اكتشف هوارد جاردتر الاستاذ بجامعة هارفارد الامريكية والذي عرفته مؤخراً جامعة تل أبيب نوعاً جديداً من أنواع الذكاءات المتعددة اطلق عليه الذكاء العلمي « SCIENTIFIC INTELLIGECE» وعرفه بأنه كل نشاط عقلي جاد هادف مرن يتصرف بشكل منظم في حل المشكلات، دراسة وتفسير الظواهر المختلفة والتنبؤ بها والحكم عليها بإستخدام غرض معين نتبناه لها بالملاحظة الدقيقة ويقف التجريب في محاولة للتوصل إلى قوانين و نظريات. يتكون الذكاء العلمي من القدرة على الملاحظة ونعني بها إستخدام الحواس لجمع المعلومات، والقدرة على المكاتبة ونعني بها البحث عن اوجه الشبه والاختلاف في الاشياء الحقيقية والقدرة على التصنيف ونعني بها التجميع والتقسيم. والقياس ونعني به القيام بالوصف الكمي والاتصال ونعني به الاعتماد على الملاحظات ومن ثم التنبؤ ووضع الفروض أو الافتراضات. هذا العمل الجبار لاعداد قائد في الذكاء العملي له مراحل من حيث التخطيط والاجراء والتحليل والتفسير ويتطلب لتحقيق ذلك مهارات وقدرات نوجزها في الملاحظة من خلال الرؤية - السمع- التذوق- الشم ثم الاتصال من خلال الوصف والتحدث وصياغة وتعريف اجرائية والتسجيل والتصوير ومن ثم المقارنة وعقد المقارنات وقياس الاطوال والاوزان والتنظيم من خلال الترتيب والمطابقة والتصنيف. ويتميز الاطفال ذوو الذكاء العلمي بالخصائص والسمات والقدرات الآتية: حب الاستطلاع والرغبة في المعرفة -الصبر وضبط الذات- الحرفية والعناية في الاداء- الثقة والتدقيق والارتياح للغموض نظراً لأن الغموض يثير تساؤلات ومشكلات جديدة- الترجيح في ادلة التفسيرات -التعاون- احترام الاشياء الحية- الامانة العلمية. وعندما كانت رؤية مؤسسة الخرطوم للتعليم الخاص «مدارس القبس» إعداد جيل القادة فإنها توجه الذكاء العلمي عند الطفل ليتميز بحب الاستطلاع - والامتناع عن اصدار الاحكام- الشكل- الموضوعية- التفتح الذهني- تجنب الطلب والآراء المتسلطة- تجنب الانخداع والسذاجة ودقة الملاحظة- الاتجاه الايجابي نحو الفشل- صورة ايجابية للذات- استعداد للتغيير - دقة الاستنتاجات ويتوقع بعد ذلك ان تكون هنالك عناصر للإستبصار ناجمة عن الذكاء العملي من اهمها: 1- الصورة على فهم طبيعة العلم وتتضمن مجموعة قدرات خاصة بالمفاهيم الاساسية: أ- الكون نظام ضخم يخضع لقوانين واحدة في كل مرة. ب- الافكار العلمية قابلة للتعديل والتحسين. ج- المعرفة العلمية متأصلة وليست مطلقة. د- لا يستطيع العلم الاجابة على جميع الاسئلة. 2- القدرة على المعرفة العلمية وتتضمن الآتي: أ- إحتياج المعرفة العلمية إلى ادلة. ب- الفروض ادوات بحث. ج- العلم يستطيع التنبؤ. 3- القدرة المرتبطة بالعلم والتكنولوجيا وتتضمن: أ- تداخل الانظمة التكنولوجية. التكنولوجيا تستمد مقوماتها من العلم. وعند نجاح المؤسسة التعليمية بتضامن «المعلم والاسرة والدولة» فإن سمات وخصائص وقدرات الطفل ذي الذكاء العلمي تكون: «1» القدرة على إستخدام المفاهيم والمهارات والقيم العلمية في إتخاذ القرارات في حياته اليومية. «2» التمييز بين الادلة العلمية والآراء الشخصية. «3» التعرف على حدود وفوائد العلم والتكنولوجيا في زيادة رفاهية البشر. «4» القدرة على استخدام عمليات العلم في حل المشكلات. «5» القدرة على إستخدام الحواس في الوصف. «6» إمتلاك وجهة نظر جديدة وواضحة للبيئة وظواهرها وقضاياها. ويتفاوت مصممو البرامج التعليمية في تنمية الذكاء العملي عند اطفال ما قبل المدرسة مثل «برنامج دورة التعلم» وبرنامج مرت وواشر «التفكير ينتقل إلى المدرسة» و«برنامج الانشطة العلمية لتعليم المفاهيم» ومشروع «1602 علامات وطاولات المعامل للثقافة العلمية» و«برامج تنمية التفكير الابداعي» وتتبنى مؤسسة الخرطوم للتعليم الخاص تنمية الذكاء العلمي عبر برنامج تعلم ذاتي قائم على التعليم المبني على العقل يحوي كل تعقيدات العلم موظفاً لقدرات ومهارات وخصائص الطفل النمائية عبر ايدلوجية فكرية ممتعة وسهلة وجذابة للطفل. ويتفق ذلك التوجه العلمي بما ذكره جنسن 7002م بأن القاعدة البيولوجية للطبيعة بسيطة: «لن يظهر الذكاء أو تظهر الكفاءة إلا إذا تم خلق بيئة مناسبة لها.. ويسطر الارث الاسلامي سبقاً علمياً بأن تصنيف ابن الجوزي للسلوكيات الذكية على أساس المناشط والقدرات العقلية مثل المعارف والاحترازات واقترب من الرازي القائل بأن الذكاء هو قدرات عقلية متعددة «الزبير بشير طه 5991م». واعتمد ابن الجوزي في تحديد ابعاد الذكاء على مصطلحات الفطنة والفراسة والاستدلال وسرعة البديهة، أليست هي ارهاصات الذكاء العلمي الذي باتت حاجتنا إليه ماسة في ظل تهافت الاطماع الدولية على ثرواتنا.. في ظل صراعات التكنولوجيا وقوتها وسيطرتها؟والله أعلم ? رئيس قسم علم النفس التربوي المكلف بكلية التربية - جامعة الخرطوم