انتهت أمس “الثلاثاء” الحملة التي نظمتها جمعية حماية المستهلك لمقاطعة اللحوم، وعلى الرغم من أن الحملة استطاعت كبح جماح غلاء الأسعار، إلا أن المواطنين منقسمون بشأن نتائج المقاطعة وإن كان تراجع الأسعار قد يستمر أم أن الحملة لم تكن غير مهدئ سيزول سريعا وتعود الأسعار إلى ارتفاعها في خضم جنون السوق هذه الأيام. ويقول قصابون “جزارون” في أنحاء العاصمة المختلفة، إنهم تضرروا بشكل كبير من الحملة رغم أنهم ليسوا من تسببوا في الغلاء، ويرى القصاب محمد ياسر أن الحملة قد جاءت بفائدة لكنها ليست الفائدة المرجوة لأن هناك أنواعا مختلفة من اللحوم واللحم الغالي لا يمكن بيعه بأبخس الأسعار. وذكر بدر الدين أبو بكر محمد عيسى أنه يرى أن الشراء في اليوم الأول كان منعدما أما في اليومين الثاني والثالث فكان الشراء بنسبة ضعيفة مما يشير إلى أن بعض المواطنين لم يشتركوا في حملة المقاطعة. أما الخير عثمان فهو يصف الحملة بأنها “أكبر دعاية كاذبة” وأن والضحية هو المواطن والجزار فاللحوم لا يمكن أن تنقص أسعارها بهذا الأسلوب بل يجب أن تكون هناك حلول أقوى وأفضل من حملات المقاطعة. وعلى عكس القصابين فإن المواطنين سعداء بنتائج الحملة، ودعا أكثر من مواطن تحدثوا ل “الأهرام اليوم” إلى أن تبدأ حملة مماثلة لبقية السلع، وقال كرار عيسى الذي يعمل مصرفيا ببنك الادخار والتنمية الاجتماعية إن الحملة أتت بفائدة ولكنها أحدثت كسادا بالأسواق، بينما وصفت السيدة سعاد حسن الخطوة بأنها “حملة السرور”. وقالت ربة المنزل ست البنات محمد إن الحملة مفيدة وكان من المفترض أن تستمر أيامها لأكثر من ثلاثة أيام حتى ينعم المواطن السوداني بتناول اللحوم. ورغم القبول الذي لاقته نتائج الحملة، إلا أن بعض المواطنين ما يزالون متشككين، إذ يقول مصطفى محسن «موظف» إن انتهاء الحملة يعني أن تعود الأسعار إلى ارتفاعها، فيما قال السر عثمان وهو تاجر إن الكثيرين كانوا قد أضربوا عن تناول اللحوم من قبل النداء بهذه الحملة، وانصرفوا عنها متناولين “العدس”.