{ ماذا لو لم تكن هذه اللغة مقيدة بثمان وعشرين حرفاً؟! لاتخذت من البحار مداداً والأشجار أقلاماً وسافرت إليك على بساط الكلم المنمق الجميل. هكذا تشتهيك الأحرف وتتمناك القوافي، مطراً في صحراء العمر القاحلة، وشيئاً لا تجرؤ على تسميته لغتي الحميمة. { شامخ أنت كنخلة تقاوم الريح العتية والمواسم كلها وتحتوي ثمارها بكل حنو. مقيم أنت بلا جواز ولا تأشيرة دخول في كل قطر من أقطار (الكرة العقلية) ومتجول على كيف كيفك بكل شارع من شوارع الذاكرة. تتخللني في كل ثانية كنسيم يجتاح ضفائر حسناء، فيبعثرها ويلملمها كيفما يتمنى. { تجوب في شتى دروبي حتى ظننت أنك لا تفقه شيئاً في هذه الدنيا ولا تجيد سوى أن تظل داخلي جنيناً لا ينوي مغادرة الدم والدواخل حتى بعد تسعين قرناً من الزمن. { هكذا أنت.. { مدينة من الجمال والألق تحتشد أمامها آلاف التجمعات في كل ثانية من الزمن، يطالب كل فرد منها على رأس كل ثانية ببقائك فيها.. هذي أنا. { عالم من الصلابة، ينتدب كل قرن من الزمان ساكن واحد، يموت آلاف المرات قبل أن تحتويه عيناك.. هذا أنت. { بسيطة هي المعادلة.. مدينة صغيرة وعالم كبير. أتنزوي المدينة بعيداً وتعاني الشتات وهي في أوج احتدامها؟؟ أم يحتوي العالم الفسيح بالضجيج هذه المدينة المتكاملة الهدوء؟؟؟ { صه: هذا صوت الصمت يقذف أرجاء الكتابة بوابل من العبير.. وخلف غيمة بعيدة تلوح أنت معلناً بحثك عن مدينة جديدة تطل من خلالها على الوجود..!! { خلف نافذة مغلقة: ضُل أنت، والعالم نهار (أصنج) ولا بعرف نضم.. سترة وقميص السترة ما بشبه هِدِم أملس حنين عينيكا من جسم الحرير، ضكران ورسمك في البطون ما بنهضم. ماليني يا سيد ريدي يا الحر أبضراع، ستف يقين إحساسي يا المتلك عدم.