لم أملك إلا أن أتسمر أمام قناة الخرطوم الفضائية منذ يومين لما يقارب الساعة، حيث تمكنت القناة الوليدة من أن تتحفظ علينا طوال لحظات بث برنامج «حوار خاص» الذي يقدمه ويعده الأستاذ محمد الأمين دياب ويخرجه الفاضل النور، وذلك في النسخة الأخيرة التي استضافت مولانا أحمد هرون والي ولاية جنوب كردفان. ولا تعرف بمن تحتفي، بالأسئلة الصاح أم الإجابة الأصح. لكن أدركت الآن فقط لماذا لم يكن الآخرون من الولاة والوزراء مطلوبين لدى محكمة الجنايات الدولية، بحيث إن المطلوب من الرموز التاريخية الإنقاذية إلى جانب الرئيس هو الأستاذ أحمد هرون، وهي بمثابة شهادة الآخرين بأن هذا الكادر «كامل الدسم» وخطير الخبرات ورجل لأصعب المهمات والصعبة جداً، ولا يحدثك مثل خبير في شأن الأزمتين الأخيرتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكان السؤال المحور هو لماذا حدث ما حدث خصوصاً في ولايتك وأنت والحلو «كنتم الأحلى» في طاولة تلك الشراكة متقلبة الأطوار بين المؤتمر والحركة الشعبية؟، قال الرجل إن الضغوطات كانت أكبر من أن يتحملها السيد الحلو، وكانت الخطة أن يتسلم العاصمة كادوقلي ويتقدم باتجاه الخرطوم، على أن يتزامن ذلك مع تمرد آخر يقوم به السيد عقار في الدمازين، ولكن فشل الخطة «أ» جعل السيد عقار يتردد كثيراً بحيث استطاع أن يقاوم لبعض الوقت، لكن ضغوطات حكومة الجنوب والجهات التي ترعى هذه اللعبة الكبيرة من وراء البحار كانت أعظم من أن يتحملها السيد عقار لكل الوقت فلم يكن أمامه إلا أن يسلك الطريق ذاته. وعن علاقة هاتين الحركتين بالحركة الأم في دولة جنوب السودان، قال هرون إن المسألة لم تكن مجرد شبهات، بل إن رواتب جيش الحركة بالشمال لا زالت تأتي وتدفع من قبل جمهورية جنوب السودان، ومن المفارقات أنها تدفع بالعملة الجنوبيةالجديدة. ويقول هرون كان المأمول أن تدول هذه القضية وتفتح أمام المنظمات العالمية بعد أن يحول المواطنون إلى المعسكرات، ولكننا رفضنا أن تحول المنطقة إلى دارفور جديدة. يقول الرجل «ظللنا نقول للخواجات إن أفضل ما يمكن أن تساعدوننا به هو إعادة الأمن إلى المنطقة لإعادة المواطنين إلى ديارهم وليس ترحيلهم إلى المعسكرات وأن حكومته قد بذلت كل ما في وسعها لتقديم المساعدة للمواطنين في بيوتهم، على أن الفرق بين الأزمة واللا أزمة هي إقامة المعسكرات واستقدام المنظمات وهذا ما لم ولن يحدث. وعن ترهات الإبادة والمقابر الجماعيتين قال السيد هرون إن الحركة الشعبية في تمردها الغادر هذا قد استخدمت كل أنواع الأسلحة والألغام، والأسلحة لا تخلف إلا الموتى، فنحن الذين أكرمنا ضحايا الحركة الشعبية عندما قبرناهم في مقابر جماعية، فضلاً عن استحالة حفر المقابر في مناطق الجبال، فالذين قبرناهم جماعياً هم ضحايا الحركة الشعبية. وفي معرض إجابته عن إذا ما كانت الحركة الشعبية الأم في جمهوريتها الجديدة ستعود إلى رشدها، قال رجل الجبال والشدائد والعزائم إن هذا الجيل الذي يحكم الجنوب يتشكل من المرارات والخطايا والاهتزاز النفسي الداخلي فليس بمقدوره أن يفعل شيئاً إيجابياً لشعبه وجيرانه، وربما تكون الأوبة والرشد على الجيل القادم. فليس هذا كل ما هناك، وربما نعود لخدمة هذه «الأفكار والرؤى».. مخرج.. لا تملك وأنت تخرج من أتون ومتون هذا اللقاء إلا أن «تخلف كراعك وتدوبي».. إن أداك وكتّر ما بقول أديت الدرك الموشح كلو بالسوميت أب رسوه البكر حجر شراب ستيت كاتال في الخلا وعقبا كريم في البيت..