{ الحراك الثقافي الإيجابي الكبير الذي يحدثه معرض الخرطوم الدولي للكتاب في كل دورة انعقاد له بالبلاد, يتيح أمامنا الفرصة للوقوف على العديد من المناشط والمهارات واكتشاف المواهب المتميزة، لا سيما من خلال البرامج والندوات المصاحبة للمعرض. { وقد أتيحت لي فرصة الوقوف على المشاركة الفاعلة وغير التقليدية للأطفال في هذا المحفل الدولي عبر يومهم الخاص الذي قام بناءً على تعاون مشترك ما بين (مؤسسة الخرطوم للتعليم الخاص)، ممثلةً في (مدارس القبس - قطاع التعليم المبكر) وبين (وزارة الثقافة والإعلام) ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب تحت مسمى جديد ومبتكر هو (معرض الذكاءات المتعددة للأطفال) وربما كان المقصود من ذلك ما استمتعنا به من عرض للعديد من المواهب المفرحة لأطفال في أعمار مبكرة ينتمون لفئة رياض الأطفال، قدموا عروضاً مختلفة لمختلف أنواع الذكاءات والتي منها الذكاء الموسيقي, والحركي, واللغوي, وغيرها من الذكاءات التي تساعد الطفل على اكتشاف مواهبه وتساعد أهله ومعلميه على تنميتها. { وعن هذا البرنامج الهام, حدثتنا د. (إخلاص حسن عشرية) عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس التربوي والمستشار التربوي للتعليم المبكر بمدارس (القبس) عن كونها تعتبر لفتة مؤسسة الخرطوم للتعليم الخاص مبادرة تربوية قوية شهدتها دورة معرض الخرطوم الدولي والمحافل العلمية الأخرى. وتعد تتويجاً للبحث العلمي وتحويله إلى واقع عملي, لهذا تبنت المؤسسة هذا البرنامج التربوي الذي له جذور في الإرث التربوي الإسلامى وله فروع في الدراسات والنظريات العلمية الحديثة وبذلك تنفذ برنامجاً يجمع ما بين التراث والحداثة في أبهى مرحلة من حياة الفرد وهي مرحلة الطفولة المبكرة. وفي اعتقادي أن الإدارة التربوية الواعية والقيادية, والإشراف التربوي الرصين والعمل بروح الفريق سيظل دوماً يدفع بهذا البرنامج إلى الأمام. { ويظل برنامج الذكاءات المتعددة في حركة تطور مستمر, رغم أن البرامج التعليمية المبتكرة هذه تعد محدودة ولا تخضع للقياس والتقويم، فهي تعاني من ندرة. وما يمضي منها نحو حيز التنفيذ قليل. وما يميز هذا البرنامج أن له إرادة قوية وهي عنصر أساسي من عناصر الجودة. { والجدير بالذكر أن برنامج الذكاءات المتعددة هذا هو بالأخير برنامج تكاملي يتم ما بين الإدارة القيادية وروح الفريق الواحد المبدعة للشموع التى تحترق لتنير طريق تجويد العملية التعليمية والمتمثلة في معلمات القبس الكريمات. وتحت إشراف حريص ولصيق على مواكبة الجديد وملاحقة المستجدات. كل هذا إلى جانب شراكة فاعلة وذكية مع أولياء الأمور فرضتها عليهم المؤسسة كنمط تربوي فاعل ليصبح ولي الأمر جزءاً من تصميم الوسيلة التعليمية والمشهد التعريفي. ويساهم بدوره في إثراء خطة العمل وتقديم المعلومة العلمية المفيدة. { وتمنت د. (إخلاص) ضمن حديثها أن يرتفع مستوى البحث العلمي إلى ميدان التطبيق ويعمم برنامج الذكاءات المتعددة على كل وحدات التعليم المبكر، علماً بأن العمل بهذا البرنامج داخل (القبس) كان قد بدأ في العام 2005 ولا يزال في تطور مستمر ومحاولة لاكتشاف العديد من أنواع الذكاء ات التى تجعل من طفولة أبنائنا المبكرة طفولة ثرة وذكية. { تلويح: لقد وضعت كل المناهج التعليمية الحديثة على أساس مشاركة الأطفال بالخيال والابتكار والحركة لتفعيل قدراتهم الداخلية.. فدعونا نسعى في سبيل اكتشاف ذكاءاتهم ليواكبوا العالم من حولنا كما يجب.