الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأهرام اليوم» في مواجهة مع سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد
نشر في الأهرام اليوم يوم 22 - 09 - 2011

الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي رقم كبير في سماء السياسة السودانية كان لا بد أن نجلس إليه ونحاوره حول مجمل الأوضاع التي تكتنف الواقع السياسي..
التقيناه بدار الحزب الشيوعي وأمضينا معه نحو ال50 دقيقة لاحقناه خلالها بأسئلتنا الملحاحة فكانت إجاباته ومقاطعاته ومداخلاته العفوية تأتي هادئة أحياناً ومتذمرة ضجرة في أحيان أخرى ولكنه واسع الصدر صادقاً كعهدك به أيها القارئ - لا تملك إلا أن تستقبل حديثه وإجاباته بكثير من الاحترام والتوقير - مهما اختلفت معه فيها.. معاً نطالع إفاداته..
{ أستاذ نقد.. أحداث النيل الأزرق، وأحداث جنوب كردفان التي اندلعت قبلها - الطرفان يتبادلان الاتهامات بشأنها وكل طرف يتهم الآخر بأنه نقض الاتفاقية.. ما تحليلك وقراءتك لها؟
- أنا أفتكر أنه في تنفيذ أي اتفاقية بين طرفين متخاصمين متحاربين - مهما كانت البنود واضحة لكن عندما يجئ وقت التنفيذ تحدث نفس الخلافات التي سبق وقادتهم إلى الحرب- لأنه «بتكون هناك بقايا رواسب من عدم الثقة»، هذا هو المشهد الأول.
المشهد الثاني: أنا في رأيي أن الناس ما تريثوا فبعدما وقعوا على الاتفاقية وفرحوا بها.. «تنفيذ الاتفاقية يكون زي ما بحصل في البيت مثلاً، تتفقوا على أن ترتبوا العفش بطريقة ولكن عندما تأتوا بالعفش وتأتي مرحلة ترتيبه تعيدوا النظر في المسألة من جديد؛ هذا نضعه هنا وهذا هنا..».
وهذا في الاتفاقية لم يحدث، الناس عملوا الاتفاقية واعتقدوا أن الاتفاقية «براها حتحقق نفسها» لكن هي مثلها ومثل أي سيارة «لازم زول يقودها ويوجهها » وهذا لم يحدث، حدثت فرحة كبيرة جداً وحدث استعجال، ربما نجد لهم عذراً بأن الحرب أرهقتهم والسلام فرحهم لكن السلام مسؤولية.
{ بالمناسبة هناك من يقول بأنه كان هناك تهافت من جانب الحكومة للسلام وكانت تريد تحقيقه بأي ثمن وأن هذه كانت نقطة ضعفها في المفاوضات..
- طيب.. هذه وجهة نظر ممكن يكون حولها خلاف، أنا أعتقد أن الحكومة كانت واعية «وعارفة التفاصيل شنو وبتبقى كيف» لكن هل الحكومة نواياها كانت صادقة؟ الحكومة أجبرت على اتفاقية السلام.. أجبرت عليها لأنه كانت عليها ضغوط من المجتمع الدولي، ولذلك وافقت على الاتفاق، وفي رأيي أنها لم تكن مخلصة في هذا الاتفاق.. لذلك هي الآن تنتهز أقل نقطة صغيرة يمكن أن تحل بالتفاوض وتصعدها وهذا هو الذي يخلق التوتر حتى الآن، هذا جانب.. الجانب الآخر - الطرف الآخر، سواء كان في الحركة في الجنوب أو في النيل الأزرق طرف محارب «يادوب بدرب نفسه» على الحكم المدني وإدارة البلد وهذا يأخذ من زمنه.
هذان الجانبان أديا إلى أن كل مشكلة تنفجر «ما تلقى ليها عاقل يقعد يرتبها».. والمجتمع السوداني إذا كان يريد التدخل فليتدخل في هذا الجانب يعني يضع آلية- «وآلية دي بقت كلمة سخيفة»، أجاويد - «كلمة أسخف»، وسطاء- «كلمة أكثر سخافة».. يشوف وسيلة يطوق بها هذه المشاكل بسرعة ويجد أسلوباً مناسباً لحلها بأقل الخسائر.
{ الوسيلة التي كان مأمولاً أن تقوم بهذا الدور هي أنتم- الأحزاب والقوى السياسية- هل هي أضعف من أن تقوم بهذا الدور؟
- الأحزاب وحدها لا تكفي، لأن الأحزاب لا تضم كل الشعب السوداني، فهناك قطاع واسع جداً من الشعب لا ينتمي للأحزاب - ليس لأنه ضد السياسة أو ضد الأحزاب لكن بمزاجه لا يريد أن ينتمي للأحزاب. المشاكل الحادثة الآن يجب أن نعترف أولاً بأنها مشاكل.. الآن كل طرف يتهم الآخر.. الطرفان يجب أن يجلسا ويعترفا بأن هناك مشكلة، وبعد ذلك يتدخل طرف ثالث كوسيط أو أجاويد ليصلوا إلى حل.
{ كما ذكرت كل طرف الآن يتهم الآخر.. نريد أن نتعرف على تحليلك أنت للمشكلة.. أي الطرفان مخطئ في تقديرك؟
- طيب..
- عندنا سابقة حرب الجنوب بين الشمال والجنوب استمرت عشرات السنوات وعندما جاءوا للحل لم تبدأ المغالطة أنت بدأت أم أنا بدأت.. الطرفان جلسا وأقسما باسم الله أو ما يعادل اسم الله، أقسما أمام المجتمع الدولي في المحادثات أنهما سينفذان هذا الاتفاق.
{ يعني ستبدأ الحكاية من جديد.. تتمرد مجموعة، ومفاوضات و.. و..؟
- نعم نعم نعم .. سوف يحدث.
{ إلى متى؟
- «بطريقة تجمع ما بين الجد والمزاح» قال: سيحدث إن شاء الله في حياتك أنت سيحدث، وسوف تستمتعي ب..
( نحن من ما قمنا شايفين دا قدامنا).
{ يعني سابقة اتفاقية نيفاشا ستكون مبرراً لأن يحدث التمرد ويستمر؟
- شوفي.. أي بلد فيه مشكلة أهلية استمرت لفترة طويلة معالجتها تأخذ زمناً طويلاً. الناس يفرحون بالاتفاق ويوقف القتال لكن الانتقال لتنفيذ واقع السلام صعب جداً يحتاج لناس سياسيين صدرهم واسع.. ناس يعطون الآخر فرصة، لكن أحياناً في مرحلة تحقيق السلام نجد كل طرف يحاول أن يستعيد ما خسره.
{ أستاذ نقد هناك مبادرة قدمتموها لاحتواء الأحداث الجارية..؟
- نعم. قدمها صديق يوسف في الصحف ووراءها كل الأحزاب في تجمع الأحزاب..
{ لكن حتى المبادرة سمعنا أن هناك انشقاقاً حولها وخلافات بين الأحزاب بشأنها..
- لا «معليش».. الأغلبية التي حضرت الاجتماع موافقة.. الآن نحن كنا نتناقش في أن يتكون وفد من الأحزاب ليذهب ويناقش الطرفين.
{ إحدى النقاط في مبادرتكم تقول أن تعترف الحكومة بالحركة الشعبية كحزب سياسي في الشمال؟
- في الأول الحركة تعلن نفسها كحزب سياسي، هؤلاء ناس كانوا يحملون السلاح.. وتحولوا لحكومة اسمها ليس «حكومة حملة السلاح».. اسمها حكومة «الحركة الشعبية»، في هذا البلد الحكومة «بتمسكها» الأحزاب.. إذاً الحركة تعلن نفسها كحزب..
{ وتتخلى عن فصيلها المسلح..؟
- لا.. الفصيل المسلح «يبقى جيش.. جيش جنوب السودان».
{ «ياتو جنوب»؟ الجنوب الجديد أم القديم؟
- أي جنوب.. «الجنوب الجغرافي دا الماسكاهو الآن الحركة.. جيش للحركة مع الجيش القديم المكون من الجنوبيين يكونوا جيش».
{ يعني نعمل اتفاقية نيفاشا أخرى؟
- لا ما اتفاقية.. دي حاجة داخلية..
- الحركة هي حاكمة الجنوب الآن والشيء الطبيعي أن يتحول جيشها لجيش مدني وجيش دولة يخضع للدولة ويخضع لاتفاقيات الدولة مع الدول الأخرى.
{ يعني يتحول لجيش يتبع للقوات المسلحة السودانية؟
- لا.. ما بالضرورة..
{ الحركة الشعبية تحكم الجنوب..؟
- طبعاً.. طبعاً.. ما إنت عملت اتفاق.
{ الاتفاق كان مع الحركة الشعبية؛ حركة ناس سلفاكير.. وهؤلاء ذهبوا..
- الجنوب كان في حالة حرب.. صاح؟
والحرب هذه كانت تقودها الحركة الشعبية، لذلك هم جلسوا معها وعملوا اتفاقية سلام بين الحركة والحكومة المركزية.
{ والحركة الشعبية التي وقعت على الاتفاقية «فرّخت حركات شعبية أخرى؟»
- لا..
ثم بسرعة:
- بيني وبينك يعني.. ليس هناك صراع مسلح ممكن ينشأ في الجنوب بعيداً عن الحركة الشعبية، يعني ما ممكن تقول «والله أنا ما عارفة الشايل السلاح منو..» لن نقبل منها مثل هذا الكلام..
{ أنت تعني الحركة الشعبية الأم؟
- آآي طبعاً.
- الحركة الشعبية لأنها هي حاكمة الجنوب تصبح هي مسؤولة عن الأمن في الجنوب وعن أي صراع مسلح في الجنوب.
{ أنت تعني الجنوب الجديد أم القديم؟ جنوب السودان أم دولة الجنوب؟
- جنوب السودان «الحصلت فيه اتفاقية نيفاشا.. المحدد في الاتفاقية. النيل الأزرق دا جزء من الشمال»..
{ هؤلاء خلاص ذهبوا.. وعملوا دولة..؟
- هناك جزء موجود في الشمال..
{ وجودهم بالشمال مخالف للاتفاقية المفترض أن يعالج وضعهم.
- أنا عضو في الحركة الشعبية طوعاً واختياراً..
{ اذهب لسلفا كير أسأله قل له: «أنا أمشي وين؟» هذا هو المنطق يا أستاذ..
* «الحركة الشعبية حتفرخ كل مرة حركة جديدة؟ تباريها لمتين يا أستاذ نقد؟
- لا لا .. لا لا «موضوع جنوب الفونج ما جديد.. هؤلاء ناس في الحركة الشعبية منذ أن أنشئت.
{ يفترض أن تكون قضيتهم مع الحركة الشعبية وأن تعالج حركة سلفاكير قضيتهم وتوفق لهم أوضاعهم..
- لأ.. هم أكفاء بأن يعالجوا مشكلتهم.
{ يعالجوها بتمرد جديد؟
- ما تمرد جديد.. ما تمرد جديد.. لكن هم لا ينتمون للحركة الشعبية.. هم حركة سياسية دخلت في العملية السياسية.. دخلت في اتفاق نيفاشا وأصبحت جزءاً من الطاقم الذي يحكم هناك.
{ جزء من الطاقم الذي يحكم هناك؟ أم هنا..؟
- هناك عندهم في الجنوب.
- إذا حدث خلل - القتال سيتجدد مرة أخرى، سواء بالحركات القديمة أو الجديدة ف..« نقعد نشوف المشكلة شنو ونحلها.. لكن ما ممكن نقول لسلفاكير مثلاً إنت أمشي حل مشكلة النيل الأزرق».
{ دولة الشمال تحل مشكلة النيل الأزرق لأن النيل الأزرق تتبع للشمال.. لكن جيشك هذا الذي كان يحارب معك وفق له أوضاعه. عوضهم أو.. أو..
- لا.. هناك اتفاقية، أي شيء في الاتفاقية يتم تنفيذه بين الطرفين.
{ لكن هل الاتفاقية تقول هذا؟ أن يستمر جيش الحركة بالشمال ويشكل تمرداً جديداً؟
- مقاطعاً: هذه الاتفاقية بين طرفين؛ هذان الطرفان مسؤولان عن تنفيذ الاتفاقية في أي «حتة ورد اسمها أو ذكرها في جغرافية الاتفاق».
{ يعني..
- مقاطعاً: لحظة - المشكلة التي نشأت في جنوب النيل الأزرق جغرافياً هي المفروض أن تكون تبع الشمال، سياسياً ناس عقار تابعين للجنوب لكن هم قوة سياسية مستقلة هناك في الجنوب.. الطبيعي أن تجلس الحكومة بما فيها الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني - تجلس معهم لحل هذه المشكلة.. لكن في رأيي أن هذه الخطوة تأخرت.////
{ النيل الأزرق جغرافياً تتبع للشمال.. وناس مالك عقار وكما ذكرت أنت منضمون للجنوب.. هل هذا الوضع مستقيم يا أستاذ؟
- أول حاجة إنت ما قاضي!
{ النيل الأزرق جغرافياً تتبع للشمال.. وناس مالك عقار وكما ذكرت أنت منضمون للجنوب، هل هذا الوضع مستقيم يا أستاذ؟
أول حاجة أنت ما قاضي!
أنت صحافة.. سياسة..
{ طيب.. هناك مشكلة نشأت، قبل أن نجلس ونفتش الحلول الجغرافية نشوف لماذا هي نشأت وكيف تُحل؟
أنا أرى أن الحل الذي وضعه ناس الأحزاب التفاوض بين الطرفين الحركة والوطني أفتكر أنه اقتراح عاقل جداً جداً لأن الذين شاركوا في اجتماعات الأحزاب جربوا الحرب وجربوا الحكم وجربوا التحالفات، بما فيهم ناس الترابي (الجابو البلوة دي ذاتا) وفيهم الحزب الشيوعي وفيهم حزب الأمة وفيهم كل الأحزاب السياسية. أنا أعتقد أنه اقتراح عاقل وهذا هو الشيء الممكن.
ثم بسرعة قال: (والصحافة السودانية لماذا لا تقدّم مبادرة؟ هذا سؤال موجّه للصحافيين..
{ أستاذ نقد نعود إلى المبادرة التي طرحتموها.. المبادرة تقول بأن تتحول الحركة الشعبية لحزب سياسي؟
تتحول الحركة الشعبية لحزب سياسي والجيش يظل جيشاً..
{ جيش تحت إدارة من؟
الجيش عنده استقلاله، مثل جيش حكومة السودان يعني.. الجيش الشمالي لا يتبع لحزب..صاح؟
{ يعني تدعون لدولة بها جيشان؟ نفس سيناريو نيفاشا؟
لا.. ارجعي للاتفاق الأول، الاتفاق الذي كان مع ناس نميري.
{ اتفاق أديس أبابا 1972م؟
آااي، أديس أبابا. الجيش أصبح جزءاً من الجيش السوداني.
{ تعني أن يُصبح الجيش في هذه المرة أيضاً جزءاً من الجيش السوداني؟
(لا.. ما في الأول هم لازم يوافقوا على دا..) هم يقولون نحن لا نثق في الإنقاذ لذلك (لازم جيشنا يكون معانا علشان يساعدنا في التنفيذ).. كلام سياسة.. بوليتيكا يعني!
{ المبادرة ألم تحوِ أي طلب أو توجيهات لمالك عقار؟
أنا أفتكر مجرد ما صدر من أحزاب.. (زي لما تجي تخطبي لولدك، ما بتدخلي في التفاصيل، في الأول يكون الخطوبة.. فالناس ديل قالوا والله نحن نريد أن نوقف هذه الحرابة ونريد أن نكون طرفاً في هذا الحديث.. هذا هو الشيء الأول، إذا قبلوا بهذا، بعد ذلك تجئ التفاصيل، جائز يقولوا لا، نحن ما عايزين، ما بنثق فيكم، جائز).
{أستاذ نقد هذه المبادرة أنتم قدمتموها من وجهة نظر معارضة فقط.. معارضتكم للنظام تغلبت على أي نظرة وطنية؟
لا.. لا، نحن في الأول يهمنا السلام في السودان، قبل الإنقاذ وبعد الإنقاذ، أي حرب تشتعل مهما كانت المبادرة الأولى أن الحرابة تقيف.. هذا أول مدخل (وإلا يكون الباقي كله كلام فارغ ساي).. الناس يموتون.. أنت أول شيء اوقف الموت.
{ لكن موقفكم واضح جداً أنه غير محايد.
والله علي كيفك..! نحن قدمناها لمصلحة الوطن.
{ لكنكم لم تكونوا محايدين؟
يا ستي نحن لسنا عملاء، (لا تابعين للوطني ولا تابعين للحركة الشعبية).
{ أنتم ميّالون للحركة.
نحن متحالفون مع الحركة، وهنا ناس معنا متحالفون مع المؤتمر الوطني، هناك اتفاقيات بينهم والمؤتمر الوطني، نطردهم؟
هذه سياسة.. في السياسة هناك أشياء مثل هذه متداخلة، يعني (ما كله أسود وأبيض).
{ عفواً، لكن تحالفكم وميلكم تجاه الحركة كان هو الطاغي في مبادرتكم؟
جائز.. جائز.. أنا أفتكر أن الحل الذي طرحته للأحزاب حل عاقل جداً وموضوعي جداً، وهو يطرح نفسه لناس مالك عقار ولناس الحكومة، الشيء الجوهري أن الحركة الشعبية حزب سياسي حاكم، لازم تتحول لحزب سياسي، والجيش الموجود في الجنوب يكون جيشاً مستقلاً (زيّهُ وزي الجيش الشمالي). ثم بعد أن صمت برهة قال:
ما قادرة تفهمي الحكاية دي إنتِ.
{ أنا أرى أنه من الغريب أن توافقوا على أن يكون في الدولة جيشان.. طيب ما كلنا نعمل جيوش.. الحزب الشيوعي لماذا لا ينشئ جيشاً ويجلس ليفاوض الحكومة؟
نحن لمّا كُنا بنحارب الحكومة كان عندنا ناس مقاتلين في إريتريا..
{ أستاذ، هل أرسلتم المبادرة للطرفين وعرفا تفاصيلها؟ وتم الرد عليها؟
طبعاً.. طبعاً..
{ وماذا قالوا عنها؟
(ما أعرفش والله قالوا شنو).
{ المؤتمر الوطني هل وافق عليها؟
(ما أعرفش.. ما تابعت.. ما تابعت) أنا لا يهمني مثل هذه المتابعات.. هذا خبر يهمك أنت كصحفية.. أنا تهمني النتيجة.
{ أنا سألت هذا السؤال لأني أريد أن أعرف النتيجة.. إذا قلت إن ناس المؤتمر الوطني ردوا بأنهم غير موافقين سأقول لك ما هي خطوتكم القادمة؟
لكل حدث حديث، سنجئ مرة أخرى نجتمع ونشوف الموقف بالضبط ونحدد موقفاً.
{ هل هناك تحالف الآن بينكم وناس مالك عقار؟
لا.
{ أنتم متحالفون مع الحركة الشعبية الجنوبية.. ألم ينسحب هذا التحالف على الحركة الشمالية؟
«ما في حركة شعبية شمالية، هناك حركة شعبية واحدة.. ما في حركتين».
{ حركة ناس عقار أم حركة ناس سلفاكير تعني؟
الحركة الشعبية حركة واحدة ممكن يكون رئيسها هنا شمالي وفي الأنقسنا يكون مالك عقار وفي الجنوب سلفاكير.
{ وهي حركة واحدة؟ هذا هو الحاصل الآن؟
طبعاً.. «لكن الموجود هنا تابع للحركة الأم. تابع للحركة الرئيسية يعني».
{ الحركة الشعبية رئيسها في الجنوب سلفاكير، وفي النيل الأزرق مالك عقار و..
مقاطعاً: خاضع لسلفاكير، هذا فرع.. فرع.
{ خاضع لسلفاكير، أنت تُقر بذلك وبالرغم من ذلك أنت تتسامح معها في المبادرة وتطالب بأن تكون حزباً في الشمال.. بتبعيتها لسلفاكير.
{ هل تريد حزباً يكون تابعاً لدولة أجنبية؟
وين الدولة الأجنبية؟..!
{ دولة الجنوب؟
ما دولة أجنبية! ما دولة أجنبية..
وقال: «شنو المشكلة في أن ياخد مالك عقار الأغلبية في جنوب الفونج. كفر بالله يعني»؟!
{ مالك عقار هل (عنده الأغلبية هناك)؟
(في منطقته ديك؟ عنده الأغلبية آاي).
{ هذه الأغلبية لماذا تركته يخرج من المنطقة؟ لماذا لم تسانده؟
منو؟
{ أغلبية مالك عقار أين ذهبت عندما هرب؟
ما أعرفش والله اسأليه هو.. هو جاء بانتخابات لكن (عشان يلملم صفوفه وعشان يحارب لازم يطلع من الواطة».
{ أستاذ الأزمات والظروف التي تمر بها البلاد الآن كشفت أنه ليس هناك قوى معارضة في السودان، المعارضة ضعيفة ومضعضعة؟
جداً، كتّر خيرك، خليك مع الحكومة.
{ لكن نحن من مصلحتنا أن تكون المعارضة قوية..
مقاطعاً بسرعة: لا ولا والله.. خلينا في ضعضعتنا.. خلينا في ضعضعتنا..
{ أستاذ نقد نحن لا نريد معارضة مضعضعة نريد معارضة قوية. وهناك الآن من السودانيين من يقول (نحن مساكين لا عندنا حكومة نعيمة ولا عندنا معارضة نعيمة).
«الله قسم ليكم كدا غايتو! أرضو بحكم الله».
ثم بطريقة حادة وغاضبة قال: «دا كلام زول هارب من المعركة.. الحكومة ضعيفة والمعارضة ضعيفة»!
«من ما قمنا طوالي يقولوا ليك المعارضة مضعضعة، المعارضة ضعيفة، الكلام دا عند الصحفيين بالذات».
{ الحكومة هي الحكومة التي تعرفها والمعارضة هي المعارضة التي نراها..؟
لكن هناك كم حكومة نحن أسقطناها؟!
تريدي أن تقولي للناس عارضوا عقّار عارضوا عقّار.. لماذا نعارضه؟ لماذا؟ «هو سوداني ود بلد زيّهُ وزي أي واحد فينا».
{ إذا ظهر أي شخص جديد عنده سلاح وقوة وطلب التفاوض مع الحكومة.. أيضاً ستقفون معه لأنه سوداني؟
ما تتكلمي كلاماً عاطفياً. نحن وقفنا مع ناس دارفور وهم «شايلين السلاح» لأنهم جزء من الشعب السوداني، وقفنا مع «ناس الأنقسنا ديل»، ناس الفونج وهم «شالوا السلاح ضد الحكومة»، وقفنا معهم لأنهم هم جزء من السودان. السودان ليس سودان العرب والمسلمين وحدهم.
{ الذين كانوا يقولون هذا الحديث ذهبوا.. نحن يُفترض أن نقبل بالواقع؟
لا.. الجنوبيون سيظلون جزءاً من السودان «حيمشوا وين؟ حيمشوا الكنغو ولّا كينيا ولّا إثيوبيا»؟!
{ أحداث النيل الأزرق المتفجرة الآن الكثيرون يقولون إنها بداية الحرب بين دولة الشمال ودولة الجنوب.. وأنت مُصِر على أن دولة الجنوب ليست أجنبية؟
طبعاً.
{ العلاقات بينهما كيف ستكون في تقديرك؟
في البداية ستكون متوترة، لأننا كنا شيئاً واحداً وأصبحت هناك إدارتان وحكومتان، لفترة طويلة ربما يكون هناك احتكاك، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي إلى حرب.
{ الأحداث التي اشتعلت في النيل الأزرق، هل كانت متوقعة يا أستاذ؟
لا ما كانت، أنا زرت النيل الأزرق، وكان هناك برنامج ثقافي ممتاز جد مع ناس عقار، أمضينا هناك 5 أيام بحثنا كل صغيرة وكبيرة وزرنا أماكن مختلفة، النيل الأزرق كانت دولة، ناس السلطنة الزرقاء كانوا يحكمون السودان، ما ساكت، بقدراتهم وإمكانياتهم، وأشياء كثيرة الإنسان كان متشوقاً لها واستفدنا منها، بما في ذلك المقابلة مع عقار ذاته وزيارة لمؤسساته ومجالسه.
{ ألم تكن تتوقع أن..
(أنا بفتكر لسّه ممكن تنفجر أحداث، لأن الطرفين كل واحد متعصّب لوجهة نظره، وعازلين أي طرف آخر.
إنتَ عازلني ياخي! مش حمّيدة أبو عشر عندو أغنية اسمها (داخل روضة غنّى)؟ يقول فيها:
وداخل روضة غنّى
كُنا جماعة كُنا
جلسنا محل نزلنا
وقلنا لمن عزلنا
أنحن هنا انعزلنا
حكمة! يا خي زول عازلك.. إنت متكبكب فيه مالك؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.