّة والعدالة.. ولا نامت أعين (المسهِّلين). - 4 - { قدَّمت قناة النيل الأزرق ليل (الاثنين) سهرة باهتة.. وخاوية.. ومسيئة للصحافة والصحفيين في مجموعها العام. منتج السهرة.. ولا أعرف من أين أتى.. ولماذا.. قصد أن يحتفي بما يُسمَّى (خيمة الصحفيين) وهي عبارة عن نشاط (خاص) ينظَّمه مركز (طيبة برس)، ولأنَّه (خاص)، فإنَّ أغلب رؤساء التحرير وكبار الصحفيين وأسرهم لا يقصدون هذه الخيمة، لأنَّهم ليسوا طرفاً في تنظيمها، ولا رعايتها، ولا يعرفون شيئاً عن مواردها، وأوجه صرفها، والجهات الرسميَّة (الراعية) لها، وهي في النهاية فشلت، باعتراف مدير برامجها الزميل «فيصل محمد صالح» في ذات السهرة، عندما قال (لم نستطع حتى الآن وبعد مرور كل هذه المواسم أن ندَّعي أنَّنا نجحنا في استقطاب الصحفيين وعائلاتهم إلى الخيمة)، أو كما قال، كما أن اللقطات التي عرضها البرنامج (التسجيلي) أو (الترويجي)، تكشف عن حجم المشاركة الضعيف لقطاع واسع يضم أكثر من «خمسين» صحيفة ومجلة..!! السهرة الغريبة تضمَّنت أيضاً ترويجاً للموقع الإلكتروني (البذئ) سيِّئ السمعة.. وضيع السيرة.. الذي وصفناه سابقاً ب (سوق الكذَّابين)!! وهذا يدلُّ على أن منتج السهرة ومعدِّيها قد (تخابثوا) على قناة النيل الأزرق وإدارتها، فبدلاً من أن يلتقطوا مشاهد من ليالي أكثر احتراماً وفائدة، كليلة الشعراء، أو ليلة «الصادق المهدي» التي حكى عنها فيصل، طفقوا يقدِّمون لنا تقريراً عن (ليلة الموقع)، تظهر فيها وجوه ًشائهة ظلت تسيئ للمجتمع السوداني- كلِّه - طيلة السنوات المنصرمة عبر فضاء «الإنترنت». { الأدهى والأمرُّ أن السهرة جمعت عدداً من (المحبطين) من الوسط الصحفي، فأخذوا ينكِّلون بنا جميعاً، ويحدِّثون العالم أنَّ (الصحفي) في السودان يتلقَّى راتبه كلَّ (ربع عام)!! أي والله قالها أحدهم: (المرتَّبات عندنا ربع سنويَّة).. وأكَّدها المناضل «فيصل محمد صالح»!! لا شكَّ أنهم يقصدون صحفهم (البائرة) والخاسرة التي - لولا الدعومات الحكوميَّة - لكان مصيرها التوقُّف النهائي.. وكان هذا أشرف لهم.. وللصحافة السودانيَّة.. بدلاً من أن يعذِّبوا بعض (المجبورين عليهم)، وعلى المهنة، بالانتظار لثلاثة أشهر انتظاراً لفتات!! { في اجتماع التحرير الأوَّل لطاقم (الأهرام اليوم) قبل صدور العدد الأول في (21/12/2009) قلتُ لهيئة التحرير، وبحضور جميع المحرِّرين، الآتي: (إذا لم يوفِّقنا الله.. ولم تحتل هذه الصحيفة مكانها في موقع متقدِّم.. ولم نستطع صرف المرتبات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عائدات توزيعها وإعلاناتها، فإنَّني سأقرِّر إيقافها فوراً، وهذا هو التزامي معكم). ووفقنا الله والحمد لله.. وصرفنا المرتبات قبل الصدور.. وبعد الصدور.. الشهر الأول.. والثاني.. والثالث.. ثم انتهى العام الأول.. وانتصف العام الثاني.. ومقبلون على العام الثالث في (2012) إن شاء الله. (اللهم لك الحمد.. كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك). { لكنني كنتُ أنتظر من الزميلة «داليا الياس» الكاتبة الكبيرة والشهيرة ب (الأهرام اليوم)، التي شاركت في تلك السهرة (المسيخة)، أن تقولَ للناس كلاماً مختلفاً، عن واقع مختلف، لكنَّها للأسف فرحت بقراءة قصيدة..!! كنَّا ننتظرها أن تقول - مثلاً - أنَّها ظلت تتلقى راتبها يوم (29) من كل شهر وليس يوم (30).. !! ولنحو خمسة أعوام، من (آخر لحظة) إلى (الأهرام اليوم)، وأنَّ راتبها أعلى من راتب أيِّ مذيع أو مذيعة بقناة النيل الأزرق!! { أخي: حسن فضل المولى، مدير قناة النيل الأزرق.. أصابني الأرق في تلك الليلة وهاج مصراني العصبي، وبقدر ما صفَّقتُ وحيداً كالمجنون في الثالثة صباحاً، وأنا أستمتع بسهرة شاعرات السودان القادمات بقوة.. الرائعات (نضال حسن الحاج، نهلة محكر، وإيمان بن عوف) وفيها ارتبك المقدمان «سعد الدين حسن» و«رشا الرشيد» في مواجهة سيِّدات الكلام.. وأميرات القوافي.. فلم تجد الكاميرا يومها سوى الاقتراب من مشاهد (الدهشة) الطاغية على عيون «سعد الدين» و«رشا»..!! إلاَّ أنَّ المشهد كان مأساويَّاً جدَّاً وحزائنيَّاً جداً وضيوف سهرة «الاثنين» يحدثوننا عن آلام.. ومشاكل الصحفيين، وكأنَّهم في اجتماع الجمعيَّة العموميَّة لاتِّحاد الصحفيِّين.. أو في مقابلة مع وزير الإعلام..!! بينما المقصود أن يستريح المشاهد.. وتهدأ أعصابه.. استعداداً لصيام اليوم التالي. حسبي الله ونعم الوكيل. { ورمضان كريم.