{ لما كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يستعرض لأبي سفيان كتائب القبائل المتجهة إلى فتح مكة، كأن يقال له هذه قطفان، فيقول مالي وقطفان، فطفق يردد هذه العبارة كلما مرت من أمامهم قبيلة إلى أن جاءت الكتيبة الخضراء، كتيبة القرشيين وهي مدججة بالسلاح، عندها قال أبو سفيان للعباس رضي الله عنهما: لقد كبر ملك ابن أخيك، فقال العباس رضي الله عنه: (ليس الملك يا أبا سفيان ولكنها النبوة) و.... و.... { والشيء بالشيء يذكر، درج البروفسيور الأمين دفع الله، رجل الحكم الاتحادي المركزي، منذ اندلاع أزمة النيل الأزرق، أن يستقبل ويستعرض في كل يوم قافلة قادمة من إحدى الولايات في طريقها إلى الدمازين و.... و... { بالأمس كان البروف الأمين يستعرض بالساحة (الخضراء) كتائب ومؤن (أحفاد العباس) بولاية نهر النيل، ما أشبه الليلة بالبارحة، الكتيبة الخضراء والتاريخ «العباسيون يعيدون أنفسهم»، وما لم يقله الأمين للفريق الهادي عبد الله وإلي ولاية نهر النيل، قالته تراجيديا الحدث على نجيل الساحة الخضراء، لقد كبر ملك ابن أخيك البشير، لكنه ليس الملك وإنما قبس من جذوة النبوة، والجهاد فريضة ماضية إلى أن تقوم الساعة و.... و... { وكانت قافلة نهر النيل تمتلك من الدهشة والتميز والهيبة ما جعل البروفسيور الأمين دفع الله يقول: (ستكون هذه القافلة خنجراً في صدور الاعداء)، وذلك قبل أن يستدرك ويعود إلى أدبيات أنها ستكون بلسماً وبرداً وسلاماً على أهل النيل الأزرق و... { اللواء الهادي عبد الله من جهته يقول: (إن مكونات هذه القافلة تتشكل من منتجات الولاية)، ولايته التي أصبحت وطناً لصناعة الأسمنت والمانجو والتاريخ، فلقد عدد سعادة الفريق كل المنتجات غير أن منتج التاريخ كان يتحدث عن نفسه، فهذه الولاية عبر كل عصورها وأزمنتها لم تتخلف يوماً عن ركب الأوطان، وذلك منذ أبو طليح إلى قيسان، من لدن بطولات المك نمر وعبد الرحمن النجومي إلى عصر البطل الشهيد مقدم عوض أحمد محمد أحمد الأسد، الذي استشهد منذ أيام وهو يقدم أروع وأنصع نماذج البطولة والفداء. { فلم تكن قافلة الفريق الهادي عبد الله هي أول ما تقدمه ولاية نهر النيل لأرض الفونج والتاريخ، فلقد تقدمت الدامر بشهادة المقدم الأسد، فلما اندلعت الأحداث هناك كان المقدم عوض الأسد قائداً لكتيبة قيسان، كتيبة قوامها مائة وخمسون بطلاً في مواجهة ثمانمائة من المتمردين الذين تخذلهم عقيدة القتال، قاتل الرجل قتالاً شرساً وهو يحاصر من كل الجهات، قاتل لمدة عشرة أيام بلياليها الداكنة ونهاراتها المرهقة، وكان الإمداد يأتيهم من السماء عندما استحكمت كل جهات الحصار، لم تسكته ثلاث رصاصات استهدفته في أماكن قاتلة فطفق يدير المعركة عبر ملازمه، ولما أصيب الملازم كان يدير الأحداث عبر المساعد، ولما هبطت طائرة الجلاء لإخلاء الشهداء والجرحى قال إنه (آخر من يخلى) وأخيراً استشهد الأسد متأثراً بجراحه، وآخر وصية قالها لمن حوله: (أخبروا أهلي وزملائي والتاريخ بأنني لم أصب في ظهري)، بل أن الرصاصات التي أصابته من الأمام قد اتخذت طريقها لتمزيق الكلى والحوض والمحِسن، يذكر أن الشهيد المولود في منطقة جنوبالدامر (الشعديناب) هو خلاصة لقبائل الجبوراب والفاضلاب والمسلماب والرباطاب، وهو أيضاً ابن خالة الزميل يوسف العبيد مدير إعلام ولاية نهر النيل و.... و... { الشهادة ليست غريبة على دفتر دامر المجذوب، هكذا كلما اشتكى عضو سوداني طرفي، كلما تداعت له الدامر وشندي وبربر وأبو حمد، وكان قدرنا دائماً، أن ننتج الشهداء والتاريخ ونصدر المجاهدين كما نصدر المانجو والقنديلا وود لقاي. مخرج.. هي ذاتها الدامر التي أنشدت يوماً على لسان الطيب ود ضحوية: نحنا أهل السواقي اللي اترفع واسوقا نهدي الصافنات للضيف ركوبه يسوقا وكت الشوف يشوف والحارة يعمر سوقا زي كور المعيز قدامنا نحنا نسوقا